[ الرَّد على المجموعة الثانية من الشُّبهات ] ⇐ الرّد على شُبهة آية ( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين ) وآية ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ) وحُكم من يقول ( عبد الماكِر ) :
القرأن يقول ( وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ) معنى ذلك أن هناك مَكْرٌ سيّئ و مكرٌ حَسن .
والمكر السيّئ يُستخدم لِنُصرة الباطل ، لكن المَكر الحَسن يُستخدم لِنُصرة الحق .
وهناك فرق بين الخداع وبين الخيانة .
فالخيانة تَستلزِم وجود عهد بين طرفين ويقوم أحد الطرفين بِنَقْض هذا العهد .
لكن الخداع يَحدث إذا لم يوجد أصلاً عهد بين الطرفين .
والنبي أمَر بخداع العدو وقال ( الحربُ خَدعَةٌ ) ، ولكنه لم يَسمح بخيانة العدو ، بل أمَر بوفاء العهد مع العدو ، وقال ( نَفِي لهمْ بعَهْدِهِمْ ، وَنَسْتَعِينُ اللَّهَ عليهم ) .
– والقرأن يَسأل سؤال تَقريري ( وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ ) .
– الله لا يُخْلف الوَعد حتى مع الكافر .
يعني الله لا يَخُون الكافر ، لكن الله يخدع الكافر بأن يُمهله فترة من الوقت بحيث يظن الكافر أنه أَصبَح في مَأْمَن من عقاب الله ، ثم فجأة يأخذه الله أخْذ عزيزٍ مُقْتدِر ، وبذلك يكون تأثير العذاب شديد على الكافر ، الذي ظن أنه استطاع خداع الله والإفلات من العقاب ، لكن الحقيقة هي أن الله هو الذي خدَع ذلك الكافر ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ) .
– لو أنك قلت ( الله ماكِر ) بدون أن تُكمل الجملة ، فسوف يحدث سوء فهم عند بعض الناس ويظنون أنك تصف الله بأنه ( خائن ) حاشا لله ،، لذلك عندما تَنْسب المكر إلى الله فيجب أن تقول جملة كاملة ، مثل جملة ( الله يمكر بالكفار الذين يريدون المكر بالمسلمين ) ،، لكن لا يصح أن تقول ( الله مَكّار ) وتَسكُت ،، ولذلك فإن الله ليس من أسمائه ( الماكر ) ، ولا يصح أن تُسمي ابنك ( عبد الماكر ) ،، حتى لا يحدث سوء فهم عند بعض الناس .
* مثال : هناك حديث يقول ( ثلاثةٌ يحبُّهمُ اللَّهُ ويَضحَكُ لهم ويستبشِرُ بِهِمُ : …….. ) يعني هذا الحديث يقول بأن الله يضحك ، لكن مع ذلك فإن الله ليس من أسمائه ( الضاحك ) ولا يصح أن نقول ( الله ضاحك ) ولا يصح أن تُسمي ابنك ( عبد الضاحك ) ، حتى لا يحدث سوء فهم عند بعض الناس .
– يصح أن تقول ( الله ضاحِك للمؤمنين ) ، لكن لا يصح أن تقول ( الله ضاحِك ) فقط .
– يعني هناك صفات يصح أن تَنسبها إلى الله لِوَحدها ، مثل صفة ( القوة ) فتقُول ( الله قوِي ) ،، لكن هناك بعض الصفات مثل ( المكر ) و ( الضحك ) لا يصح أن تنسبها إلى الله لوحدها ، بل يجب أن تذكر معها كلام يوضح معناها ، حتى لا يحدث سوء فهم عند بعض الناس .
* ( ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي إلى المقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )