[ سِلسلة الأدلّة العقلية والعِلمية التي تُثبت وجود الله سبحانه وتعالى ] ⇐ إثبات أن الله أكبر من العقل والمنطق لكن ليس ضد العقل والمنطق :
– الله سبحانه وتعالى يستطيع صُنع المعجزات .
– المعجزة هي شيء خارق للعادة ، لكن المعجزة ليست ضد القوانين .
– مثال : المُعتاد هو وجود قوة واحدة فقط تؤثر على الأشياء ، وهي قوة الجاذبية الأرضية .
وقانون الجاذبية الأرضية يعني أن قوة الجاذبية الأرضية تجذب الأشياء من الأعلى إلى الأسفل ، وهذا القانون لا يتغير .
لكن قانون الجاذبية الأرضية لا يقول أن قوة الجاذبية باقية كما هي في كل وقت ،، فمن الوارد أن تختفي قوة الجاذبية الأرضية ، ولو اختفت قوة الجاذبية ، فهذا لا يعني أن قانون الجاذبية خاطيء ، لأن القانون لا يقول أن قوة الجاذبية ستكون موجودة دائماً ، لكن القانون يقول أنها إذا كانت موجودة فسوف تجذب الأشياء من الأعلى إلى الأسفل .
يعني لو أنك كنت تمسك تفاحة بيدك ، ثم تركت التفاحة ، فإن المعتاد هو سقوط التفاحة على الأرض ، يعني التفاحة تتجه من الأعلى إلى الأسفل ، وذلك لأن المعتاد هو وجود قوة واحدة تؤثر على التفاحة وهي قوة الجاذبية الأرضية .
لكن الله قادر على صنع معجزة ، وهي أن يجعل التفاحة تتجه إلى الأعلى وليس إلى الأسفل ، وذلك بأن الله يُلغي قوة الجاذبية الأرضية ، ويخلق قوة أخرى تؤثر على التفاحة ، ويكون تأثير هذه القوة الأخرى عكْس تأثير قوة الجاذبية الأرضية ،، ومن الوارد أن قوة الجاذبية الأرضية تظل باقية ، ولكن القوة الأخرى المعاكِسة تكون أكبر من قوة الجاذبية ، وبالتالي تدفع التفاحة من الأسفل إلى الأعلى .
يعني كانت العادة هو وجود قوة الجاذبية فقط ،، ولكن الآن حدث شيء خارق للعادة ، وهو وجود قوة أخرى غير قوة الجاذبية .
لكن قانون الجاذبية لم يتغير ، فإن قوة الجاذبية قامت فعلاً بجذب التفاحة إلى الأسفل ، لكن هناك قوة أخرى أكبر دفعت التفاحة للأعلى .
– وهذا يعني أن الله ليس ضد قوانين العلم والعقل ، لكن الله أكبر من تلك القوانين .
– ونحن يجب علينا دائماً أن نفكر بالعقل ، ونتّبع العقل ، لأننا عرفْنا بأن هناك إله عن طريق العقل ، والإسلام يأمرنا دائماً باستخدام العقل ، بدليل أن جملة ( أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) تكررت كثيراً في القرآن .
– والعقل نفسه هو الذي أخبرَنا أن الله أكبر من العقل ، لكن ليس ضد العقل .
– سؤال : كيف تطلب مِنّا أن نتّبع العقل في كل شيء مع أن العقل أحياناً يتخيّل أشياء خاطئة ، مثل أن رقم 2 يأتي قبل رقم 1 في العدد ؟
الجواب : العقل فعلاً تخيّلَ هذا الشيء الخاطيء ، لكنه لم يَحكُم عليه بأنه صحيح ، بل أخبرَكَ بأنه خاطيء ، والعقل يأمرك بأن لا تتّبع هذا الشيء الخاطيء ،، وأنت يجب أن تنفذ أوامر العقل ، يعني يجب أن تتّبع العقل ، وتخالف هذا الشيء الخاطيء .
– سؤال : كيف تريد مِنّا أن نتّبع العقل في كل شيء مع أن العقل له حدود ؟
الجواب : العقل فعلاً له حدود ، والعقل يعرف أن له حدود ، ويعرف أن هناك أشياء لا يستطيع أن يدرك طبيعتها ، مثل الذات الإلهية ، وهذا يعني أن العقل يدرك وجود الذات الإلهية لكن لا يدرك طبيعتها ، ولذلك فإن العقل يأمرك أن تصدق بوجود الذات الإلهية ويَنْهاك عن تخيُّل طبيعة الذات الإلهية .
– سؤال : طالما أن العقل محدود فكيف استطاع أن يدرك أن هناك إله ؟
الجواب : العقل استطاع أن يدرك أن الكون حادِث ، وأن لكل حادِث مُحدِث ، وهذا يعني أن هناك خالق أَحدَثَ وخلَقَ الكون ،، والعقل أَدرَك أن هذا الخالق لابد أن يكون له صفات غير محدودة مثل القوة والعلم والإرادة والسمع والبصر ،، والعقل أيضاً أَدرَك أن الخالق له ذات غير محدودة أكبر من تصوّر العقل نفسه .
– سؤال : طالما أنت تُطَبّق قوانين العقل على الله ، فهذا يعني أن الله يَخضع لقوانين العقل ، أليس كذلك ؟
الجواب : قوانين العقل تَصِف الذات الإلهية كما هي بدون أن تُغيّر الذات الإلهية ، يعني لا تتحكم في الذات الإلهية ،، فمثلاً العقل يقول أن الله يجب أن يكون سميع ،، وفعلاً صِفة السّمع تَنطبق على الله ، فهو ( السّميع ) سبحانه وتعالى ،، وأنا عندما أُطَبّق كلام العقل على الله ، فهذا يعني أن الله يَتّصِف بما تقوله قوانين العقل ، لكن لا يَخضع لقوانين العقل .
* العقل يقول أن الإله لا يَلِد ولادة روحية ولا يلِد ولادة جسدية ، لأن الإله لا يلد أصلاً .
* أصحاب عقيدة ( التثليث والتوليد ) يزعمون أن الله يفعل أشياء ضد العقل ويلد نفسه ولادة روحية .
وطبعاً هذا اعتراف منهم بأن عقيدتهم هي عقيدة ضد العقل ،، ونحن لو فكرنا تفكير ضد العقل ، فلن نؤمن بوجود إله أصلاً ،، فنحن نؤمن بوجود الله لأننا نتّبع العقل ،، لذلك نحن نقول أن الله أكبر من العقل لكن ليس ضد العقل ،، ونقول أن الله يفعل أشياء أكبر من العقل لكن لا يفعل أشياء ضد العقل ،، ونقول أيضاً أن الله لم يَلِد ولم يُولَد .
ولمزيد من التوضيح انظر ⇐ [ الإجابة على سؤال : هل الله قادر على أن يخلق إلهاً أخر ؟ ،، ( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا ) ]
[ سِلسلة الأدلّة العقلية والعِلمية التي تُثبت وجود الله سبحانه وتعالى ]
* ( ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي إلى المقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )