[ سِلسلة الأدلّة العقلية والعِلمية التي تُثبت وجود الله سبحانه وتعالى ] ⇐ إثبات أن الكون مَهما اتّسع فهو محدود :
– الذَّرّة تتكون من جُسيمات مثل الإليكترونات والبروتونات وغيرها ،، وذرة النحاس تختلف عن ذرة الحديد من حيث عدد تلك الجسيمات ،، ولو أنك أحضرت قطعة نحاس وقطعة حديد لهما نفس الشكل ونفس مقاسات الطول والعرض والإرتفاع ، فهذا يعني أن القطعتين لهما نفس الحجم ،، لكن مع ذلك ليس لهما نفس الوزن ، حيث أن قطعة النحاس ستكون أثقل من قطعة الحديد ، لأن كثافة النحاس أكبر من كثافة الحديد ، وهذا يعني أن قطعة النحاس تحتوي بداخلها على كمية جسيمات أكثر من كمية الجسيمات الموجودة في قطعة الحديد ، وذلك لأن قطعة النحاس بها فراغات أقل من الفراغات الموجودة في قطعة الحديد .
معنى ذلك أن الكون يحتوي على فراغات بين الجسيمات ، ولَوْلا وجود تلك الفراغات لمَا كان هناك اختلاف بين كثافة الأشياء ، بل كانت جميع جسيمات الكون ستتحد مع بعضها في جسم واحد كبير ، ولن يكون هناك أجسام منفصلة ومتعددة في الكون .
– وطالما أن الكون يحتوي على فراغات ، فهذا يعني أن كمية الجسيمات الموجودة في الكون هي كمية محدودة ، لأنها لو كانت غير محدودة ، كانت ستملأ كل مكان في الكون بدون أن تسمح بوجود اي فراغات معها .
– وبنفس المنطق ، فإن الفراغات الموجودة في الكون هي فراغات محدودة ، لأنها لو كانت غير محدودة ، فإن الكون كُلّه سيصبح فارغ تماماً بدون وجود أي جسيمات .
– معنى ذلك أن الكون يتكوّن من جسيمات محدودة وفراغات محدودة ،، يعني الكون يتكوّن من أشياء محدودة ،، وهذا دليل على أن الكون نفسه محدود .
– وهنا سؤال يطرح نفسه : أليس من الممكن عندما نجمع الجسيمات المحدودة مع الفراغات المحدود يكون الناتج كون غير محدود ؟
والجواب هو أن ذلك مستحيل ، لأنك عندما تجمع الأشياء المحدودة مع بعضها ، فإن ذلك يؤدي إلى حدود كبيرة تحتوي بداخلها على ذلك التّجمّع من الأشياء ، يعني سيكون هناك حدود خارجية على أطراف ذلك التجمع .
– مثال : لو أنك أحضرت تفاحة ، فإن تلك التفاحة يكون لها حدود تحيط بها وتُحدّد حجمها ،، وإذا قمت بتجميع خمسين تفاحة مع بعض في كَوْمة واحدة ، فسيكون هناك حدود تحيط بتلك الكَوْمة وتُحدّد حجمها ،، وهذه الحدود نشأت من التفاحات الموجودة على أطراف تلك الكَوْمة ،، وإذا أنت أضفت مائة تفاحة إلى الكَوْمة ، فإن حجم الكَوْمة سيزيد وتصبح كَوْمة أكبر ، والحدود السابقة للكومة ستختفي ، ويظهر بدلاً منها حدود أخرى أكبر للكَوْمة الأكبر ،، يعني مَهْما تقوم بإضافة تفاح إلى الكَوْمة ، فإن ذلك سيؤدي فقط إلى زيادة حجم الكَوْمة وزيادة حدود الكَوْمة ، لكن لن يلغي الحدود من الكَوْمة ،، لأن التفاح المضاف للكَوْمة به حدود ، وعندما تضيف تفاح جديد للكَوْمة ، فأنت بذلك تضيف حدود جديدة للكَوْمة .
وهذا يُثبت أن تجميع الأشياء المحدودة سينتج عنه شيء محدود .
– وهنا سؤال أخر يطرح نفسه : هل يمكن أن يكون هناك قطعة حديد لها بداية وليس لها نهاية ؟
والجواب هو على حسب قصدك كالآتي :
1- لو كنت تقصد أن تلك القطعة طولها ثابت على حاله ، فإن ذلك مستحيل ، لأن وجود نقطة بداية مُحدّدة لقطعة الحديد يعني أنه لا يوجد حديد قبل نقطة البداية ، ولو كانت قطعة الحديد ليس لها نهاية فمن المفروض أن يكون طولها بالكامل غير محدود ، ويكون هناك حديد غير محدود ،، لكننا نعلم أن الحديد محدود بدليل أنه لا يوجد حديد قبل نقطة البداية .
2- أمّا لو كنت تقصد أن القطعة يزيد طولها باستمرار ، ويتغير حالها باستمرار ، فهذا يعني أن القطعة تتغير بمرور الزمن ، وأن زمن وجودها ليس له نهاية ، لكن مستحيل أيضاً أن تأتي لحظة وتكون فيها كمية الحديد ليس لها نهاية ،، لأن تلك اللحظة نفسها تعتبر نهاية لكمية الحديد ، قبل أن تأتي اللحظة التالية وتزيد كمية الحديد مرة أخرى .
ولو جاءت لحظة وكانت فيها كمية الحديد ليس لها نهاية ، فهذا يعني أن كمية الحديد أصبحت غير محدودة ، وليس هناك مُتَّسَع لإضافة حديد جديد ، وسوف يصبح طول القطعة ثابت على حاله ،، ومستحيل أن يكون هناك شيء ثابت على حاله وله بداية وليس له نهاية ، كما أخبرتك سابقاً .
* ( ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي إلى المقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )