[ حِوار بين مُسلم مُوَحِّد يُوَحّد الله ، وبين شخص مُثلِّث يُثلِّث الإله ويَتّبع عقيدة ( التّثلِيث والتّوليد ) ] ⇐ الجزء الثالث من حِوار بين مُسلم مُوَحِّد يُوَحّد الله ، وبين شخص مُثلِّث يُثلِّث الإله ويَتّبع عقيدة ( التّثلِيث والتّوليد ) :
* المُسلم : طالما أنت مُعترِف بأن طبيعة الذات الإلهية أكبر مِن قُدرات العقل البشري ، فلماذا تَزعُم أنه يَحدث تغيير في شكل الذات الإلهية وتجسيد في صورة إنسان ؟
* المُثلِّث : كلمة الله تَجَسّدَت في صورة إنسان ، بدليل أن قُرأنكم يقول أن المسيح هو كلمة الله وروح الله .
* المُسلم : جُملة ( المسيح كلمة الله ) معناها أن المسيح مخلوق بكلمة الله التي أَلقاها إلى مريم ،، وجُملة ( المسيح روح الله ) معناها أن الله نفَخ في مريم مِن روحه فخلَق عيسى بداخل مريم .
* المُثلِّث : الله خلَق جميع الإِنس بكلمة ( كُن فَيَكون ) ونفَخ فيهم الروح ، فلماذا اختص المسيح فقط بِلَقَب ( كلمة الله ) و ( روح الله ) ؟
* المُسلم : الله أراد أن يؤكد للناس أن المسيح خُلِق مباشرة بكلمة الله بدون أب ، حتى يُدافع عن مريم ضد اتّهام الناس لها ،، لكن الله لم يُلَقّب مُوسَى مثلاً بهذا اللّقَب ، لأنه لم يَكن هناك داعِي ، فأُمّ موسى لم تَتعرّض للإتهام أصلاً .
مع ملاحظة أن موسى هو ( كَلِيم الله ) وليس ( كلمة الله ) .
* المُثلِّث : الله خلَق آدم أيضاً بدون أب ، ومع ذلك لم يُلَقّبه بأنه ( كلمة الله ) .
* المُسلم : لأن آدم لم يَتّهمه أَحد بأنه ناتِج عن عِلاقة غير شرعية ،، كما اتّهَموا المسيح وأُمّه .
* المُثلِّث : معنى ذلك أن الله أَنجَب ولَداً مِن مريم .
* المُسلم : لا ،، فإن الله يَخلُق ولا يُنْجِب ، ولا يَلِد ،، و ( الله ) خلَق عبداً له وولداً لمريم ، لأن الله يَتّخِذ عِباداً ولا يَتّخِذ أولاداً .
يعني المسيح هو ابن لِمريم وعبدٌ لِلَّه .
* المُثلِّث : رسولكم يقول ( رأيتُ رَبّي في صورةِ شابٍّ أَمْرَدٍ ) يعني رسولكم يَعترِف بأن الله يَتَجسّد في صورة إنسان .
* المُسلم : هذا الحديث هو مَوْضُوع وليس صحيح .
لذلك نحن نَشْكُر الله لأن الإسلام يحتوي على ( عِلْم الحديث ) لِكَي نُفَرّق بين الأحاديث الموضوعة والأحاديث الصحيحة ،، حتى لا يَحدث تحريف في ديننا كما حدَث في دينكم ، بدليل أنكم تَظُنّون أن الله يتجسد في صورة إنسان .
ونحن نقول بأن النبي فعلاً يَرَى رَبّه لكن بدون أن يتجسد الله في صورة إنسان .
ونقول أيضاً بأن الله جميل ، ونقول بأن أهل الجنة سوف يَرَوْن الله ويُدرِكون أنه جميل ، لكن بدون أن يتجسد الله في صورة إنسان ،، انظر مقالة [ إثبات أن أهل الجنة سوف يَرَوْن الله بدون أن يُحيطوا بوجوده سبحانه وتعالى ] .
* المُثلِّث : دينكم يُجبر الناس على الدخول فيه ويَمنعهم من الخروج منه ويُهَدّدهم بالقتل ، أَمّا ديننا فهو دين رَوْحانِي و مُتسامِح .
* المُسلم : النبي صلّى الله عليه وسلّم قال ( أُمِرْتُ أنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حتَّى يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ) ،، و لو كان هذا الحديث على إطلاقه .. لَمَا سمَح الإسلام لِغَير المسلم بالبقاء على دينه ودفْع الجِزية ، ولكن كلمة ( الناس ) في الحديث يُقصد بها مجموعة مُعَيّنة من الناس و هُم الكفار المُحارِبين الذين يَضعون الأصنام حوْل الكعبة ، لأن النبي لو سمح لهم بالبقاء على دينهم فسوف يَستمر وجود تلك الأصنام في الأماكن المقدسة .
و لاحِظ أن الإسلام كان يعفِي الفقراء مِن دفْع الجزية .
– و النبي أيضاً قال ( مَن بدَّل دينَه فاقتُلوه ) ،، و لو كان هذا الحديث على إطلاقه .. لَشَمل الخارجين والداخلين في الإسلام على السّواء ، لأن الشخص الذي يَدخُل في الإسلام فهو يُبَدّل دينه السابق ، يعني يَترُك دينه السابق ويدخل الإسلام ،، وطبعاً هذا لا يُعقل ، مِمّا يدل على أن هذا الحديث لا يُقصد به جميع من بَدّلوا دينهم ، بل يُقصد منه الشخص الذي تَرَك الإسلام و بدَأ يشتم ويهاجم الإسلام و بالتالي يتم قتله بتهمة الخيانة العُظمَى وليس بتهمة ترك الإسلام ،، وتطبيق الحَدّ يتم بأمْر مِن حكومة الدولة و لا يَصح بأمْر مِن الناس المَدَنيّين ،، أَمّا المُرتَدّ المُسالِم فلا يُطَبَّق عليه الحد ، بدليل أن هناك أشخاص تَرَكوا الإسلام في عهد النبي ولم يَأمُر النبي بِقَتلهم ،، انظر مقالة [ الرّد على شُبهة انتشار الإسلام بِحدّ السيف ، ودفْع الجِزْية ، وقتْل يهود بني قُريظة ، وحُكْم قتل المُرتَدّ ] .
– و النبي كان يُوصِي قادة الجيوش بأن لا يَقتلوا امرأة ولا طفل ولا شيخ كبير ولا راهب في صَوْمعته ،، وأمَرهم أن لا يَذبَحوا شاة إلا لِمصلحة كالأَكل ، ولا يَحرِقوا شجرة إلا لِمصلحة كَطهْي الطعام .
و النبي قال ( إنَّ اللَّهَ كتبَ الإحسانَ على كلِّ شيءٍ ، فإذا قَتلتُم فأَحسِنوا القِتلةَ وإذا ذَبحتُم فأَحسِنوا الذِّبحةَ ولْيُحِدَّ أَحدُكم شَفْرتَهُ ولْيُرِح ذَبيحتَه ) يعني حتى عند تطبيق حدّ القتل على الإنسان وعند ذبح البهيمة يجب أن يتم إزهاق الروح بدون تعذيب ، فيجب أن تَستلقِي البهيمة في وضْع مُرِيح حتى لا تتألم ، ولا نقوم بحَد السكين أمامها حتى لا تَخاف ، ولا نَذْبحها أمام بقية الحيوانات حتى لا يخافوا ، ويجب أن يتم الذبح بسكين حادّة و بِسرعة بحيث تُقْطَع عُروق الرقبة التي تُوَصّل الدم إلى المخ ويَحدُث فُقْدان سريع للوَعي وبالتالي يَقِل وقت الشعور بالألم .
و النبي أَمَر بتنفيذ الإعدام عن طريق السّيف لأن ذلك كان أَسرَع وسيلة في عهده ،، معنى ذلك أن الإعدام بالسيف ليس هدف في حد ذاته ، بل الهدف هو سرعة الإعدام ، لذلك يجب استخدام أسرع وسيلة سواء بالسيف أو بِغَيره من الوسائل الحديثة .
وعندما يقوم شخص بجرائم قتل متعددة تُهدِّد المجتمع كَكُل ، فإنه يتم صَلْب هذا الشخص أمام المجتمع كَكُل بحيث يَرتَدِع بقية المجرمين ويتم الحفاظ على استقرار المجتمع ، وهذا يُسَمَّى ( حد الحرابة ) ، يعني الجريمة الإستثنائية لها عقوبة استثنائية .
وعندما يقوم بعض المسلمين بمخالفة تعاليم الإسلام ويَقتلون الأبرياء ، فهذا عيب في المسلمين وليس عيب في الإسلام .
لأن النبي فعلاً تَنَبّأ بظهور مجموعة إرهابية متطرفة نُسَمّيهم ( الخوارج ) ، و النبي حذرَنا منهم ، بل وأمَرنا بمُحاربتهم .
يعني الإسلام بريء من الإرهاب ،، والإسلام هو دين التسامح الخالِص ، أَمّا كُتُب الأديان الأُخرى فهي تحتوي على آيات كثيرة مُحَرّفَة تَدعوا إلى القتل بغير حق ولا رحمة .
– فلا يصح أن تَتّهم جميع المسلمين بالإرهاب بناءاً على تصرُّف مجموعة مَتطرّفة تَقتل المسلمين وغير المسلمين على السّواء ،، وأنت ترى أن عامة المسلمين أنفسهم يُحاربون هذه المجموعة المتطرفة .
وإذا أردت أن تَعرِف مَصدَر الإرهاب الحقيقي فاقْرأ عن الحرب العالمية الأولى والثانية ، واقرأ تاريخ الدوَل الإستعمارية التي مازالت تَحتفظ بجماجم المُقاوِمين في المتاحف إلى يومنا هذا ،، والغريب أن هذه هي نفس الدوَل التي تتهم الإسلام بالإرهاب .
* المُثلِّث : الدوَل الإستعمارية كانت قَوِيّة لأنهم أَتباع المسيح و قرأنكم اعترَف بذلك ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) .
* المُسلم : أَتباع المسيح هُم الذين اتّبَعوا قوله ، والمسيح قال ( إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ) ولم يَقُل أنه ابن الله كما تزعمون ، يعني المسلمون هم أَتباع المسيح وليس أنتم .
و ( الله ) جعَل أَتباع المسيح فوق الكفار بالكلمة والحُجّة والبرهان ، وليس بالسلاح ، لأن السلاح قد يكون في يد الحق أو في يد الباطل ، لكن البرهان لا يكون إلا مع الحق ( وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ ) .
* المُثلِّث : إِلَهُكم يُرهب الناس ويُخَوّفهم ويَستعبدهم ، لكن إلهنا نحن هو إله طَيّب ويُحبّنا ولا يُخوّفنا ، ويَعتبرنا أبناءه ولا يَعتبرنا عبيداً له ، ولذلك نحن نُحبه بدون أن نَخاف منْه ، لأن الحُب يَطرُد الخوف .
* المُسلم : هل تَضْمن أن الإله لن يُعذبك أبداً ؟
* المُثلِّث : الله لا يعذب أحبابه .
* المُسلم : وماذا لو أنت أَذنَبت ، هل سيُعذّبك ؟
* المُثلِّث : المسيح تَحَمّل العذاب بالفِعل عن كل المسيحيين ، لكن الله سيُعذِّب الكافرين بالمسيحية .
* المُسلم : طالما المسيحي لا يتعذب فلماذا أنت ملتزِم بالصلاة والصوم وباقِي التعاليم المسيحية ؟
* المُثلِّث : أنا ملتزِم بتعاليم المسيح لأنني أُحِبّه وليس بسبب الخوف منه .
* المُسلم : هل معنى كلامك أن اتّباع تعاليم الدين عندكم شيء اختيارى وليس إجباري ؟
* المُثلِّث : اتّباع التعاليم ضروري لِكَي نَنال الخَلاص يوم الدّيْنُونة .
* المُسلم : ولماذا أنت تُريد أن تَنال الخلاص يوم الدينونة ؟
* المُثلِّث : حتى لا أَتعرّض لعذاب الله .
* المُسلم : هذا يعني أنك تخاف من عذاب الله .
* المُثلِّث : لكن المسيح لن يُعذبني ،، فأنا أَتّبع تعاليمه .
* المُسلم : هل تعني أن المسيحي العاصِي لن يَنال الخلاص ؟
* المُثلِّث : سوف يناله عندما يَعترِف ويَتوب عن المعصية .
* المُسلم : و ما جزاء المسيحي العاصِي الذى مات قبل أن يَتوب عن معصيته ؟
* المُثلِّث : المسيح سيَتَحَمّل عنه الخطيئة .
* المُسلم : لكنك قُلت أن التوبة ضرورية لِكَي يَنال الخلاص .
* المُثلِّث : المسيح سيَجعله يَتوب عن المعصية ولو بلحظة واحدة قبل الموت .
* المُسلم : هل معنى ذلك أن المسيحي الملتزِم بتعاليم الدين سوف يَتساوَى مع المسيحي المَنْغمِس في المعاصِي ؟
* المُثلِّث : إلهنا متسامح ولن يعذب المسيحيين مهما خالفوا تعليماته ، ولذلك نحن لا نخاف منْه ، بل نُحِبّه .
* المُسلم : فلماذا إِذَن أعطاكم تلك التعليمات ؟
* المُثلِّث : لِكَي نعيش في سلام واستقرار في المجتمع .
* المُسلم : كيف ستعيشون في استقرار إذا كان السارق مثلاً لا يَتَلقَّي العقاب من الإله ؟
* المُثلِّث : السارق يتم القبض عليه ويَتلقَّى العقاب في الدنيا .
* المُسلم : وكيف تقُومون بِرَدع المجرمين الذين لا تستطيعوا القبض عليهم ؟
* المُثلِّث : نُحَذّرهم ونُخَوّفهم مِن عِقاب المسيح لهم في الدنيا ، يعني ممكن مثلاً يُصيبهم بالأمراض .
* المُسلم : معنى كلامك أنكم تَنصحون السارق المسيحي الهارب بأن يَخاف من المسيح ويتوقف عن السرقة ، مع أنك في البداية قلت أن المسيحي لا يخاف من المسيح .
* المُثلِّث : إلهنا طَيّب القلب ، لذلك يُعاقِب العُصاة مِن أَتباعه بِعقاب بسيط في الدنيا مثل الأمراض ، لكن إلهكم عنيف ويُعاقِب العُصاة مِن أَتباعه بدُخول جهنم .
* المُسلم : إذا مات المسلم قبل أن يتوب من المعصية فإن الله يُدخله جهنم لفترة محدودة على قَدر المعصية ثم بعد ذلك يُخرجه من النار ويُدخله الجنة ، لأن هناك مَعاصِي لا يَكْفيها عقاب الدنيا ، وهناك مجرمون لا يَخافون من عقاب الدنيا أصلاً ، ولذلك يَتوَعّدهم الله بعذاب أليم ومُهين في جهنم .
* المُثلِّث : مَعصية الشخص المسيحي يَكْفيها عقاب الدنيا ، لأن المسيحي لا يَفعل جرائم تَستحق دخول جهنم .
* المُسلم : لو أنك قرأْت تاريخ الحرب العالمية الأولى والثانية فسوف تُغَيّر رأيك .
* المُثلِّث : هؤلاء لَيسوا مسيحيين بِحَق ، وليس كل شخص يقول على نفْسه مسيحي نَعتبره مسيحي .
* المُسلم : هل تَعنِي أن الشخص المؤمن بالمسيح إذا فَعَل جرائم كبيرة هو مطرود من الدين المسيحي الحق ؟
* المُثلِّث : نعم ، لأن المسيحي لن يَدخل الملكوت بدون أن يُجاهد نفْسه ويعمل حساب لِغَضب الرّب ، لذلك فإن الكتاب المُقدَّس يقول ” تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ ” (في 2: 12) ، ” وَإِنْ كُنْتُمْ تَدْعُونَ أَبًا الَّذِي يَحْكُمُ بِغَيْرِ مُحَابَاةٍ حَسَبَ عَمَلِ كُلِّ وَاحِدٍ ، فَسِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ ” (1بط1: 17) . ” لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ ” (عب 12: 4 ) .
* المُسلم : هذه الآيات من كتابكم المُقدّس تدعوكم للخوف من الرّب ، فكيف تقول أن الرب لا يُخَوّفكم ؟
* المُثلِّث : الخوف هنا ليس من دخول جهنم ، فجميع المسيحيين سيَحصلون على الغُفران والخلاص الأَبدِي ،، لكن الخوف هنا من عدم الراحة في الدنيا .
* المُسلم : أنت أصلاً ذَكَرت تلك الآيات من كتابكم المُقدّس كدليل على أن هناك مسيحيين محرومين من الغفران والملكوت ، وهذا عقاب يوم القيامة وليس عقاب الدنيا .
* المُثلِّث : أنت لا تَفْهم حَلاوة المسيحية لأنك لم تَعترِف بالمسيح ابن الله ، وذلك لأنك تُؤمن بإله مُتكَبّر جَبّار عَنيف يُخَوّف أَتباعه ويُرهبهم .
* المُسلم : أنا أُؤمن بالله الواحد الأحد ، وهو مُتكَبّر لكن ليس ظالم ، وهو جَبّار لكنه رَحيم في نفس الوقت .
و ( الله ) له الحق في الكبرياء لأن الله أكبر من كل شيء ، ولا يوجد أَحد أكبر من الله ،، لكن الإنسان ليس له حق في الكبرياء ، لأن الإنسان يوجد من هو أكبر منْه .
يعني الله يَتكَبّر و يَتعالَى على الخلْق وهو بذلك ليس ظالم ،، لكن لو أن الإنسان تَكَبّر يَكُون ظالم .
– وأيضاً الله رحيم ، لكن هذا لا يعني أن الله يُعطِي العاصِي نفْس النعيم الذي يُعطيه للمُطِيع ،، ولذلك فإن أهل الجنة يَختلفون في درجات النعيم ، وأهل النار يَختلفون في درجات العذاب ، على حسب عدد السيئات والحسنات .
– و ( الله ) أمَرنا أن نخاف منه لكن بدون أن نيأَس من رحمته ( وَلَا تَيْئَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) .
و لو أنا أَذنبت فيجب أن أَخاف من عقاب الله وأرجوه أن يَغفر لي هذا الذنْب ،، لأنني إذا فعلْت ذنْب ولم أَشعُر بالخوف من عقاب الله فهذا يعني أنني متأكد بنسبة 100 % أن الله لن يُعاقبني على هذا الذنب ،، وهذا يعني أنني أَتّهم الله بعدم القدرة على مُعاقبتي ،، أو يعني أن الله قادر على مُعاقبتي ولكنه لن يُريد مُعاقبتي ، وهذا يُعتبر تَقْييد وتحديد لإرادة الله ،، وفي كِلتا الحالتين يُعتبر ذلك كُفر بالله .
– لذلك أنا أخاف من عذاب الله ، وفي نفس الوقت أُحِبه وأَرجو رحمته وأُحسِن الظن به ، لأن الله يستحق أن نحسِن الظن به لأنه كريم ،، يعني خَوْفِي من الله لا يَجعلنى أُسِيئ الظن به ، لأنني لو أسأت الظن بالله فهذا يعني أنني أَتّهمه بالبُخل وعدم الرحمة ،، و ( الله ) ليس بخيل وليس عديم الرحمة .
– و النبي قال أن الشخص وقت الموت إذا اجتمَع عنده الخوف والرجاء فسوف يُعطيه الله مايرجوه ، و يُؤَمّنه مِمّا يَخاف ،، لذلك يجب على المسلم أن يعيش دائماً بين الخوف والرجاء ، يعني يخاف من العذاب ويرجو المغفرة .
* المُثلِّث : قرأنكم يقول ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ) ،، يعني إلهكم يأمر الناس بالفسق والمعاصي .
* المُسلم : هناك فَرق بين أوامر الله وبين إرادة الله ،، فإن الله لا يأمر بمَعصية ، لكن قد يُريد حُدوث المعصية ، لِكَي يَحِقّ العذاب على شخص مُعَيّن ، وفي هذه الحالة فإن الله يأمر هذا الشخص بالصلاة مثلاً ، وفي نفس الوقت يُريد لهذا الشخص أن يَعصِي الأمر ، وبالتالي لا يُصلِّي ، فيَستحق العذاب .
و معنى هذه الآية أن الله أمَر أهل القرية ولكنهم عَصوا أمْر الله ، وفَسَقُوا ، فَحَقّ عليهم العذاب .
يعني الله أمَرهم بالعبادات ولم يَأمرهم بالفِسق .
* المُثلِّث : قرأنكم يقول ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ) ،، يعني إلهكم يُضِل الناس ، بينما إلهنا لا يريد الضلال ولا يريد الشر .
* المُسلم : هل هناك ضلال و شَرّ يَحدُث في هذا الكون ؟
* المُثلِّث : نَعَم ،، هناك ضلال يحدث في الكون ، وهناك شر يحدث في الكون .
* المُسلم : معنى ذلك أن هناك أشياء تحدث في الكون بدون إرادة إلهك ! !
هل رأيت الفرق بين عقيدة التوحيد وعقيدة التوليد
* المُثلِّث : قرأنكم يقول ( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) يعني إلهكم مَكّار و مُخادِع .
* المُسلم : القرأن يقول ( وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ) معنى ذلك أن هناك مكرٌ سيّئ و مكرٌ حَسن .
والمكر السيّئ يُستخدم لِنُصرة الباطل ، لكن المَكر الحَسن يُستخدم لِنُصرة الحق .
وهناك فرق بين الخداع وبين الخيانة .
فالخيانة تَستلزِم وجود عهد بين طرفين ويقوم أحد الطرفين بِنَقْض هذا العهد .
لكن الخداع يَحدث إذا لم يوجد أصلاً عهد بين الطرفين .
والنبي أمَر بخداع العدو وقال ( الحربُ خَدعَةٌ ) ، ولكنه لم يَسمح بخيانة العدو ، بل أمَر بوفاء العهد مع العدو ، وقال ( نَفِي لهمْ بعَهْدِهِمْ ، وَنَسْتَعِينُ اللَّهَ عليهم ) .
والقرأن يَسأل سؤال تَقريري ( وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ ) .
والله لا يُخْلف الوَعد حتى مع الكافر .
يعنى الله لا يَخُون الكافر ، لكن الله يخدع الكافر بأن يُمهله فترة من الوقت بحيث يظن الكافر أنه أَصبَح في مَأْمَن من عقاب الله ، ثم فجأة يأخذه الله أخْذ عزيزٍ مُقْتدِر ، وبذلك يكون تأثير العذاب شديد على الكافر ، الذي ظن أنه استطاع خداع الله والإفلات من العقاب ، لكن الحقيقة هي أن الله هو الذي خدَع ذلك الكافر ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ) .
* المُثلِّث : هل تستطيع أن تقول ( الله مكّار ) ؟
* المُسلم : لو أنني قلت ( الله ماكِر ) بدون أن أُكمل الجملة ، فسوف يحدث سوء فهم عند بعض الناس ويظنون أنني أصف الله بأنه ( خائن ) حاشا لله ،، لذلك عندما أَنْسب المكر إلى الله فيجب أن أقول جملة كاملة ، مثل جملة ( الله يمكر بالكفار الذين يريدون المكر بالمسلمين ) ،، لكن لا يصح أن أقول ( الله مَكّار ) وأَسكُت ،، ولذلك فإن الله ليس من أسمائه ( الماكر ) ، ولا يصح أن أُسمّي ابني ( عبد الماكر ) ،، حتى لا يحدث سوء فهم عند بعض الناس .
* مثال : هناك حديث يقول ( ثلاثةٌ يحبُّهمُ اللَّهُ ويَضحَكُ لهم ويستبشِرُ بِهِمُ : …….. ) يعني هذا الحديث يقول بأن الله يضحك ، لكن مع ذلك فإن الله ليس من أسمائه ( الضاحك ) ولا يصح أن أقول ( الله ضاحك ) ولا يصح أن أسمي ابني ( عبد الضاحك ) ، حتى لا يحدث سوء فهم عند بعض الناس .
– يصح أن أقول ( الله ضاحِك للمؤمنين ) ، لكن لا يصح أن أقول ( الله ضاحِك ) فقط .
– يعني هناك صفات يصح أن أَنسبها إلى الله لِوَحدها ، مثل صفة ( القوة ) فأقُول ( الله قوِي ) ،، لكن هناك بعض الصفات مثل ( المكر ) و ( الضحك ) لا يصح أن أنسبها إلى الله لوحدها ، بل يجب أن أذكر معها كلام يوضح معناها ، حتى لا يحدث سوء فهم عند بعض الناس .
* المُثلِّث : دينكم يَجعل الناس يُقِيمون الحد على الزّانِي ويَرجُموه ، بينما الناس أصحاب خطايا أيضاً ، لكن ديننا يقول ( مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ ) .
* المُسلم : جزاء الزّانِي في الإسلام هو دخول جهنم ، ولن يَعصمه شيء من تَلقِّي هذا الجزاء إلا التوبة النَّصُوحة قبل الموت ، يعني إذا أُقيم عليه الحد ولم يَتُب إلى الله فإن الحد لن يَعصمه من دخول النار ، لأن الحد فقط ليس جزاء كافٍ لمعاقبة الزانِي .
والحِكمة مِن تشريع الحد هو رَدع بقية أفراد المجتمع عن الزِّنا ، لأن هناك أشخاص لا يخافون من عذاب الآخِرة ، لكنهم يخافون من عقاب الدنيا .
والحد لا يُطبَّق إلا بعد ثُبوت الزنا بالأدلة القاطعة التي ليس فيها شُبهة ، حتى لا يَكُون الشخص مظلوم .
لكن إذا زنا الشخص ولم يتم إثبات ذلك أمام الناس ، ثم ندِم هذا الشخص وتاب ، فإن الله يَقْبل توْبته ويَرحمه من دخول النار ، حتى لو لم يتم تطبيق الحد عليه ،، يعني ليس ضروري أن يَعترف الشخص على نفْسه أمام الناس لِيَقْبل الله توْبته .
* المُثلِّث : أليس ذلك تشجيعاً على الزنا والهروب من الحد ؟
* المُسلم : لا طبعاً ،، لأن الشخص الذي يَهرب من الحد لا يَضمن أن يتوب قبل الموت ، وبالتالي لن يَهرب من جهنم إذا مات قبل التوبة .
وإذا فعَل الإنسان معصية بدون خوف من الله وقال في نفْسه أنه سيَتُوب بعد المعصية ، فإن الله لن يَجعله يَتُوب أصلاً قبل الموت .
لكن إذا فعَل الإنسان معصية وهو خائف من الله وكارِه لِمُخالفة أوامر الله ، ولكن غَلَبَته شَهْوته ، فإن الله قد يَجعله يتوب قبل الموت .
و لاحِظ أن الله يَقْبل التوبة إذا تاب الإنسان فِعلاً ،، لكن إذا لم يَتُوب الإنسان فلن يكون هناك توْبة أصلاً لِكَي يَقْبَلها الله ،، انظر مقالة [ مفهوم خاطيء بخصوص تطبيق الحدود وتطبيق الشريعة ]
*** تابِع قراءة ⇐ [ الجزء الرابع والأخير من حِوار بين مُسلم مُوَحِّد يُوَحّد الله ، وبين شخص مُثلِّث يُثلِّث الإله ويَتّبع عقيدة ( التّثلِيث والتّوليد ) ]