[ الرَّد على المجموعة الثانية من الشُّبهات ] ⇐ الرّد على شُبهة حديث ( النِّكاحُ رِقٌ ؛ فليَنظُرْ أحدُكم أين يضعُ كَريمَتَه ) ، وآية ( وَاضْرِبُوهُنَّ ) :
– هناك بعض الأزواج يُفسّرون كلمة ( وَاضْرِبُوهُنَّ ) تفسيراً خاطئاً ويُعاملون الزوجة بطريقة سيّئة ، وهذا حرام .
– الإسلام يأمر الزوج بأن يُعامل زوجته مُعاملة حسنة ،، والزوج قَوّام على الزوجة ، يعني هو المسؤول عن الزوجة ، لأنه هو الذي يذهب للعمل خارج البيت لِيُنفق عليها ويُوَفّر لها المَأكل والمَسكن والمَلبس ،، وإذا لم يوجد أكْل في المنزل ، فساعتها سيَتِم توجيه اللوم إلى الزوج الذى قصَّر في توفير الأكل .
ولذلك يحق للزوج أن يُؤسّس نظام مُعيّن لإدراة البيت ، لِكَي يتم توفير الأموال الكافية للبيت .
ومِن مصلحة الزوجة أن تَلتزم بهذا النظام ولا تُخالفه ، بحيث لو أصبَح البيت بدون أكل ، فساعتها يتم توجيه اللوم للزوج فقط ،، لكن لو قامت الزوجة بمخالفة النظام ، فساعتها سيتّهمها الزوج بأنها هي السبب في إهدار الأموال وعدم وجود أكل في البيت ، لأنها قامت بِعصيان تعليماته .
– يعني الشخص الذي يَتخذ القرار ، يكُون هو المسؤول عن نتيجة هذا القرار .
لذلك يُمكن للزوجة أن تُقدّم اقتراح مُعيّن لِزوجها ، لكن يجب أن تَترك له حرية تنفيذ الإقتراح أو رفْضه ، ولا تُجبره على تنفيذ اقتراحها ،، يعني يكون هو صاحب القرار النهائي ، لِكَي يتحمل هو وحده نتيجة هذا الإقتراح ، بدون أن تتحمل الزوجة مسؤولية اقتراحها ، لأن الإسلام يريد تخفيف المسؤولية مِن على المرأة قدر الإمكان .
– ولاحِظ أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يُشاور زوجاته ويَأخذ بِرأيهن في بعض الأمور المُهمّة ، بدون أن يُحمّلهن مسؤولية رأيهن .
– وإذا أصدَر الزوج تعليمات حلال ، وقامت الزوجة بعصيان التعليمات ، فساعتها يُمكن للزوج أن يَتخذ إجراء مُعيّن لِكَي يَجعل الزوجة تلتزم بتعليماته .
وهذا الإجراء قد يكَون النصيحة أو الهجر أو الضرب ، على حسب طِباع الزوجة .
فهناك زوجة تستجيب للنصيحة ، وهناك زوجة تستجيب إذا قام الزوج بهجرها ، وهناك زوجة تستجيب إذا قام الزوج بضربها .
– وكل زوج يجب أن يستخدم الإجراء المناسب على حسب طبع زوجته ، والقرأن يقول ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ ) .
ويقول النبي ( اتَّقوا اللهَ في النساءِ ؛ فإنَّكم أخذتُموهنَّ بأمانةِ الله ، واستحلَلْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ الله ، وإنَّ لكم عليهنَّ ألَّا يُوطِئْنَ فُرُشَكم أحداً تكرهونَه ، فإنْ فعَلْنَ ذلك فاضرِبوهنَّ ضربًا غيرَ مُبَرِّحٍ ، ولهنَّ عليكم رِزقُهنَّ وكِسوتُهنَّ بالمعروفِ ) يعني مثلاً لو سمحَت الزوجة لأخيها أن ينام في بيت زوجها وهى تَعلم أن زوجها يَكره ذلك ، ولم تستجب للنصيحة ، فساعتها يحق للزوج أن يضرب الزوجة بطريقة مُعيّنة ، بحيث لا يَضرب الوجه ، ولا يَكسر العظم ، ولا يُسبّب الجرح والدم والألم .
معنى ذلك أن الضرب ليس بهدف إيذاء الزوجة ، ولكن بهدف إشعار الزوجة بأن زوجها غاضب مِن فِعلها ، وذلك يكُون عن طريق الضرب الخفيف باليد أو بشيء خفيف مثل عُود السّواك مثلاً .
– ولاحِظ أن هناك نساء طبعهن سيئ جداً ،، واستخدام الضرب الخفيف معهن هو حَلّ أفضل بكثير من الطلاق الذي قد يؤدي إلى هدم الأسرة .
يعني الضرب الخفيف قد يكون وسيلة لتَجنُّب الطلاق .
وليس كل الضرب يُعتبر إهانة كما يزعم الأغبياء ،، فهناك زوج قد يَضرب زوجته ضربة خفيفة وبطريقة فيها دُعابة ، بحيث يَجعل الزوجة تضحك وفي نفس الوقت تَرجع عن مخالفة تعليماته .
– ويجب استخدام الضرب في أضيَق الحدود ،، بدليل أن النبي كان له الكثير من الزوجات ، وحدثت بينهن مشاكل بسبب الغيرة العادية بين الزوجات ، ومع ذلك لم يقم النبي بضرب أي واحدة منهن .
وتقول السيدة عائشة ( ما ضَرَبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ شيئًا قَطُّ بيَدِهِ ، وَلَا امْرَأَةً ، وَلَا خَادِمًا ؛ إلَّا أَنْ يُجَاهِدَ في سَبيلِ اللهِ ، وَما نِيلَ منه شَيءٌ قَطُّ ، فَيَنْتَقِمَ مِن صَاحِبِهِ ؛ إلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيءٌ مِن مَحَارِمِ اللهِ ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ) يعني النبي لم يَستخدم الضرب إلا في الحرب ضد الكفار .
– لذلك يجب على الزوجة أن تُطيع زوجها في كل شئ ، إلاّ في حالتين :
1- إذا طَلب منها شيء حرام .
2- إذا طَلب منها شيء حلال فَوق طاقتها ،، لأن الذي يُحمّل نفسه فوق طاقته فهو بذلك يَظلم نفسه وسوف يأخذ سيئات ،، يعني يجب على الإنسان أن يُتعِب نفسه في العبادة لكن بدون أن يُحمّل نفسه فوق طاقتها .
* وهناك حديث يقول ( النِّكاحُ رِقٌ ؛ فليَنظُرْ أحدُكم أين يضعُ كَريمَتَه . ) ،، ولو افترضنا أن الحديث صحيح ، فهو يعني أن الزوجة تعيش مع الزوج فترة طويلة كما أن العبد يعيش مع سيّدِه فترة طويلة ،، يعني التشبيه هو مِن حيث طول فترة العِشرة وليس من حيث تقييد الحرية .
لذلك يجب على الأب أن يختار لابنته الزوج الصالح ، لأنها ستعيش معه فترة طويلة .
– ولاحِظ أن الإسلام هو أكثر دين يأمر بحُسن معاملة المرأة ، لدرجة أن الله يُعطِي حسنات للزوج الذي يضع لقمة في فم زوجته ، فقد قال النبي ( ولستَ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بهَا وجْهَ اللَّهِ إلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا ، حتَّى اللُّقمة تَجْعلُها في فِيّ { فَمِ } امْرَأَتِكَ ) . والفِيّ هو الفم .
* ( ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي إلى المقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )