* نحن نعلم أن النصارى يزعمون أن الله له ( ابن ) يختلف عن أبناء الناس ،، ونحن نعلم أن قولهم لا يَليق في حق الله ،، لأن وجود ( الإبن ) يدل على التقسيم ، حتى لو كان ذلك ( الإبن ) مختلف عن أبناء الناس ،، ونحن نعلم أن التقسيم لا يليق في حق الله .
* السّلَف الصالح مثل الصحابة و الأئمة الأربعة ( أبو حَنيفة ، و مالِك ، و الشافعِي ، و ابن حَنبل ) و بَقَيّة العُلماء الكِبار يقُولون أنّ الله له مَكانَةٌ عالِية ، لكن لا يقولون ( الله له مَكان ) ، لأن السّلَف الصالح يَعلَمون أنّ الله موجود بِلا مكان .
– العَين هي عُضو و جُزء مِن الذات ، لكن البصَر هو صِفة للذات .
– و السلف الصالح يقولون أن الله له صِفات حقيقية تَختلف عن صفات الإنسان ،، لكن لا يقولون ( الله له أعضاء حقيقية تختلف عن أعضاء الإنسان ) ،، لأن السلف الصالح يَعلمون أن الله ليس له أعضاء أصلاً ،، يعني يَعلمون أن الله موجود بلا مكان و بلا أعضاء ،، لأن وجود المكان والأعضاء يَدل على التّجسيم و الحُدود و التّركيب ، حتى لو كانت تلك الأعضاء مختلفة عن أعضاء الإنسان ،، ونحن نعلم أن التّجسيم و الحُدود و التّركيب لا يَليق في حقّ الله عزّ وجلّ .
يعني أهْل الجَنّة سوف يرَوْن الله ويُدرِكون أنه جَميل ، لكنهم لن يستطيعوا وصف هذا الجمال .
– قال ابن حجَر في كِتاب ( فتح الباري بشرح صحيح البخاري ) : ( فإن في إثبات القوائم للعرش دلالة على أنه جِسم مُرَكّب له أبعاض وأجزاء ، والجسم المؤلَّف .. مُحدَث مخلوق ) يعني العرش مخلوق لأنه يتألّف مِن أجزاء ، والتأليف يعني التجميع ولا يعني الإختراع ،، وهذا يدل على أن الله لا يتألّف مِن أجزاء .
– فمَثلاً الإنسان له ( ذات ) حقيقية محدودة ، يعني يتركب من أجزاء مثل العَين و الأُذن و اليَد ،، والإنسان يحتاج إلى العَين لِكَي يكُون بَصيراً ،، يعني صِفة البصَر عند الإنسان قائمة بِجُزء مِن ذاته ، وهذا الجزء هو العَين .
– لكن الله له ( ذات ) حقيقية غير محدودة ، يعني لا يتركب من أعضاء ولا أجزاء ،، ولذلك فإن الله لا يحتاج إلى عين لكي يكون بصيراً ، فهو بصير بذاته سبحانه وتعالى ،، يعني صفة البصر عند الله قائمة بذاته كلها ، وليس بجزء من ذاته ،، لأن ذاته ليس لها أجزاء أصلاً .
– والأشاعرة يتّبعون نفس عقيدة السلف الصالح ،، لكن السلفيون يخالفون السلف الصالح ، لأن السلفيين يزعمون أن الله له مكان وله أعضاء حقيقية تختلف عن أعضاء الإنسان ، يعني السلفيون مُجسِّمون للذات الإلهية .
– والأن سوف أَذكر الأدلة التي تُثبت أن الأشاعرة يتبّعون السلف الصالح ، وأن السلفيين يخالفون السلف الصالح :
– عندما تقول لأحد الأشخاص ( أنا عيوني لك ) فأنت لا تقصد المعنى الحرفي للجملة بأن تقلع عيناك وتعطيهما له ،، بل تقصد أنك ستعطيه مكافأة ، يعني جملة ( أنا عيوني لك ) هي كِناية عن المكافأة .
وأيضاً عندما نقول ( الطقس كَشَّرَ عن أنيابه ) فهذا لا يعني أن الطقس له أنياب وأسنان بالمعنى الحرفي ،، بل تلك الجملة كلها على بعضها هي كِناية عن سوء الطقس ، يعني الطقس أصبح سيئ جداً ، يعني أصبح شديد الحرارة أو شديد البرودة .
– وعندما نزلت أية ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ ) ظن أحد الصحابة أن القرأن يقصد المعنى الحرفي للخيط بأنه الحبل ، وقام ذلك الصحابي بإحضار حبل أبيض وحبل أسود ، وطلع الفجر وهو لا يستطيع التمييز بين الحبلين ،، فسأل النبي صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك ، فأخبره النبي أن الأية لا تقصد المعنى الحرفي للخيط ، بل تقصد المعنى المجازي ،، يعنى الخيط الأبيض والخيط الأسود هما كِناية عن بياض النهار وسواد الليل ، وهكذا تَعلّم ذلك الصحابي من النبي أن هناك آيات لا يصح تفسيرها بالمعنى الحرفي .
– يعني القرأن يقول ( فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ) وهذه الآية لا تقصد أن الله ينسَى بالمعنى الحرفي للنسيان ، بل هي كِناية عن أن الله يترك الكافرين في العذاب لأنهم كانوا يجحدون بآياته سبحانه وتعالى ،، بدليل أن القرأن يقول ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ) يعني القرأن ينفِي النسيان بمعناه الحرفي عن الله .
– ولذلك كانت هناك أيات وأحاديث يفهمها الصحابة على أنها كِناية ولا يفسروها بالمعنى الحرفي ، مثل أية ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ ) فإن الصحابة فهموا كلمة ( بأعيننا ) على أنها كِناية عن العناية والحماية من الله للنبي ، لكن لم يفسروها بمعناها الحرفي بأن الله له عيون وأعضاء حقيقية ، فإن الله ليس بجسم ولا يتركب من أعضاء ولا أجزاء .
يعني الله لا يحتاج عين لكي يكون بصيراً ، فهو بصير بذاته سبحانه وتعالى ، وذاته ليست مركبة من أجزاء ولا أعضاء .
ولذلك فإن الله له صفات حقيقية مثل ( السمع والبصر ) لكن ليس له أعضاء حقيقية مثل ( الأُذُن والعين ) .
– والقرأن يقول ( وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي ) ، ويقول ( يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) ، ويقول ( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ ) ،، ولو أخذنا بالمعنى الحرفي لهذه الأيات وقلنا أن الله له أعضاء مثل العين واليد والوجه ، فهذا يعني أن كل تلك الأعضاء سوف تَهلَك ويتبقى الوجه فقط لأن القرأن يقول ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) ، وهذا مستحيل ولا يليق في حق الله ،، لذلك لا يصح أن نأخذ بالمعنى الحرفي ، بل يجب أن نأخذ بالمعنى المجازي والكِناية ، ونقول أن وجه الله ليس عضو من الذات الإلهية ، بل هو كِناية عن الذات الإلهية ، ويكون معنى الأية ( كل شئ هالك إلا ذاته ) .
يعني الله فعلاً له وجه ، ولكن لا نقصد ( وجه ) بالمعنى الحرفي ، بل نقصد ( وجه ) بمعنى الكناية عن الذات الإلهية .
– وأيضاً النبي صلّى الله عليه وسلّم سأل الجارية ( أين الله ؟ ) ليختبرها إذا كانت مؤمنة أَم كافرة ، والنبي لم يقصد المعنى الحرفي بأن يسأل عن مكان الله ، فالنبي يعلم أن الله موجود بلا مكان ،، لكن النبي قصد المعنى المجازي والكناية ، لأن كفار قريش كانوا يقولون أن الآلهة هي الأصنام الموجودة في الأرض ،، يعني لو أن الجارية قالت ( الله فى الأرض ) فهذا يعني أنها تعبد الأصنام ، لكن لو قالت ( الله في السماء ) فهذا يعني أنها تعبد الله فقط ولا تعبد الأصنام ، وفعلاً الجارية قالت ( الله في السماء ) ولم تقصد المعنى الحرفي بأن الله موجود بذاته داخل أو فوق السماء ، لكنها قصدت المعنى المجازي كِناية عن أنه إله غير تلك الآلهة الباطلة الموجودة في الأرض .
وكلمة ( أين ) التي قالها النبي – صلّى الله عليه وسلّم – لا تعني بالضرورة أن الله له مكان ، فإن القرأن نفسه يستخدم تلك الكلمة مع الله بدون أن يقصد أن الله له مكان ، مثل آية ( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ) ، فهذه الآية لا تقصد أن الله موجود بذاته في أماكن الناس ، بل هي كِناية عن أن الله يعلم ويسيطر على جميع الناس في أي مكان يكونون فيه .
– وهنا سؤال يطرح نفسه : بعض المسلمين يقولون أن الله موجود فى كل مكان ، فهل قولهم صحيح ؟
* الجواب : إن كانوا يقصدون المعنى الحرفى بأن الله موجود بذاته داخل كل مكان ويسكن كل مكان ، فهم خاطئون ، لأن الله موجود بلا مكان أصلاً . لكن إن كانوا يقصدون الكناية بأن الله يعلم ويسيطر على كل مكان ، فهم مُحِقّون فى ذلك .
– والأئمة الأربعة يتبعون نفس طريقة النبى والصحابة فى تفسير أيات الصفات .
– لكن ظهرت بعض الفِرَق مثل المعتزلة والجهمية الذين أنكَروا صفات الله الأزلية .
– وظهرت فرقة أخرى تقول بالتجسيم ، يعنى يقولون أن الله له مكان ، وأن الله له صفات حقيقية وله أعضاء حقيقية مختلفة عن أعضاء الإنسان ،، لأن هؤلاء المُجسِّمين يفسرون كل الأيات بالمعنى الحرفي ، ويَزعُمون أن القرأن لا يستخدم الكِناية باعتبار أن استخدام الكِناية يدل على العجز في استخدام اللغة ،، وهؤلاء المُجسِّمون كاذبون ،، فإن القرأن بالفعل يستخدم الكِناية لأن استخدام الكِناية يدل على البلاغة في استخدام اللغة وليس العجز .
– لذلك قام الإمام أبو الحسن الأَشعَرِي فى القرن الثالث الهجرى بشرح عقيدة النبي والصحابة كما يفسرها الأئمة الأربعة ،، وقال أن الله له صفات حقيقية ، لكن ليس له أعضاء أصلاً وليس له مكان ،، لأن الأعضاء والمكان يَدلّون على التركيب والتجسيم ، وهذا لا يليق فى حق الله ،،، وكلام الإمام الأشعري يتوافق مع كلام الإمام ( أبو منصور الماتريدى ) مع اختلاف أسلوب الكلام ،، ونلاحظ أن الإمام أبى الحسن الأشعري هو حفيد الصحابى ( أبو موسى الأشعري ) ، كما أن الإمام أبى منصور الماتريدى هو حفيد الصحابى ( أبو أيوب الأنصارى ) ،، ولذلك قام العلماء الكبار باتّباع العقيدة الأشعرية والماتريدية لأنها توافق عقيدة النبي والصحابة .
يعني العقيدة الأشعرية ليست من اختراع الإمام أبي الحسن الأشعري ، بل هي مجرد شرح لعقيدة النبي – صلى الله عليه وسلم – والسلف الصالح ،، كما أن ( أحاديث البخاري ) ليست من اختراع البخاري ، بل هي أحاديث النبي التي كتبها البخاري .
وهذه بعض الأمثلة القليلة من العلماء الأشاعرة والماتريدية :
البَيهقِي ، وقد كان شافعيّ المذهب ، أشعريّ العقيدة .
أبو عبد الله القُرطُبي الذى فسّر القرأن ، وقد كان مالكيّ المذهب ، أشعريّ العقيدة .
ابن عمر القرطبي صاحب كتاب ( تلخيص صحيح مسلم ) .
النّوَوِي .
ابن حجر العسقلاني : وقد لُقّب بعدّة ألقاب منها الحافِظ بن حجر و [ شيخ الإسلام ] وأمير المؤمنين في الحديث ، وهو صاحب كتاب ( فتح الباري بشرح صحيح البخاري ) .
ابن حجر الهيتمي صاحب كتاب ( تحفة المحتاج بشرح المنهاج ) ويعد من أمهات كتب الفقه في المذهب الشافعي ، وعليه المُعتمَد في الإفتاء في كثير من البلاد الإسلامية .
الخطيب البغدادي .
ابن حبان .
القاضى عياض .
ابن عساكر .
الرازي .
العز بن عبد السلام .
الرافعي .
ابن دقيق العيد .
السيوطي .
البغوي .
القشيري .
ابن الصلاح .
ابن الجوزي ( وهو شخص أخر غير ابن قَيّم الجوزية )
القسطلاني .
السخاوي .
ابن عرفة .
أبو ذر الهروي .
ابن عطاء الله السكندري .
أبو إسحاق الشاطبي .
أبو حامد الغزالي وقد كان شافعي أشعري صوفي ، صاحب كتاب ( إحياء علوم الدين ) وكتاب ( تهافُت الفلاسفة ) وتوفى عام 505 هجرية الموافق 1111 ميلادية ،، وهو شخص أخر غير الشيخ محمد الغزالى الذى كان من جماعة الإخوان ثم تركهم وتوفى عام 1416 هجرية الموافق 1996 ميلادية . انظر [ أبرز أئمة الأشاعرة ] وبرغم أن هذه القائمة لم تذكر كل علماء الأشاعرة ، إلا أنك عندما تقرأها سوف تدرك أن العلماء الذين نقلوا للمسلمين علوم الحديث والتفسير والفقه هم علماء أشاعرة .
وبالنسبة للإمام الطبرِي فإنه توفى قبل الإمام أبي الحسن الأشعري ، ولكن تفسير الطبري يوافق الأشاعرة في مسائل آيات الصفات ، وهذه المسائل هي الأساس الذي تقوم عليه العقيدة الأشعرية ،، يعني الطبري لا يفسر آية ( يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) بالمعني الحرفي لليد ، بل يأخذ بمعنى الكِناية بأن اليد هي كِناية عن القوة ، ويقول الطبري أن معنى تلك الآية هو ( قوّة الله فوق قوّتهم في نُصرة رسوله صلّى الله عليه وسلّم ) .
– ولقد قام الشيعة باحتلال مصر ، وأسّسوا الدولة الفاطمية وبنوا الأزهر ، لكن السلطان السُّنّي الأشعري الصوفي ( صلاح الدين الأيوبي ) قام بطرد الشيعة من مصر وحرّر القدس من الصليبيّين ، وجعل الأزهر يتّبع العقيدة الأشعرية لأنها عقيدة أهل السّنّة والجماعة والسلف الصالح ، وهى عقيدة مَبنِيّة على تنزيه الله عن التجسيم والمكان ،، وبقي الأزهر على العقيدة الأشعرية حتى الأن .
– لكن المُجسِّمون أرادوا أن يخدعوا الناس ، فسمّوا أنفسهم ( سلفيّون ) لكى يُوهِموا الناس بأنهم يتّبعون السلف الصالح ، بينما فى الحقيقة هم يخالفون السلف الصالح ، يعني السلفيون يتّهمون الشخص الذي يقول ( الله بلا مكان ) بأنه شخص مُبتدِع ، ويزعمون أن السلف الصالح لم يُنزّهوا الله عن المكان والأعضاء ،، بينما الحقيقة هي أن السلف الصالح كانوا يفسرون أيات الصفات بالمعني الذي يليق في حق الله ، ويرفضون المعنى الحرفي ، وكانوا يُنزّهون الله عن النقص ،، بدليل أن ابن كثير عندما فسّر أية ( ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ) قال : وإنما يُسلَك في هذا المقام مذهبُ السلف الصالح ( مالِك ، والأوزاعي ، والثوْري ، والليث بن سعد ، والشافعي ، وأحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه وغيرهم ، من أئمة المسلمين قديماً وحديثاً ) وهو إمْرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل . والظاهرُ المتبادَر إلى أذهان المُشبِّهين مَنفِيٌّ عن الله ، فإن الله لا يُشْبِهَهُ شيء من خلْقِه ، و ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) [ سورة الشّورَى، آية 11 ] بل الأمرُ كما قال الأئِمّة – منهم نعيم بن حمّاد الخُزاعي شيخُ البخاري – : ” من شبّهَ اللهَ بخلْقه فقد كفرَ ، ومن جحدَ ما وصفَ الله به نفسَهُ فقد كفرَ “ … فمن أثبتَ لله تعالى ما وَرَدَت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة ، على الوجه الذي يليق بجلال الله تعالى ، ونَفَى عن الله تعالى النقائص ، فقد سلَكَ سبيلَ الهُدى . يعني ابن كثير يقول أن السلف الصالح كانوا يَنْفون النقص عن الله ، يعني يُنزّهون الله عن النقائص ، وهذا هو أساس العقيدة الأشعرية .
والسلفيون يذكرون قول أبي حنيفة فى كتاب ( الفقه الأكبر ) عندما قال عن الله ( ولهُ يد ) ويفسروها بأنها يد جزء من الذات الإلهية وتختلف فى الشكل عن يد الإنسان ،، مع أننا عندما نقرأ بقية جملة أبى حنيفة ، ندرك أنه يعتبر اليد صفة للذات الإلهية وليست جزء من الذات ، فهو يقول ( وَله يَد وَوجه وَنَفْس كَمَا ذكَره الله تَعَالَى فِي الْقُرْآن ، فَمَا ذكَره الله تَعَالَى فِي الْقُرْآن من ذِكْر الْوَجْه وَالْيَد وَالنَّفْس فَهُوَ لَهُ صِفَاتٌ بِلَا كَيفْ ، وَلَا يُقَال إِن يَده قُدرته اَوْ نعْمَته لِأَن فِيهِ إبِْطَال الصّفة وَهُوَ قَول أهل الْقدَر والاعتزال ، وَلَكِن يَده صفته بِلَا كَيفَ ، وغضبُه وَرضَاهُ صفتان من صِفَات الله تَعَالَى بِلَا كَيفَ ) ، يعني أبو حنيفة ينفِي أن تكون اليد نفسها هى النعمة ، لأن ذلك سيثْبت تجسُّد النعمة على هيئة ( يد ) ، مما يعنى وجود ( يد ) كعضو حقيقي وتعطيلها كصفة حقيقية ،، ونحن متأكدون من وجود ( يد ) لأنها مذكورة فى القرأن ، واليد إما أن تكون عضو وإما أن تكون صفة ، وليس أمامنا خيار ثالث ،، فإذا عطّلْنا اليد كصِفة ، سنثْبت وجودها كعُضْو ، وهذا لا يليق فى حق الله ،، و ( المُعتزِلَة ) نفوا وجود اليد كصفة وزعموا أن ذلك نفْي للأعضاء ، بينما هذا يؤدى إلى إثبات الأعضاء ،، ولذلك قام أبو حنيفة بإثبات أن اليد هى صفة حقيقية ، وبالتالى نفَى تجسُّد اليد ،، ولذلك نحن لا نقول ( اليد عُضو هو النعمة ) ، بل نقول ( اليد صفة حقيقية كِناية عن النعمة والفضل ) لأن اليد فى اللغة العربية تأتي أحياناً كِناية عن النعمة والفضل ، مثل قولنا ( فلان له أَيادٍ علينا ) يعني له نِعَم وأفضال علينا ،، لذلك إذا سمعتَنِي أقول أن الله له أيادٍ على الناس ، فاعلم أن كلامي مطابق لأية ( إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ ) .
– والأن نستكمل بقية كلام أبي حنيفة فى كتاب ( الفقه الأكبر ) حيث يقول : ( وَالله تَعَالَى يُرَى فِي الْآخِرَة ، وَيَرَاهُ الْمُؤْمِنُونَ وهُم فِي الْجنَّة بأعين رؤوسهم بِلَا تَشْبِيه وَلَا كَيْفيَّة ، وَلَا يكون بَينه وَبَين خلقه مَسَافَة ) يعنى أبو حنيفة ينفِي المسافة فى حق الله ، وبالتالي ينفِي المكان عن الله .
– وأيضاً أبو حنيفة يقول فى كتاب ( الفقه الأبسط ) : ( كَانَ الله تَعَالَى وَلَا { مَكَان } ، قبل أن يَخلق الخلق ، وَكَانَ الله تَعَالَى وَلم يكن { أَيْنْ } وَلَا خلْق ، ولا شَيْء ،، وَهُوَ خَالق كل شَيْء ) يعنى أبو حنيفة ينفِي المكان عن الله ، وطالما أن الله كان بلا مكان ، فهذا يعنى أن الله مازال بلا مكان ، لأن الله لا يتغير .
وعندما نواجه السلفيين ببقية كلام أبى حنيفة فى كتاب ( الفقه الأكبر ) وكتاب ( الفقه الأبسط ) ، فإن السلفيين يُشكّكون فى نسبة هذين الكتابين لأبى حنيفة ،، يعنى السلفيون فى البداية يستشهدون بكتب السلف الصالح ، وعندما نثبت لهم أن تلك الكتب تعارضهم ، فإنهم ينُكِرون تلك الكتب ! ! !
– والإمام مالك قال ( الله فوق العرش ) وقصَد بذلك عُلُوّ المكانة ولم يقصد عُلُوّ المكان ، يعنى قصد أن الله يعلو على العرش علو سيطرة وهيمنة وقوة وتحكم ، لكن العرش ليس مكان للذات الإلهية ، لأن الله موجود بلا مكان أصلاً ،،، والسلفيون يزعمون أن الإمام مالك قال ( الله فوق العرش بذاته ) ، بينما الحقيقة هى أن الإمام مالك قال ( الله فوق العرش ) لكن لم يقل كلمة ( بذاته ) ، وكلمة ( بذاته ) أضافها شخص اسمه ( ابن أبى زيد ) وهو مولود بعد الإمام مالك بحوالى مائتى عام ، وذلك عندما شرح كلام الإمام مالك بحسب فهمه .
– والقرأن يقول ( الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ) ، ونحن نعرف أن اللفظ الواحد فى اللغة العربية يكون له أكثر من معنى ، ونستطيع معرفة المعنى الذى يقصده المتكلم من سياق الكلام .
ولذلك فإن كلمة ( استوى ) لها أكثر من معنى ، فهناك المعنى الحرفى وهو ( اتخاذ مكان ) ، وهناك المعنى المجازى والكناية ، يعنى الإستواء يكون كناية عن السيطرة والإمتلاك ،، وكل ذلك مذكور في القرأن ، ولذلك يجب علينا أن نستبعد المعني الحرفي لهذه الكلمة إذا استخدمناها مع الله سبحانه وتعالى :
مثال على المعنى الحرفي : القرأن يقول ( وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ) يعني سفينة سيدنا نوح اتخذت مكان فوق جبل الجودي ،، والقرأن يقول أيضاً ( وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ) يعني الناس يتخذون مكان فوق ظهور السُّفُن والأنعام .
وعندما سألوا الإمام مالِك عن أية ( الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ) قال ( الإستواء معلوم ، والكيف مجهول ) ، وفى رواية أخرى قال ( الكيف غير معقول ) ،، يعنى كلمة ( إستواء ) معناها معلوم لنا ،، وطالما كلمة ( استواء ) لها أكثر من معنى من حيث اللغة ، فيجب علينا أن نختار المعنى المقصود ونترك المعنى الغير مقصود ،، ولذلك نحن ذكرنا معناها فى حق الله وقلنا هو السيطرة والإمتلاك ،، يعنى نحن اخترنا المعنى الذى يليق فى حق الله ، وتركنا المعنى الحرفي الذى يقتضى وجود الله على مكان ، لأنه لا يليق ،، أمّا كيفية الإستواء فهى كيفية مجهولة لنا لأنها أصلاً غير معقولة ،، لذلك نحن نقول أن الله يستوى على العرش بلا ( كيفْ ) ، ونقصد أن الله يسيطر على العرش ويمتلكه بلا ( كيف ) ،، يعنى نحن نعترف بأن الله يُهيْمن على العرش بلا تكييف ولا تشبيه .
ولذلك نحن نقول أن الله استوى على العرش استواء حقيقى ، ولكن ليس بالمعنى الحرفى كاتّخاذ مكان ، بل كناية عن السيطرة الحقيقية على العرش ، والإمتلاك الحقيقى للعرش .
– ونحن نقول ( الله له مكانة عالية ) ، لكن لا نقول ( الله له مكان عالى ) ،، ولذلك نحن نقول ( الله فوق العرش ) ، وهى ( فوقية ) حقيقية ، لكنها فوقية مكانة وليست فوقية مكان أو مسافة ،، ونقول أيضاً أن الله على عرشه ، يعنى الله يعلو على العرش عُلُوًّا حقيقياً ، ولكن ليس عُلُوّ مسافة ومكان ، بل عُلُوّ جلال وامتلاك ومجد .
لذلك فإن الشخص الذى يقول ( أنا لا أعرف هل الله فى السماء أم فى الأرض ) فإن هذا الشخص يشعر بالحيرة ، يعنى يحتار بين الله وبين الأصنام ،، وهذا كُفر ،، وكان يجب عليه أن يقول ( أنا أعرف أن الله فى السماء ) بدون أن يقصد المعنى الحرفى بأن الله له مكان ،، ولذلك فإن الإمام الأكبر أبو حنيفة يقول ( من قال : لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض : فقد كفر ؛ لأن الله يقول: { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } ، وعرشه فوق سبع سماوات ،، ومن قال : { لا أدري العرش في السماء أم في الأرض ؟ } فهو كافر ؛ لأنه أنكر أن يكون في السماء ؛ لأنه تعالى في أعلى عِلّيّين ، وأنه يُدعَى من أعلَى لا من أسفل ) يعنى نحن نشير بأيدينا إلى أعلى عندما ندعو الله ،، وهذا على سبيل الكناية بتعظيم الله وأن الله هو أعلى من الخلق فى المكانة ، وليس فى المكان والمسافة ، فإن الله بلا مكان أصلاً ،، وأنا بالفعل ذكرت سابقاً كلام أبى حنيفة بنفْي المسافة والمكان عن الله .
– ونلاحظ أن السلفيين يزعمون أن الله له مكان ، بينما لم يقل أى أحد من السلف الصالح عبارة ( الله له مكان ) .
– يعنى نحن نثبت جهة العُلُوّ فى حق الله ، ولكنها ليست جهة مكان ، بل هى جهة مكانة ،، وهذا بالضبط كلام المفسرين الكبار مثل القرطبى الذى يقول ( وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفْي الجهة ولا ينطقون بذلك ، بل نطقوا هم والكافّة بإثباتها لله تعالى ، كما نطق كتابه وأخبرت رُسلُه .
ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة .
وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته ، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تُعلَم حقيقتُه .
قال مالك رحمه الله : الاستواء معلوم – يعني في اللغة – والكيف مجهول ، والسؤال عن هذا بدعة .
وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها ….. والاستواء في كلام العرب هو العلو والاستقرار . قال الجوهري : واستوى من اعوجاج ، واستوى على ظهر دابته ; أي استقر . واستوى إلى السماء أي قصد . واستوى أي استولَى وظَهَر . قال :
قد استوى بِشرٌ على العراق من غير سيف ودم مهراق
( يعنى هذا الشخص ظهر على العراق وسيطر عليها وحكمها )
واستوى الرجل أي انتهى شبابه . واستوى الشيء إذا اعتدل . وحكى أبو عمر بن عبد البر عن أبي عبيدة في قوله تعالى : الرحمن على العرش استوى قال : عَلا . وقال الشاعر :
فأوردتهم ماء بفيفاء قفرة وقد حلق النجم اليماني فاستوى
أي عَلا وارتفع .
قُلْتُ : فعُلوّ الله تعالَى ، وارتفاعه عبارة عن عُلوّ مجده وصفاته وملكوته . أي ليس فوقه فيما يجب له من معاني الجلال أحد ، ولا معه مَن يكون العُلوّ مُشترَكاً بينه وبينه ; لكنه العَليّ بالإطلاق سبحانه . )
يعنى القرطبى فى نهاية الكلام قال رأْيه بناءاً على كلام السلف الصالح ، ورأيه هو أن ( عُلوّ الله تعالَى ، وارتفاعه عبارة عن عُلوّ مجده وصفاته وملكوته ) ويقصد أن مكانة الله عالية ، وأن عُلُوّ الله وارتفاعه عبارة عن عُلُوّ مكانة ، وليس عُلُوّ مكان أو مسافة ،، فإن الله موجود بلا مكان أصلاً .
– ويقول الطبرِي فى تفسير أية ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ) :( فلا شئ ٌ أقربُ إلى شئٍ منه ) . ،، يعنى الطبري يقصد أنه لا يوجد شئ أقرب فى المسافة بالنسبة لله ، ولا شئ أبعد فى المسافة ، يعنى الطبري ينفى المسافة عن الله ، وبالتالى ينفى المكان عن الله .
– ونلاحظ أن ( الجَهْمِيّة ) و ( المُعتزِلَة ) ينفون الأعضاء فى حق الله ( وهذا جيّد ) ،، لكنهم أيضاً ينفون صفات الله الأزلية كالقدرة والإرادة والعلم ، ويقولون أن القرأن مخلوق ، وينكرون رؤية الله فى الجنة ، ويقولون أن الله يسكن فى كل الأماكن ( وكل هذا لا يليق فى حق الله ) .
– أما السلفيون فهم يُثبتون صفات الله الأزلية ( وهذا جيّد ) ،، لكنهم أيضاً يثبتون أن الله له أعضاء حقيقية تختلف عن أعضاء الإنسان ، ويأخذون بالمعنى الحرفي فقط ويرفضون الكناية ، ويزعمون أن الله له مكان فوق العرش ( وهذا مخالف لقول السلف الصالح الذين يثبتون الصفات ولا يثبتون الأعضاء ، لأن الأعضاء والمكان يدلّون على التجسيم والتركيب الذي لا يليق فى حق الله ) .
– أما نحن ( الأشاعرة ) فإننا نخالف ( الجَهْمِيّة ) و ( المُعتزِلَة ) والسلفيين جميعاً ، ونتبّع فقط السلف الصالح ، لأننا نقول أن الله له صفات أزلية تختلف عن صفات الإنسان ، لكن ليس له أعضاء ولا مكان أصلاً ،، ونقول أن القرأن هو كلام الله وليس مخلوق ، أمّا ورق المصحف والحِبر فهما مخلوقين ،، ونُثبت رؤية الله فى الجنة بلا ( جهة مكان ) ، لأننا نثبت جهة العُلُوّ فى حق الله كجهة ( عُلُوّ مكانَة ) وليس جهة ( عُلُوّ مكان ) ،، يعنى الله له جهة حقيقية ، لكنها ( جهة مكانة ) وليست ( جهة مكان ) ،، وعقيدتنا موافقة تماماً لعقيدة الإمام الطبري الذي يفسر آية ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) وقال عند تفسيرها أن الله يعلو على السماء علوّ مُلْك وسُلْطان ، لا علوّ انتقال وزَوال ،، يعني الطبري يثبت علو المكانة وينفي علو المكان ،، لذلك إذا سمعتني أقول بنفْي الجهة عن الله ، فاعلم أنني أقصد نفْي ( جهة المكان ) ولا أقصد نفْي ( جهة المكانة ) .
– هناك حديث في صحيح مسلم بأن النبي يقول ( اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شَيءٌ ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شَيءٌ ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شَيءٌ ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شَيءٌ ) ،، ونلاحظ أن النبي يستخدم الكلمة وعكسها ، يعني كلمة ( الأول ) عكس كلمة ( الآخِر ) ، وكلمة ( قبلك ) عكس كلمة ( بعدك ) ،، وهذا يدل على أن كلمة ( دونك ) في سياق هذا الحديث هي عكس كلمة ( فوقك ) .
يعني كلمة ( دونك ) هنا معناها ( تحتك ) ،، بدليل أن كلمة ( الأعلى ) عكسها كلمة ( الأدنى ) يعني ( الأسفل ) .
ونحن نعلم أن الله له العلو والكبرياء على جميع الخلق ، وأن الخلق يخضعون لله ،، يعني قوة الله فوق قوة المخلوق ، وقوة المخلوق دون قوة الله ،، يعني مكانة الله فوق مكانة الملخلوق ، ومكانة المخلوق تحت مكانة الله ،، وليس هناك أحد من المسلمين ينكر ذلك .
ولكن النبي في الحديث المذكور يقول ( فليسَ دُونَكَ شَيءٌ ) يعني النبي ينفي أن هناك شيء دون الله ،، وهذا يدل على أن النبي يقصد نفي دونية المكان ، ولا يقصد نفي دونية المكانة .
يعني الحديث يقصد ( فليس فوقك مكان ، وليس دونك مكان ) .
ولو كان الله له مكان فوق العرش ، فهذا يعني أن العرش له مكان تحت مكان الله ،، ولكن النبي ينفي وجود مكان تحت الله ،، وهذا يدل على أن الله له مكانة فوق العرش ، لكن ليس له مكان فوق العرش ، لأن الله موجود بلا مكان أصلاً .،، انظر ⇐ [ استخراج الدليل من القرأن على أن الله موجود بلا زمان وبلا مكان ، وأن الذات الإلهية ليس لها حدود ] .
– يعنى الأشاعرة والماتريدية هم أهل السنّة والجماعة ، لأنهم يقولون بالتنزيه فى حق الله ويتبعون السلف الصالح ، فهناك أشاعرة شافعية وهناك أشاعرة حنابلة ، وأشاعرة حنفية وأشاعرة مالكية .
– والشيخ الشعراوى كان أَشعَرِي وكان صوفيّاً بحق ، لأنه يتبع طريقة صوفية مطابقة لمنهج التصوف الصحيح ، لكنه لا يقوم بأفعال بعض الصوفيين المنحرفين الذين يرقصون ويختلطون بالنساء فى الموالد وينحرفون عن منهج التصوف الصحيح ، يعنى ليس كل من يقول على نفسه صوفى يكون فعلاً صوفى .
– أما السلفيّون فإنهم يقولون بالتجسيم فى حق الله ، ويخالفون السلف الصالح .
ولذلك فإن السلفيين لا يستحقون هذا الإسم ، بل يجب أن نسميهم ( المُجسِّمين الوهّابييّن ) لأنهم يتّبعون فكر محمد بن عبد الوهاب قائد الحركة الوهّابية المتطرفة الإرهابية .
كما أن السلفيين يقومون بذِكر جزء من كلام العلماء ويتجاهلون بقية كلامهم ، لِكي يفسروا كلام العلماء على هواهم ، وقاموا بتزوير كُتب الأشاعرة لكى يشوّهوا العقيدة الأشعرية ، فقد قام أهل التجسيم بتزوير كتاب ( الإبانة ) الذي كتبه الإمام الأشعري ، يعني حذفوا منه أشياء كثيرة ، وأضافوا إليه أشياء كثيرة ، بدليل أن جميع طبعات الكتاب الموجودة حالياً مختلفة عن بعضها ، ولا توجد حالياً نُسخة أصلية كاملة من هذا الكتاب .
ولكننا عرفنا عقيدة الإمام الأشعري مِن بقية الكتب التي كَتبها ، مثل ( رسالة استحسان الخوض في علم الكلام ) حيث يقول فيها ( فأما الحركة والسكون ، والكلام فيهما ، فأصلُهما موجود في القرءان وهُما يدُلّان على التوحيد، وكذلك الإجتماع والإفتراق ، قال الله تعالى مُخبِراً عن خليله إبراهيم صلوات الله عليه وسلامه في قصة أُفول الكوكب والشمس والقمر وتحريكها من مكان إلى مكان ما دَلّ على أن ربه عز وجل لا يجوز عليه شىء من ذلك، وأنّ مَن جاز عليه الأُفول والإنتقال مِن مكان إلى مكان فليس بإِله . ) ،،
كما أن العلماء الكبار قد نقلوا لنا عقيدة الإمام الأشعري ، فقد قام ابن عساكر بتأليف كتاب ( تَبيِين كَذِب المفترِي فيما نُسِب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري ) وذَكَر فيه أن الإمام الأشعري قال ( كان الله ولا مكان ،، فخلَق العرش والكرسي ولم يحتج إلى مكان ،،، وهو بعد خلْق المكان .. كما كان قبل خلْقه ) .
وهذه أمثلة على بعض التزوير الذى يقوم به السلفيون في كُتب السلف الصالح :
( * ملحوظة : الصور الأتية مأخوذة من حساب تويتر https://twitter.com/SALAF_Truth وذلك بعد أن حصلنا على موافقة صاحب الحساب )
1- تحريف كتاب البخارى ( الأدب المفرد ) ، لأن السلفيون يرفضون نداء النبى والتوسل به بعد وفاته :
2- تحريف كتاب النووى ( الأذكار ) ، لأن السلفيين يرفضون شد الرحال إلى قبر النبى ، بناءاً على حديث ( وَلا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِي، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى. ) مع أن الحديث يتكلم عن المساجد فقط وليس القبور ، لأنه لا يوجد فضل لمسجد عن مسجد أخر إلا للثلاثة مساجد ، ولذلك ليس هناك داعى أن تذهب لمسجد بعيد غير الثلاثة مساجد ،، لكن هناك داعى بأن تذهب لقبر بعيد إذا كان صاحبه له قدر عالى مثل قبر النبى وقبور الصحابة ، لأن هناك فضل لقبر عن قبر :
3- تحريف كتاب الإمام أبى الحسن الأشعرى ( الإبانة ) ، لأن السلفيين حذفوا جزء من كلام الإمام الأشعرى الذى يقول فيه بتنزيه الله عن المكان والحدود :
4 – حذف كلمة ( أشعرى ) من ألقاب أحد العلماء ، مع أنها مكتوبة فى المخطوطة الأصلية :
5 – تحريف مَتن الإمام ( عبد الواحد ابن عاشر ) المالكى الأشعرى الصوفى ،، لأن السلفيين حذفوا كلمة ( الأشعرى ) من المتن ، لكى يُوهموا الناس بأن ابن عاشر ليس أشعرى :
6 – تحريف كتاب الصاوى ( حاشية الصاوى ) ، لأن الصاوى انتقد السلفيين الوهّابيّة ، فقاموا بحذف تلك العبارة من الكتاب :
7 – تحريف كتاب ابن القيّم ( اجتماع الجيوش الإسلامية ) ، لأن السلفيين حذفوا عبارة التوسل بالصالحين ، واستبدلوها بعبارة التوسل باتِّباع الصالحين :
8 – تحريف كتاب أحد العلماء لأنه يتّبع الطريقة الشاذلية الصوفية ،، فقام السلفيون بحذف لقب ( الشاذلى ) من ألقاب صاحب الكتاب :
9 – تحريف كتاب الصابونى ( عقيدة السلف ) ، لأنه يذكر زيارة قبر النبى ، بينما السلفيون يرفضون شد الرحال إلى قبر النبى ، بناءاً على حديث ( وَلا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِي، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى. ) مع أن الحديث يتكلم عن المساجد فقط وليس القبور ، لأنه لا يوجد فضل لمسجد عن مسجد أخر إلا للثلاثة مساجد ، ولذلك ليس هناك داعى أن تذهب لمسجد بعيد غير الثلاثة مساجد ،، لكن هناك داعى بأن تذهب لقبر بعيد إذا كان صاحبه له قدر عالى مثل قبر النبى وقبور الصحابة ، لأن هناك فضل لقبر عن قبر :
10 – يعترفون بتحريف كتاب القسطلانى ويفتخرون بذلك :
– بقية الأمثلة موجودة هنا ⇐ [ الأدلة على قيام السلفيّين الوهابيّين بتزوير كلام السلف الصالح ]