[ سِلسلة الأدلّة العقلية والعِلمية التي تُثبت وجود الله سبحانه وتعالى ] ⇐ الإجابة عن سؤال : هل الإنسان مُسيَّر أم مُخيَّر ؟
– هناك فرق بين أوامر الله وبين إرادة الله .
يعني الله قد يأمرك أن تُصلّي ، وفي نفس الوقت يريد الله أن تَعصي هذا الأمر بدون أن يُخبرك بإرادته ، وبالتالي فإنك سوف تَعصي الأمر ولن تُصلّي .
– الله خلق الملائكة وأراد لهم أن يُطيعوا جميع أوامره ، يعني لم يجعل لهم اختيار .
وخلَق بني أدم وأراد لهم أن يُطيعوا بعض أوامره فقط ، ويَعصوا بقية الأوامر ، يعني جعَل لهم اختيار ، ولكن اختياراتهم خاضعة لإرادة الله ،، فإذا أراد الله أن تَعصي أمره ، فإنك سوف تَعصي أمره ،، وإذا أراد الله أن تُطيع أمره ، فإنك سوف تُطيع أمره ،، وكل أفعالك هي نتيجة لإرادة الله .
– وهنا قد يسألنا شخص ويقول : الله لم يأمرني بالسرقة ، لكن أنا سرقت لأن الله قَدَّرَ وأراد ذلك ، فلماذا يُعذبني الله على تنفيذ قدَره وإرادته ؟
والجواب على هذا الشخص يكون بسؤال مضاد ونقول له : عندما أراد الله أن تَسرِق فإنك لم تعترض ولم تمتنع عن السرقة ، بل أنت نفذْت إرادة الله وسرقْت بكل حماس ، باعتبار أن السرقة هي قدَر الله ،، فلماذا تعترض إذا أراد الله أن يُعذّبك ، والعذاب أيضاً هو قدَر الله ؟ ! !
ونلاحظ أن الله لم يأمر هذا الشخص بالسرقة ، كما أن هذا الشخص قبل أن يسرق لم يكن يعلم إرادة الله ، بل عَلِمها فقط بعد حدوث السرقة ،، مِمّا يدل على أن هذا الشخص عندما سرق لم يكن في نِيّته تنفيذ إرادة الله ، بل كان هدفه هو الحصول على الأموال .
* سؤال : الله لم يجعل كل الناس مؤمنين ، أليس هذا ظُلْم ؟
* الجواب : الظلم هو أن تمنع وصول الحق لصاحبه ،، و ( الله ) له كل الحق في المخلوق ، والمخلوق له حق في نفسه أمام بقية المخلوقات ، لكن ليس له حق في نفسه أمام الله ،، فإن الله يملك المخلوق بالكامل ، والمخلوق لا يملك نفسه أمام الله ،، و مَن حَكَم في ما له فَما ظَلَم .
يعني مهما فَعَل الله في المخلوق ، فلا يُعتبر ظُلم من الله .
– المخلوق يَتعرّض للظلم من مخلوق آخر ، لكن لا يتعرض للظلم من الله .
– المخلوقون يظلمون بعضهم ،، وهذا الظلم مخلوق بواسطة الله ، وهذا لا يعني أن الله ظالم ، بل يعني أن المخلوقين هم الظالمون ،، ونحن نعرف أن الظلم يحدث بين الناس ، ونعرف أنه لا يمكن حدوث شيء في الكون بدون إرادة الله .
– وبذلك نكُون قد أَثبَتنا أن الإنسان هو مُخَيَّر لكن اختياره مُسَيَّر بإرادة الله ، يعني الله هو الذي يَخلُق ويُحدِّد إرادة الإنسان ، وهو الذي يُحدِّد اختيار الإنسان ،، ولا يستطيع الإنسان أن يريد إلا ما أراده الله ،، وهذا ليس عُذر وليس مُبرِّر للإنسان بأن يفعل المعاصي .
انظر مقالة [ الرّد على من يصِفُون أفعال الله بأنها عَبَثْ ،، وإثبات أن الله رحيم حتى لو عذّب المخلوق ]
* ( ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي إلى المقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )