[ سِلسلة الأدلّة العقلية والعِلمية التي تُثبت وجود الله سبحانه وتعالى ] ⇐ الإجابة على سؤال : هل الله قادر على أن يخلق إلهاً أخر ؟ ،، ( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا ) :
– نحن نعرف أن هناك شخص عنده أموال ، وهناك شخص أخر عنده أمراض .
والشخص الذي عنده أموال قد يتباهى على الشخص الأخر ويقول له : ( أنا أقوى منك لأنني أملك أشياء لا تملكها أنت ،، فأنا عندي من الأموال ما ليس عندك ) .
لكن مستحيل أن يتباهى الشخص المريض على الشخص الغَنِي ، يعني مستحيل أن يقول المريض للغني ( أنا أقوى منك لأنني أملك أشياء لا تملكها أنت ،، فأنا عندي من الأمراض ما ليس عندك ) .
– معنى ذلك أن الأموال تُسَبّب الكمال ( وهو كمال نِسبي وليس كمال مُطلق ) ،، بينما الامراض تُسّبب النقص ( وهو نقص نِسبي وليس نقص مُطلق ) .
– معنى ذلك أن من يملك الأموال فهو يملك الكمال ، ومن يملك الأمراض فهو يملك النقص .
يعني مِلكيّة الأموال هي صِفة ( كمال ) ، بينما مِلكيّة الأمراض هي صِفة ( نقص ) .
– يعني صِفة المِلكيّة قد تكون ( صفة كمال ) ، وقد تكون ( صفة نقص ) .
– الله يتّصف بصفات الكمال ، ولا يتصف بصفات النقص .
– لذلك فإن الله يتصف بالمِلكيّة عندما تكون ( صفة كمال ) ، ولا يتصف بها عندما تكون ( صفة نقص ) .
– مثال : الله له عِباد ، لكن ليس له أولاد .
يعني الله يملك عِباد ،، لكن لا يملك أولاد .
لأن مِلكية الأولاد في حق الله هي صفة نقص ، ولذلك لا يتصف بها .
والبشر يمتلكون أولاد ، و ( الله ) يمتلك أولاد البشر كعِباد له ، وليس كأولاد له .
– وبنفس المنطق ، فإن صفة القُدرة قد تكون ( صفة كمال ) ، وقد تكون ( صفة نقص ) .
– القدرة على السمع هي ( صفة كمال ) في حق الله ، ولذلك فإن الله يتصف بها ، يعني الله سميع .
لكن القدرة على النوم هي ( صفة نقص ) في حق الله ، ولذلك فإن الله لا يتصف بها ، يعني الله لا ينام .
– القدرة على خلْق إله أخر ، هي صفة نقص في حق الله ، ولذلك فإن الله لا يتصف بها ،، لأن وجود إله أخر مع الله يُعتبر نقص في الله ،، ونحن نعرف أن الله ليس به نقص .
– امتلاك الكمال يستوجب عدم امتلاك النقص .
عدم امتلاك النقص يساوي امتلاك الكمال .
سَلْب السّلْب إيجاب .
سالب x سالب يساوي موجب .
يعني الله لا يمتلك أي نقص ،، ولا يصح أن نعيب على الله عدم امتلاكه للنقص ،، فإن عدم امتلاكه للنقص يُعتبر ميزة وليس عيباً .
لأن عدم امتلاكه للنقص يعني أنه يمتلك الكمال ،، وامتلاك الكمال هو ميزة وليس عيباً .
– النصارى أصحاب عقيدة ( التثليث والتوليد ) يزعمون أن الإله طالما يقدر على كل شيء فهو يقدر أن يتجسد في صورة إنسان ويموت أيضاً ،، ونحن نرد على هؤلاء الضالين بأن التجسد والموت هما من صفات النقص في حق الإله ، ولذلك فإن القدرة على النقص تساوي العجز عن الكمال ،، يعني هؤلاء الضالون يزعمون أن الإله قادر على النقص ويعتبرون هذه ميزة في إلههم ،، مع أن الإله الحق لا يعجز عن الكمال ، ولذلك لا يصح أن نصفه بأنه قادر على النقص ،، فإن القدرة على النقص هي عيب وليست ميزة في حق الإله .
– وعندما يعجز المُلحِدون والنصارى عن الرّد على كلامنا ، فإنهم يحاولون الهروب من كلامنا ويتحَدُّونا لكي نقول عبارات معناها صحيح ولكن ألفاظها لا تليق في حق الله ،، وهذا دليل على أن هدف الملحدون والنصارى هو الإساءة للحق وليس معرفة الحق ،، لذلك فإننا لا نقع في هذا الفخ ، ولا نُسِيء الأدب مع الله ،، بل نترك هؤلاء المُلحدون والنصارى الذين يجادلون من أجل الجدال فقط ( فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ) .
– انظر ⇐ [ إثبات أن الله أكبر من العقل والمَنطِق لكن ليس ضد العقل والمنطق ]
( * ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي للمقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )