[ سِلسلة الأدلّة العقلية والعِلمية التي تُثبت وجود الله سبحانه وتعالى ] ⇐ إثبات أن كل ( زمان ) فهو محدود ، وأن كل ( مكان ) فهو محدود ، وأن الله ليس عدم لكنه موجود بلا ( زمان ) وبلا ( مكان ) :
* أولاً : إثبات أن كل ( زمان ) فهو محدود :
( الزمن ) ينتج بسبب تغييرات متتالية فى شكل أو مكان الشيء نتيجة حركة الأجزاء داخل الشيء ، أو حركة الشيء نفسه ، مثل حركة الأرض حول الشمس .
والشئ المتغير لا يثبت على حاله ، ومعنى ذلك أنه ليس موجود منذ الأزل ، لأنه لو كان موجود منذ الأزل لبقى على حاله إلى الأبد بدون تغيير ، وعلم الهندسة أثبت أن كل متغير فهو حادث ، يعنى له بداية محددة وليس قديم ، لذلك فكل زمان هو محدود ببداية ( أنظر مقالة [ إثبات أن الكوْن له بداية محدَّدة ، ولم يكن له وجود قبل تلك البداية ] ) .
– و ( الزمان ) يقاس بمقدار التغيير الذى حدث ( مثلاً مقدار تغيير مكان الأرض حول الشمس ، أو مقدار تغيير مكان شعاع الضوء في الفضاء ) ، ولذلك لا يمكن أن يوجد ( زمان ) بدون وجود ( تغيير ) .
– و ( الزمان ) قد يكون محدود بنهاية ، وقد لا يكون محدود بنهاية ،، لكن فى جميع الأحوال لابد أن يكون ( الزمان ) محدود ببداية .
– لذلك فإن كلمة ( زمن غير محدود ) هى كلمة متناقضة ، لأن كل ( زمن ) فهو محدود على الأقل ببداية ، إن لم يكن محدود ببداية ونهاية .
* ثانياً : إثبات أن كل ( مكان ) فهو محدود :
المكان له ( داخل ) ، سواء كان هذا الداخل فارغ أو به محتويات ،، و ( الداخل ) يُسمى ( داخل ) لأنه داخل حدود ، معنى ذلك أن كل مكان أكيد له ( حدود ) ، وهذا يعنى أن كل مكان مَهْما اتّسَع فهو محدود بتلك الحدود .
– لذلك فإن كلمة ( مكان غير محدود ) هى كلمة متناقضة ، لأن غياب الحدود يعنى غياب المكان أصلاً .
* ثالثاً : إثبات أن الله موجود بلا ( زمان ) وبلا ( مكان ) :
( الله ) لا يتغير ، يعنى له وجود ثابت وقديم ودائم وبلا بداية وبلا نهاية وغير محدود ، ولذلك لا يمكن أن يَسَعَهُ أى ( زمان ) ولا أى ( مكان ) ، بل إن ( الله ) هو الذى يسع ( الزمان ) و ( المكان ) بعلمه وسيطرته ، لأن الله هو الذى خلق ( الزمان ) و ( والمكان ) ، و ( الله ) موجود قبل خلق ( الزمان ) و ( المكان ) ، وهو على حاله لم يتغير حتى بعد خلق ( الزمان ) و ( المكان ) .
– لذلك فإن الله لا يحتاج ( زمان ) ولا ( مكان ) ، فهو موجود بلا ( زمان ) وبلا ( مكان ) .
– الوجود نوعان : ( وجود محدود ) و ( وجود غير محدود ) .
و ( الوجود المحدود ) يتفرع إلي نوعين : إما أن يكون محدود ببداية ونهاية ، وإما أن يكون محدود ببداية فقط .
– ونفْيُ ( الزمان ) و ( المكان ) لا يستوجب نفْي ( الوجود ) ، لكن يستوجب نفْي ( الحدود ) .
– فهناك ( وجود ) لا يحتاج ( زمان ) ولا ( مكان ) وهو الوجود ( الغير محدود ) .
– لكن ( الوجود المحدود ) يحتاج ( زمان ) و ( مكان ) .
– ولو أن كل ( وجود ) .. يستوجب ( الزمان ) و ( المكان ) ، لأصبح هناك نوع واحد من الوجود ، وهو ( الوجود المحدود ) ، ولكن ( الوجود المحدود ) يحتاج أن يُخلَقَ بواسطة ( الوجود الغير محدود ) ، ولو غاب ( الوجود الغير محدود ) ، لَمَا تم خلْق ( الوجود المحدود ) .
يعنى لو أن كل ( وجود ) .. يستوجب ( الزمان ) و ( المكان ) ، لَمَا كان هناك أى ( وجود ) .
* ( ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي إلى المقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )