[ الرَّد على المجموعة الأولى من الشُّبهات ] ⇐ الرّد على الأشخاص الذين يَزعُمون وجود أخطاء فى القرأن :
* القرأن لا يوجد به أى أخطاء ،، لكن هناك أشخاص يزعمون وجود أخطاء فى القرأن ، لأن هؤلاء الأشخاص يُفكّرون بالمقلوب ويَظنون أن الإعراب يَعتمد على ترتيب الكلمة فى الجملة ، بينما قواعد النحو تقول بأن الإعراب يعتمد على تشكيل الجزء الأخير من الكلمة .
* مثال : جملة ( ضربَ الأسدُ الفهدَ . )
هنا ( الأسدُ ) هو الضّارِب يعني فاعِل مرفوع بالضمة ، لكن ( الفهدَ ) هو المضروب يعني مفعول به منصوب بالفتحة .
ولو عكَسنا ترتيب الكلمات مع الإحتفاظ بنفس تشكيل الحروف فلن يتغير إعراب الكلمات .
لذلك سنقول : ( ضربَ الفهدَ الأسدُ . )
وهنا أيضاً يكون ( الفهدَ ) هو المضروب يعني مفعول به منصوب بالفتحة ، ويكون ( الأسدُ ) هو الضارب يعني فاعل مرفوع بالضمة .
وهذا يدل على أن اللغة العربية بها ( تقديم وتأخير ) يعني قد يَتِم تقديم الفاعل وتأخير المفعول به ، وقد يتم تقديم المفعول به وتأخير الفاعل ، ومع ذلك نستطيع تمييز الفاعل والمفعول به عن طريق التشكيل الموجود على الجزء الأخير من الكلمة .
– ونحن نَعرف أن المبتدأ يكون مرفوع بالضّمة إذا كان مُفرَد ، ويكون مرفوع بالألِف نِيابة عن الضمة إذا كان مُثنَّى ، ويكون مرفوع بالواو نيابة عن الضمة إذا كان جمْع مُذكّر سالم .
ونَعرف أن اسم ( إنّ ) يكون منصوب بالفتحة إذا كان مُفرد ، ويكون منصوب بالياء نيابة عن الفتحة إذا كان مُثنَّى أو جمْع مُذكّر سالم ، لذلك إذا جاءت كلمة مرفوعة ومعطوفة بعد اسم ( إنّ ) فلن نعتبرها اسم ( إنّ ) ، بل نعتبرها مُبتدأ مرفوع ومعطوف على كل الجملة السابقة ، وليس معطوف على الكلمة التى سبقته ، مثل سورة المائدة آية 69 ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) يعني كلمة ( الصابؤون ) هى معطوفة على جملة ( إن الذين أمنوا والذين هادوا ) وليست معطوفة على كلمة ( الذين هادوا ) ،، ويكون تقدير الكلام ( إن الذين أمنوا والذين هادوا حُكْمهم كذا ، والصابؤون والنصارى كذلك نفس الحُكم ) يعني ( الصابؤون ) مُبتدأ ، و ( النصارى ) أيضاً مبتدأ ، والخبَر لم يَتم ذِكره لأنه مفهوم من سياق الكلام وتقديره ( كذلك ) .
وقد جاءت آية مشابهة لها في سورة البقرة وهي آية 62 ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) لكن كلمة ( الصابئين ) في هذه الآية هي منصوبة لأنها اسم ( إنّ ) .
– الآية رقم 3 في سورة التوبة تقول ( أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ ۚ ) ولفظ الجلالة ( اللهَ ) هو اسم ( أنّ ) منصوب بالفتحة ،، و ( بريءٌ ) هو خبر ( أنّ ) مرفوع بالضمة ،، لكن كلمة ( ورسولُه ) فإنها بداية جملة جديدة تقديرها ( ورسولُه بريءٌ من المشركين أيضاً ) والجملة الجديدة معطوفة على الجملة السابقة ،، يعني كلمة ( رسولُ ) هي مبتدأ مرفوع بالضمة ، ولم يتم ذِكْر الخبر لأنه معروف من سياق الكلام ،، وهذا دليل على بلاغة القرأن .
– الآية رقم 63 في سورة طه تقول ( إِنْ هَٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) وكلمة ( هَٰذَانِ ) هي مُثنَّى ، وأيضاً كلمة ( لَسَاحِرَانِ ) هي مُثنَّى .
والمُثنَّى إذا كان مرفوع فإنه يكون مرفوع بالألِف نيابة عن الضَّمة ( هذان ) ، وإذا كان منصوب أو مجرور فإنه يكون منصوب ومجرور بالياء نيابة عن الفتحة والكسرة ( هذين ) .
لكن هناك بعض قبائل العرب يَقْلبون حرف ( ي ) الذي عليه سُكون وينطقوه ( ا ) وذلك عندما يَسبق الياء حرف عليه فتحة ،، يعني كلمة ( هذَيْن ) ينطقوها ( هذان ) ،، وكلمة ( ساحِرَيْن ) ينطقوها ( ساحران ) ،، وهذه القبائل هي قبيلة خَثْعَم ، وقبيلة كِنانة بن زيد ، وقبيلة بَنِي الحارث بن كَعب ، وقبيلة زبيد .
والدليل على ذلك موجود في أبيات الشِّعر العربي :
مثال : قوْل الشاعر أبي النجم العجلي :
واهاً لِرَيّا ، ثُمَّ واهاً واها
هِيَ المُنَى ، لَو أَنَّنا نِلناها
يا لَيتَ عَيناها لَنا ، وَفاها
بِثَمَنٍ نُرضِي بِهِ أَباها
يعني الشاعر قال ( عَيناها ) ولم يقل ( عَينيها ) مع أن اسم ( لَيت ) المُثنَّى يكون منصوب بالياء نيابة عن الفتحة .
– الآية 155 في سورة الأعراف تقول ( وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ ) ،،
وكلمة ( قَوْمَهُۥ ) مفعول به منصوب بِنزْع الخافِض وهو ( مِن ) أيْ ( مِن قومِه ) .
والخافض هو حرف الجَرّ الذي يَخْفض الكلمة ويجعلها مكسورة ، لذلك أذا أردتَ أن تَنْصب الكلمة فيجب أن تَنزع الخافض .
مثال : قول الشاعر عمرو بن مَعدِيكرِب :
أمَرتُكَ الخيرَ فافعلْ ما أُمِرتَ به فقد تَرَكْتُك ذا مالٍ وذا نَشَب
يعني ( أمَرتك بالخيرِ ) ، ولكن تَم نزْع الخافض وهو حرف الباء .
* ونحن نعرف أن القرأن نزل باللغة العربية ، واللغة العربية لا تعتمد على قبيلة واحدة ، بل تعتمد على قبائل مختلفة يتكلمون بطُرق مختلفة ، ولكن كلها داخل نِطاق اللغة العربية .
يعني اللغة العربية نفسها تسمح بوجود بعض الإختلاف في نطق بعض الكلمات ،، والقرأن لم يخرج أبداً عن نِطاق اللغة العربية .
وهناك كلمات أخذها العرب من لُغات أجنبية ، وبمرور الزمن أصبحت تلك الكلمات من ضِمْن لغة العرب ، يعني أصبحت من ضِمْن اللغة العربية ، مثل كلمة ( قَسوَرة ) يعني ( أسد ) .
* ومِن الغباء أن تَتّهم القرأن بأنه يحتوي على أخطاء لغوية أو نحوية ، إذا كان عِلم النّحو نفسه تَأسّس مُعتمِداً على القرأن .
فإن العرب في الجاهلية ( قبل ظهور الإسلام ) كانوا مثلاً إذا نطقوا جملة ( ضرب الأسد الفهد ) فإنهم ينطقوها ( ضرب الأسدُ الفهدَ ) إذا كان الأسد هو الضارب والفهد هو المضروب ،، وينطقوها ( ضرب الأسدَ الفهدُ ) إذا كان الفهد هو الضارب والأسد هو المضروب ،، ومستحيل يخالفوا ذلك الأسلوب في النطق ،، يعني كان العرب قبل ظهور الإسلام ينطقون الفاعل بطريقة مختلفة عن المفعول به ، وذلك قبل أن يوجد مصطلح ( فاعل ) و ( مفعول به ) ،، وكانوا مثلاً ينطقون الكلمة التي تأتي بعد كلمة ( في ) بالكسرة وذلك بالمُمارسة والتعَوُّد ، وهذا واضح في جميع قصائد الشعراء قبل ظهور الإسلام ،، يعني مثلاً كانوا يقولون ( النجوم في السماءِ ) ومستحيل يخطئون ويقولون ( النجوم في السماءُ ) ،، لكنهم لم يُطلقوا على كلمة ( في ) أنها حرف جر ،، لكن مصطلح ( حرف جر ) تَم وضْعه بعد تأسيس عِلم النحو ، وذلك بعد ظهور الإسلام .
فإن سيدنا ( عليّ بن أبي طالب ) قد أمَر ( أبا الأسوَد الدُّؤلي ) أن يضع القواعد النحوية ، وذات مرّة كان أحد الأشخاص يقرأ من سورة التوبة آية ( أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ ۚ ) لكن ذلك الشخص أخطأ في كلمة ( وَرَسُولُهُ ) حيث قرأها ( وَرَسُولِهِ ) يعني نطَق حرف ( ل ) بالكسرة وليس بالضمة ، وبذلك يتغير المعنى ، حيث يظن المستمع أن الله يتبرأ من الرسول أيضاً ، وطبعاً فإن الله لا يتبرأ من الرسول ،، ولذلك فإن ( أبا الأسوَد الدؤلي ) قد سمع ذلك الشخص ، وكان أبو الأسود قد تعلّم القرأن مِن عثمان بن عفان و عليّ بن أبي طالب ، ولذلك فإن أبا الأسود عرف أن ذلك الشخص قد أخطأ لأنه يخالف نُطق القرأن ،، يعني أبو الأسوَد يَعتبِر أنّ مَن يُخالف القرأن فقد خالَف القواعد النحوية .
* القرأن يقول ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ ) ،، ونحن فهمنا من تلك الآية أن سيدنا داوود هو الذي لَعَن بني اسرائيل ، يعني سيدنا داوود هو اللاعِن ، يعني هو الفاعل ،، وهذا من ناحية المعنى ،، لكن من ناحية الإعراب ، فإن داوود في تلك الآية هو ( مضاف إليه ) وليس فاعل ،، ولو كانت الآية تقول ( داوودُ لَعَن الذين كفروا من بني اسرائيل ) فساعتها داوود يصبح فاعل من ناحية الإعراب ،، معنى ذلك أن آية ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ ) من ناحية الإعراب تكون فيها كلمة ( لُعِنَ ) هي فِعل ماضٍ مَبنِي للمجهول ، لكن من ناحية المعنى فإن الفاعل معلوم وليس مجهول ، بدليل أن تلك الآية نفسها ذَكَرَت الفاعل وهو سيدنا داوود .
وبنفس المنطق فإن القرأن يقول ( خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ ) ، و كلمة ( خُلِقَ ) هي فِعل ماضٍ مَبنِي للمجهول ، وذلك من ناحية الإعراب ،، وهذا لا يعني أن الفاعل مجهول ، بل هو معلوم ، وهذا الفاعل هو ( الله ) سبحانه وتعالى ،، ونحن عرفنا ذلك من بقية آيات القرأن الذي يقول ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) ،، ولذلك لا يصح أن نفسّر آية من القرأن بمَعزل عن بقية الآيات ، بل يجب أن نضع في بالِنا جميع آيات القرأن لِكَي نفهم المعنى المقصود من كل آية ، فإن القرأن يُفسِّر بعضُه بعضاً ،، لأن القرأن هو بِناء لُغَوِيّ متكامل ، ولو حذفنا أو أضفنا إليه حرف واحد ، فسوف يختل ذلك البناء اللغوي ، وبالتالي يختل المعنى ، ويصبح محرّف مثلما حدث مع التوراة والإنجيل ،، لكن الحمد الله الذي تكفّل بحفظ القرأن بنفسه ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) ،، ولذلك نحن نلتزم بنفس الألفاظ التي نطقها جبريل أمام النبي صلّى الله عليه وسلّم ، وجبريل قال ( لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ ) ، وحرف الباء في كلمة ( بِمُصَيْطِرٍ ) هو حرف جر زائد ، وذلك من ناحية الإعراب ،، لكن هذا لا يعني أن المسلمين أضافوا ذلك الحرف إلى القرأن ، ولا يعني أن القرأن به حروف زائدة كما يزعم الأغبياء ، بل هذا يعني أن جبريل نطق ذلك الحرف وقال ( بِمُصَيْطِرٍ ) ، وأن ذلك الحرف هو زائد من ناحية الإعراب والمصطلحات النحوية ، لكنه ليس زائد من ناحية المعنى ، فإن المعنى يحتاج ذلك الحرف ،، لأن هذا الحرف يفيد التأكيد ،، يعني هذا الحرف هو ضروري لاكتمال المعنى .
– ونحن مثلاً قد نسمع في حياتنا اليومية شخصاً يقول ( لولا الماء ، ما عاش إنسان ) ، ومن الناحية النحوية فإن كلمة ( الماء ) هي مبتدأ ، والخبر محذوف وتقديره ( موجود ) ، يعني معني الجملة كالآتي ( لولا الماء موجود ، ما عاش إنسان ) ،، وهذا لا يعني أننا حذفنا كلمة ( موجود ) من جملة المتكلم ، فإن المتكلم لم ينطق كلمة ( موجود ) أصلاً ،، لكن علماء النحو يستخدمون مصطلح ( خبر محذوف ) لِكي يصفوا به الكلمة التي لم ينطقها المتكلم بينما هي مفهومة من سياق الكلام ، ولذلك لا داعي بأن ينطقها المتكلم أصلاً ، لأنه لو نطقها فسوف يُقلّل مِن بلاغة الجملة .
وإذا كان هناك طفل يأكل ، وسمع أمه تقول له ( الذباب ) ، فإن هذا الطفل يقوم بإبعاد الذباب والبعوض عن الطعام ، لأنه يفهم أن أمه تقصد ( احذر الذباب ) ، مع أن الأم لم تنطق كلمة ( احذر ) ،، يعني كلمة ( الذباب ) هي مفعول به منصوب لِفعل محذوف وتقديره ( احذر ) ، وهذا لا يعني أننا حذفنا كلمة ( احذر ) من كلام الأم ، فإن الأم لم تنطق تلك الكلمة أصلاً .
وهناك أمثلة كثيرة في القرأن على كلمات محذوفة من الناحية النحوية ، لكن ليس من ناحية المعنى ،، مثل آية ( فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا ) وتقدير الكلام ( فقال لهم رسول الله احذروا ناقة الله ) يعني كلمة ( نَاقَةَ ) هي مفعول به منصوب لِفعل محذوف وتقديره ( احذروا ) ،، ونلاحظ أن جبريل نفسه لم ينطق كلمة ( احذروا ) أصلاً ، لأنه لا داعي لنطق تلك الكلمة ، فهي مفهومة من سياق الكلام ، ولو نطقها جبريل ، فسوف يُقلّل مِن بلاغة القرأن ، ونحن نعرف أن بلاغة القرأن تفوّقَت على بلاغة جميع الكتب الأخرى ،، يعني هناك كلمات في القرأن محذوفة من الناحية النحوية ، وهذا لا يعني أن المسلمين حذفوا تلك الكلمات بعد أن نطقها جبريل ، فإن جبريل لم ينطق تلك الكلمات أصلاً ، لأنه ليس هناك داعي بأن ينطقها أصلاً ، فهي مفهومة من سياق الكلام ، وهذا دليل على بلاغة القرأن .
يعني تلك الكلمات محذوفة من الناحية النحوية ، لكن معناها ليس محذوف ، بل إن معناها موجود ومفهوم من سياق الكلام .
– القرأن يقول ( فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ) وكلمة ( طَوْد ) معناها ( جبل ) ،، وهناك جبل اسمه ( جبل الطور ) ،، ونلاحظ أن كلمة ( الطود ) مشابهة لكلمة ( الطور ) في الحروف وفي المعنى ،، وهناك أغبياء يزعمون أن الكلمة الأصلية في تلك الآية كانت كلمة ( الطور ) ثم حدث خطأ من كاتب المصحف ، وكتب حرف ( د ) بدل حرف ( ر ) ،، لكن هؤلاء الأغبياء لا يعرفون أن اللغة العربية نفسها تحتوي على كلمات كثيرة متشابهة في الحروف والمعنى ، مثل كلمات ( قَطَعَ ، قَطَمَ ، قَطَفَ ) فهؤلاء الكلمات الثلاثة يشتركن في معنى ( فصل جزء عن شيء ) ،، ولو كانت تلك الآية تحتوي على كلمة ( الطور ) فساعتها كان هؤلاء الأغبياء سيزعمون أن الكلمة الأصلية هي ( الطود ) وتم تبديلها إلى ( الطور ) ، يعني لو أن هؤلاء الأغبياء التزموا بطريقتهم في التفكير ، فلا يجب أن يَعتبروا أن الكلمة الصحيحة هي ( الطور ) لأنها هي أيضاً مشابهة لكلمة ( الطود ) في الحروف والمعنى ،،
وبالنسبة لكلمة ( طود ) فإنها كلمة عربية مذكورة في شِعر ( حاتم الطائي ) وهو من العصر الجاهلي ، حيث يقول :
وَما أَهلُ طَودٍ مُكفَهِرٍّ حُصونُهُ
مِنَ المَوتِ إِلّا مِثلُ مَن حَلَّ بِالصَحرِ
وسواء تم ذِكر كلمة ( طَود ) في القرأن مرّة واحدة أو ألف مرّة ، فليس هناك خطأ ، طالما أنها كلمة عربية ومعناها مناسب في الآية .
* ( ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي إلى المقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )