[ الرَّد على المجموعة الأولى من الشُّبهات ] ⇐ الرّد على الشخص ( اللّادِيني ) ، عن طريق إثبات أن العقل يأمرنا باتّباع الدين ، ولا يُغنينا عن الدين :
* إثبات بُطلان فكرة ( اللادينية ) و ( اللاأدرية ) ،، عن طريق حوار بين شخص مُسلم وشخص لادِيني :
* لا ديني : أنا أَعترف بوجود إله خالق للكون ، لكن لا أعترف بالأديان .
* مسلم : وكيف تعبد هذا الإله الذى تعترف بوجوده ؟
* لا ديني : هذا شيء بَيني وبين الإله ، وليس مِن حقّك أن تَسألني عن ذلك .
* مسلم : هل الإله أعطاك أوامر وقوانين لِكَي تُنفّذها ؟
* لا ديني : لا .
* مسلم : هل تعني أن الإله أعطاك الحُرّية المُطلقة وسَمح لك أن تَفعل أيّ شيء بدون ضوابط ؟
* لا ديني : الإله خلَق لنا فِطرة ، ويجب أن نتّبع تلك الفطرة .
* مسلم : وهل الشخص الذي يرفض اتّباع الفطرة سيَتعرّض لِعقاب من الإله ؟
* لا ديني : نعم ، سوف يتعرّض للعذاب بعد الموت .
* مسلم : وما هي تلك الفطرة ؟
* لا ديني : الفطرة تقول أن مِن حقّك فِعل أيّ شئ طالما لا تُؤذِي غيرك .
* مسلم : هل تلك الفطرة تسمح لك أن تُعاشِر أُمّك مُعاشَرة الأزواج ؟
* لا ديني : نعم طالما هذا يَحدُث بموافقة الطرفين .
* مسلم : وماذا لو اعترَض أبوك على ذلك ؟
* لا ديني : إذا كان بينه وبين أُمّي عهد بأن لا تخونه ، فمن حقه أن يعترض ، لكن إذا لم يوجد عهد بينهما فلا يحق له الإعتراض .
* مسلم : إذا لم يكن هناك عهد بينهما ومع ذلك أخبرَك أبوك أن فِعلكما سوف يؤذيه ، فهل ستَمتنع ؟
* لا ديني : لن أَمتنع .
* مسلم : لكنك قلت أن الفطرة تَمنعك مِن فِعل الأشياء التي تُؤذِي الأخرين ! !
* لا ديني : هذا في حالة أن يكون بَيني وبين الأخرين عهد بعدَم الأذَى .
* مسلم : على حسب كلامك فإن الفطرة التي تتّبعها تَسمح للأخرين بأن يؤذوك طالما ليس بينك وبينهم عهد .
* لا ديني : لكن قوانين الدولة تَمنعهم مِن ذلك .
* مسلم : معنى ذلك أن الشخص الذي يؤذيك سيَتعرّض للعِقاب في الدّنيا فقط ، لكنه لن يتعذب بعد الموت لأنه لم يُخالف الفطرة .
* لا ديني : هذا صحيح .
* مسلم : لكن هناك أشخاص لا يخافون من عقاب الدنيا باعتبار أنهم يُمكنهم الهرَب مِن البوليس ، وحتى لو تم القبض عليهم فسيكون عقاب الدنيا بسيط بالنسبة لعذاب الأخرة ،، وبالتالي سوف يَتجرّأ هؤلاء الأشخاص على إلِحاق الأذى بالناس ، فهل الإله سيَترك من يَهْرب مِن عقاب الدنيا ؟
* لا ديني : لا ،، بل إن الإله سيُعذّبهم بعد الموت .
* مسلم : كيف يُعذّبهم بعد الموت ، وأنت مُعترِف بأنهم لم يُخالفوا الفطرة ؟
* لا ديني : حسناً ، سوف أُغيّر كلامي ولن أتّبع الفطرة ، بل سوف أتّبع رأي الطّب فقط لِأَعرف الصّواب من الخطأ .
* مسلم : الطب لا يُثبت وجود أضرار صِحّية إذا قام الإبن بمعاشرة أُمّه واستخدَم الوسائل التي تَمْنع الحمل وانتِقال الأمراض ، فهل تُوافق أن تُعاشر أُمّك بهذه الطريقة طالما أن الطب يَسمح بذلك ؟
* لا ديني : هناك أضرار نَفسية تَحدث نتيجة فِعل ذلك .
* مسلم : هذه الأضرار النفسية لا تَحدُث لكل الناس ، فهناك أشخاص يَفعلون ذلك ويشعرون بالسعادة ، فهل تُوافق لهم أن يَفعلوا ذلك الأمر ؟
* لا ديني : على العموم أنا شخصياً لا أحب أن أعاشر أمي معاشرة الأزواج .
* مسلم : لكن هناك أشخاص أخرون يفعلون ذلك ، فهل هؤلاء الأشخاص سوف يتعرضون للعقاب بعد الموت طِبقاً لطريقة تفكيرك ؟
* لا ديني : الأديان اختراع بشري ، لِيَتحَكّم الإنسان القوِي في الإنسان الضعيف .
* مسلم : أنت تَتهرّب مِن السؤال لأنك عاجِز عن الإجابة ،، على العموم هل هناك مانع أن يكون الله فعلاً أرسل أنبياء إلى الناس ؟
* لا ديني : نعم هناك مانع ، لأننا لن نستطيع أن نتأكد أن هذا الشخص هو فعلاً نبي مُرسل من الله .
* مسلم : لو أن هذا الشخص فعل معجزات وشهد له كثير من الناس ، فهل ستقتنع أنه فعلاً نبي من الله ؟
* لا ديني : لن أقتنع ، لأن هذه ليست إثباتات كافية ، فربما تكون المعجزة عبارة عن خداع بصري أو حدثت باستخدام تكنولوجيا لا يعرفها بقية الناس ،، وهناك أشخاص كثيرون يشهدون شهادة زُور ،، لذلك أنا لن أقتنع أبداً بهذه الأشياء .
* مسلم : فما هو المنهج الذي تعيش به في الدنيا ؟
* لا ديني : أنا أتّبع العقل فقط ، وهذا العقل يقول أنني من حقي أن أتصرف كما أشاء في الأشياء التي أَمتلكها .
* مسلم : وكيف ستثبت لنا أنك فعلاً تمتلك هذه الأشياء التي تقول أنها مِلْكك ؟
* لا ديني : عن طريق الأوراق والمستندات ، وعن طريق الأشخاص الذين يشهدون بذلك .
* مسلم : ولكنك قلت لنا قبل ذلك أن الشخص يستطيع أن يفعل أشياء عن طريق الخداع والتكنولوجيا ، وأن هناك أشخاص يشهدون زُور ، فما الذي يضمن لنا أنك فعلاً صادق ؟
* لا ديني : لو أن المحكمة اعترفت بهذه المستندات والشهود فهذا يدل على أنها صحيحة .
* مسلم : هذا ليس مؤكد بنسبة مائة بالمائة ، فربما يكون القاضي أخذ رشوة ، أو الموظف الذي أعطاك المستندات موظف مُرتشِي ، أو غير ذلك من وسائل التزوير والخداع ،، يعني لو أنك طبقت منهجك في الحياة فلن تستطيع أن تثبت امتلاكك لأي شيء ، وسيقوم بقية الأشخاص بالحصول على جميع الأشياء التي تقول أنك تمتلكها ،، هل عرفت الآن أن طريقة تفكير اللادينيين هي طريقة فاسدة من الأساس ! ! ،، وهل عرفت أن العقل والفطرة والطب لا يجعلونا نستغني عن الدين ، بل يأمرونا أن نتّبع الدين ! !
* لا ديني : الأديان تسبب الحروب والدمار للناس .
* مسلم : هذا يعني أنك لا تقرأ التاريخ ،، لأن هناك ملايين الأشخاص ماتوا في الحرب العالمية الأولى والثانية ، وهذه الحروب كان سببها السيطرة على الأراضي ، ولم يكن سببها نشْر دين مُعيّن ، بل إن بعض قادة الدول المشتركة في تلك الحروب كانوا ملحدين أصلاً .
يعني الدين لم يدمر البشر ، بل هو الذي حافظ على البشر .
* لا ديني : كيف ذلك ؟ !
* مسلم : من طبيعة الإنسان أنه يتمنى إشباع شهواته بأقل مجهود ، يعني مثلاً يتمنى أن يحصل على الطعام بدون أن يتعب في الصيد أو الزراعة ، وهذا ممكن عن طريق سرقة الطعام من الغير أو حتى قتل صاحب الطعام الأصلى ،، لكن الشيء الذي يمنع الإنسان من السرقة والقتل هو قوانين المجتمع أو قوانين الأديان .
ونحن نعرف أن هناك أشخاص يسرقون على أمل أن لا يراهم أحد ، وبذلك يَفلِتوا من عقاب المجتمع ،، يعني قوانين المجتمع ليست ضمان كافي لمنع السرقة والقتل .
وهناك أشخاص يمتنعون عن السرقة والقتل لأنهم يعملون حساب فقط لقوانين الأديان ،، يعني لولا قوانين الأديان فإن هؤلاء الأشخاص كانوا سيقومون بالسرقة والقتل بغض النظر عن قوانين المجتمع .
وأنا أعرف أن هناك جزء من المُنتسبين للأديان يَسرقون ويَقتلون ، لكن الباقي لا يفعلون ذلك .
ولو افترضنا أن الجيل الأول من الإنسان العاقل كان بلا دين ، فساعتها كان أفراد هذا الجيل سيَسرقون ويَقتلون بعضهم بعضاً ، مما يؤدي إلى فَناء هذا الجيل بالكامل ، بدون ولادة أجيال أخرى .
لكننا نعرف أن البشر موجودون منذ آلاف السنين ،، مما يدل على أن الدين كان موجود منذ بداية البشر .
* لا ديني : ربما قام شخص من الجيل الأول باختراع فكرة الدين لِكي يوقف الفوضى بين البشر .
* مسلم : معنى كلامك أن هذا الشخص اخترع فكرة الدين كرَدّ فِعل بعد حدوث الفوضى ، ولكننا نعرف أن الفوضى في الجيل الأول ستقضي على جميع أفراد ذلك الجيل بسرعة ، لأنهم أفراد قليلون ، ولن يكون هناك وقت للنجاة .
وهذا يدل على أن الدين كان موجود منذ اللحظة الأولى لظهور الإنسان العاقل ، يعني الإله الذي خلق الإنسان العاقل أعطاه الدين في نفس اللحظة ،، والدين هو الذي جعل جزء كبير من أفراد هذا الجيل يمتنعون عن السرقة والقتل ، ويحافظون على النسل البشري ، برغم أن هناك جزء آخر من نفس الجيل يَسرقون ويَقتلون .
يعني إذا كان جميع الأشخاص يريدون الفوضى ، فساعتها سيتم فناء البشر ،، لكن إذا كان هناك فقط جزء من البشر يريد الفوضى والباقي يمتنع عن الفوضى ، فساعتها لن يتم فَناء البشر .
* لا ديني : أنت تُدافع عن دين الإسلام الذي يَتحَكّم في المرأة ويُجبرها علي لِبس الحجاب ، بينما نحن نُعطِي المرأة حُرّيتها بأن تلبس كما تُريد .
* مسلم : قصدك أن تَخلع ملابسها كما تريد
* لا ديني : حجاب المرأة يُشبه كِيس الزِّبالة .
* مسلم : الرجل الذي يَسير بجوار زوجته وهي لابسة كيس زبالة ، هو أفضل بكثير من كيس الزبالة الذي يسير بجوار زوجته وهي مش لابسة
* لا ديني : الإسلام مَلِيء بالشُّبهات .
* مسلم : كثرة الشبهات لا تَدُل علي عُيوب في الإسلام ، بل تدل علي كثرة الحمقَي الذين يُفكرون بالمقلوب لِكَي يَخترعوا تلك الشُّبهات الباطلة .
* لا ديني : أنت تتكلم عن الأخلاق ، بينما دينك يسمح برضاع الكبير وزواج البنات الصغيرات وأبو حنيفة يسمح بزواج المحارم .
* مسلم : أنت الذي تفهم الإسلام بالمقلوب لأنك تسمع للشيوخ السّلَفِيّين الذين يُفسّرون الإسلام بطريقة خاطئة ويُخالفون السلَف الصالح ، لدرجة أن السلفيين يُفسّرون ( يد الله ) بأنها ( يد ) بالمعنى الحرفِي ، بينما السلف الصالح يُفسّرون اليد في حق الله بأنها صِفة حقيقية كِناية عن القوة ولا يُفسّروها بالمعنى الحرفي .
وأنا بالفعل قُمت بالرد علي تلك الشبهات التي تَذكُرها ، لكنك تقوم باختراع وترقيع شُبهة بعد الأخرى ، وتتجاهل ردودنا على تلك الشبهات حتى لا تنكشف أمام نفسك .
وهذه هي الرُّدود التي أتحداك أن تَقرأها وتَجد فيها جملة واحدة خطأ :
[ الرّد على شُبهة زواج السيدة عائشة وعُمْرها 9 سنين ]
[ الرّد على من يزعم بأن أبا حنيفة يسمح بزواج المَحارِم ]
* ( ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي إلى المقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )