[ الرَّد على المجموعة الثانية من الشُّبهات ] ⇐ الرّد على شُبهة زواج النبي من السيدة زينب بنت جحش بعد أن طلّقها زيد بن حارثة ( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ) ،، وتوضيح الفَرق بين التبنِّي وبين كَفالة الطفل :
* قبل البعثة النبوية ، تم اختطاف ( زيد بن حارثة ) مِن أهله وهو طفل صغير ، وتم بيعه في سوق العبيد ، واشترته السيدة خديجة ، ثم أَهْدَته للنبي – صلّى الله عليه وسلّم – ، وبعد فترة عَرِف أهله بمكانه ، فجاؤوا لِكَيْ يشتروه مِن النبي ، فاقترح النبي عليهم أن يُخيِّروه ، يعني يجعلوا ( زيد ) يختار بنفسه ، فإن اختارهم .. يأخذوه بدون أن يدفعوا مال ، ولكن ( زيد ) رفض أن يذهب مع أهله واختار البقاء مع النبي ، وذلك بسبب حُسن معاملة النبي له ، فأراد النبي أن يكافيء زيد ، فتبناه وأصبح يسمى ( زيد بن محمد ) .
وبعد البعثة النبوية أراد الله أن يُبطل عادة التبني عند العرب ، ونزلت أية ( ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ ) فأراد النبي أن يُعوّض ( زيد ) عن فقْده اسم ( زيد بن محمد ) فزوّجه إحدى قريباته وهي السيدة زينب بنت جحش ، وهي ابنة عمة النبي ، ووافقت زينب امتثالاً لأمر النبي ، ولكن بعد هذا الزواج لم تتحمل زينب أن يقال عنها أن زوجها كان من أحد العبيد في السابق ، وكانت تُعامِل زوجها بِجَفاء .
و الله أخبَرَ النبي أن زينب ستكون من أزواجه ، وذلك تعويضاً لها ، فأخفَى النبي ذلك ، وخشي من كلام الناس أن يقولوا أن محمد سيتزوج امرأة ابنه ، وحتى زيد لم يكن يعلم بما أوحى الله لرسوله ، ولكن مع ذلك أراد زيد أن يطلّق زينب بسبب معاملتها له ، لكن النبي قال له : أَمسِكْ عليك زوجَك ولا تطلقها ، فقال الله للنبي ( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ) ، يعني السبب وراء هذه القصة ليس تحريم التبني ، فإن تحريم التبني قد حدث بالفعل قبل ذلك ، لكن السبب الحقيقي وراء هذه القصة هو أن الله أراد يرفع الحرج عن الزواج من زوجة الإبن بالتبني إذا طلَّقها ، لكن الأغبياء يزعمون أن النبي أعجبته زينب فأخذها من زيد ، وذلك استناداً على روايات كاذبة ، ونسوا أنها في البداية كانت أمام النبي ومع ذلك لم يتزوجها ، بل هو الذي أقنعَها أن تتزوج زيد ، وكان يتمنى لهذا الزواج أن يستمر ، بدليل أن زيد أراد أن يطلقها أكثر مِن مرّة ، والنبي يرفض .
ونلاحظ أن علماء السيرة النبوية يقومون بتسجيل جميع الروايات التي يتناقلها الناس ، وبذلك أصبحنا متأكدين أنه لا توجد أشياء محذوفة من تاريخ الإسلام ،، كما نلاحظ أن علماء الحديث يقومون بدراسة الروايات لكي يُفرّقوا بين الروايات الصحيحة والكاذبة ، وبذلك نأخذ بالروايات الصحيحة ، ونترك الكاذبة ،، يعني علماء السيرة نفذوا مهمتهم على أكمل وجه ، وأيضاً علماء الحديث نفذوا مهمتهم على أكمل وجه ، وبذلك أصبح عندنا تاريخ إسلامي كامل وصحيح .
ولو كان هذا السر الذي يخفيه النبي هو ( إعجابه بزينب ) فلماذا يفضح نفسه في القرأن ؟ ! يعني هذه الأية في حد ذاتها تعتبر دليل على أن القرأن مُنزل من عند الله ، وليس من اختراع النبي .
لذلك نحن نشكر هؤلاء الأغبياء الذين لَفَتوا أنظارنا إلى هذا الدليل
وأيضاً نسأل هؤلاء الأغبياء : إذا قلتم أن القرأن من اختراع محمد ، فلماذا يفضح نفسه بنفسه في القرأن ؟؟ .. وإذا قلتم أن الله هو الذي فضح محمد ، فمعنى هذا أنكم معترفون أن القرأن منزل من عند الله ، وأن محمد هو نبي … وصدَق الشيخ الشعراوي حين قال ( الكُفر جُندي مِن جنود الإيمان ) .
* ونلاحظ أن الإسلام يَمنع التبني ، ويُشجّع على كفالة اليتيم ،، لأن هناك فرق بين من يتبنى الطفل وبين من يكفل الطفل ،، فإن التبني يعني أن الطفل يحمل اسم الشخص الذي يتبناه ولا يحمل اسم أَبِيه الحقيقي ، وهذا يؤدي إلى اختلاط الأنساب ،، ولذلك يجب أن يحمل الطفل اسم أَبِيه الحقيقي ، وإذا كان الطفل مجهول النسب فيجب أن يحمل اسم من الأسماء الوهمية ، يعني نختار له أي اسم في خانة الأب غير اسم الشخص الذي يتبناه .
وكفالة الطفل تعني أنك تقوم برعاية الطفل في بيتك بدون أن يحمل الطفل اسمك ،، وقد قال النبي ( أنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ كَهاتين ، وأشارَ بأصبُعَيْهِ يعني : السَّبَّابةَ والوُسطَى ) وهذا يَنطبق أيضاً على الطفل مجهول النسب .
( * ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي للمقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )