[ الرَّد على المجموعة الثانية من الشُّبهات ] ⇐ الرّد على شُبهة طواف النبي على زوجاته بغُسل واحد ، والجماع أثناء الحيض فوق الإزار ، والإستنجاء بالحجارة ، وتسجيل تفاصيل حياة النبي الشخصية :
– هناك حديث صحيح يقول ( أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كان يطوفُ على نسائِهِ بِغُسلٍ واحِدٍ ) ، وهناك حديث صحيح آخَر يقول ( أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَطُوفُ علَى نِسائِهِ في اللَّيْلَةِ الواحِدَةِ، وله يَومَئذٍ تِسْعُ نِسْوَةٍ ) .
يعني النبي صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كان أحياناً ينتقل بين بيوت زوجاته ويجامع زوجاته التسعة في نفس الليلة ، بدون أن يغتسل بعد كل جِماع ، لكنه يغتسل فقط بعد الجِماع الأخير ،، مع ملاحظة أن كل زوجة من زوجاته كان لها بيت صغير خاص بها .
والإغتسال هو صَبُّ الماء على الجسم كله ،، وهذا الإغتسال ضرورى للطهارة ،، وهناك فرق بين الطهارة وبين النظافة ،، يعني مثلاً يجب على المسلم أن يتوضأ قبل الصلاة حتى لو كان جسمه نظيفاً ، لأن الوضوء ضرورى للطهارة ،، و النبي كان يغسل جسمه بالماء في حالتين : الحالة الأولى إذا كان جسمه يحتاج للنظافة من التراب أو الشوائب مثلاً ، والحالة الثانية بعد الإحتلام أو الجِماع حتى لو كان جسمه نظيفاً ،، والحديث المذكور يدل على أن النبي لم يقم بالإغتسال بعد الجِماع الأول لأنه لم يكن ينوي الصلاة في ذلك الوقت ، وكان جسمه نظيفاً ، يعني لا يحتاج أصلاً للإغتسال ،، ونحن عرفنا ذلك من بقية أحاديث النبي التي تُشجّع على النظافة ، فقد قال النبي ( لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ ، قالَ رَجُلٌ : إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ونَعْلُهُ حَسَنَةً ، قالَ : إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ ، وغَمْطُ النَّاسِ . ) يعني النظافة لا تدل على التكبر .
وهناك فعلاً بعض الحالات التي يكون فيها الجسم نظيفاً بعد الجِماع ، يعني مثلاً إذا كانت هناك ملابس على جسم الزوج أثناء الجِماع ، وفي هذه الحالة يكتفي الزوج بغسل الأعضاء التناسلية فقط قبل أن يجامع زوجته الأخرى ، بدون أن يحتاج إلى غسل جسمه كله ،، وبذلك لا يحدث انتقال للميكروبات ، حتى لو قام الزوج بمعاشرة زوجاته كلهن في ليلة واحدة .
– ونلاحظ أن النبي في المعتاد كان يغتسل أكثر مِن مرّة إذا طاف على زوجاته في ليلة واحدة ، حتى لو كان جسمه نظيفاً ، بدليل أن هناك حديث صحيح يرويه ( رافع ) وهو خادم النبي ، حيث يقول ( أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ طاف ذات يومٍ على نسائِه يغتسلُ عند هذه وعند هذه ، قال قلتُ له يا رسولَ اللهِ ألا تجعلُه غسلًا واحدًا ، قال هذا أَزكَى وأَطيَبُ وأَطهَرُ ) .
وهذا يعني أن النبي كان أحياناً يطوف على زوجاته بغُسل واحد لِكي يجعلنا نعرف أن هذا حلال ، وهذا هو السبب الذي جعل الصحابة يسجلون التفاصيل الدقيقة بخصوص حياة النبي الشخصية ،، ولولا ذلك فإننا كنا سنجهل كثيراً من أمور الشريعة .
– والشريعة الإسلامية تسمح للزوج أن يباشر زوجته ويستمتع بها وهي حائض لكن بدون ( إيلاج ) يعني بدون إدخال قضيب الزوج في فرْج الزوجة ،، ولذلك يحق للزوج أن يفعل أي شيء للإستمتاع بزوجته وهي حائض إلّا الإيلاج ،، مع ملاحظة أن الشريعة الإسلامية تُحرّم على الزوج إدخال قضيبه في شَرَج الزوجة سواء كانت حائض أو غير حائض ،، ولقد كان النبي يباشر زوجاته أثناء الحيض مِن فوق الإزار ، يعني مِن فوق المَلابس ، حتى يضمن عدم الإيلاج ،، وإذا كان الزوج لا يملك إربه ، يعني لا يتحكم في نفسه ويخاف أن يتمادى في الجماع ويحدث إيلاج أثناء الحيض ، فساعتها يجب على هذا الزوج أن يتجنب زوجته وهي حائض ، حتى لا يقع في المحظور ،، بدليل أن السيدة عائشة قالت ( كَانَتْ إحْدَانَا إذَا كَانَتْ حَائِضًا، فأرَادَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُبَاشِرَهَا أمَرَهَا أنْ تَتَّزِرَ في فَوْرِ حَيْضَتِهَا، ثُمَّ يُبَاشِرُهَا، قالَتْ: وأَيُّكُمْ يَمْلِكُ إرْبَهُ، كما كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَمْلِكُ إرْبَهُ ) .
– وبالنسبة لإزالة النجاسة بعد التبول أو الغائط ، فإن النبي كان يُفضّل الإستنجاء باستخدام الماء ، لكن إذا كان هناك نقص في الماء ، فساعتها يمكننا استخدام الحجارة أو المناديل أو غيرها من الوسائل المتاحة ،، ونحن عرفنا ذلك من خلال الجمع بين أفعال وأقوال النبي في الظروف المختلفة ، حيث يقول أَنَس بن مالك ( كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَدْخُلُ الخَلاءَ فأحْمِلُ أنا، وغُلامٌ نَحْوِي، إداوَةً مِن ماءٍ، وعَنَزَةً فَيَسْتَنْجِي بالماءِ. ) والعَنَزَة هي العصا أو الرمح التى كان النبي يغرسها في الأرض أَمامه إذا صلى خارج المسجد حتى لا يعبر أحد من أَمامه أثناء الصلاة .
ويقول عبد الله بن مسعود ( أَتَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الغَائِطَ فأمَرَنِي أنْ آتِيَهُ بثَلَاثَةِ أحْجَارٍ، فَوَجَدْتُ حَجَرَيْنِ، والتَمَسْتُ الثَّالِثَ فَلَمْ أجِدْهُ، فأخَذْتُ رَوْثَةً فأتَيْتُهُ بهَا، فأخَذَ الحَجَرَيْنِ وأَلْقَى الرَّوْثَةَ وقالَ: هذا رِكْسٌ . )
يعني النبي لا يرفض الإستنجاء بالماء كما يزعم الأغبياء .
– وكان النبي لا يهتم أن يلبس ملابس جديدة ، لكنه كان يهتم أن يلبس ملابس نظيفة حتى لو كانت قديمة ،، وكانت رائحة النبي دائماً رائحة جميلة حتى لو لم يستخدم العُطور ، لأن رائحة عرَقه الشريف كانت أطيب مِن ريح المِسك ، ومع ذلك كان النبي يُحب استخدام العُطور بهدف تعليم المسلمين الإهتمام برائحة الجسم .
فقد قال النبي ( ثلاثٌ لا تُرَدُّ : الوسائدُ , والدُّهْنُ , واللبنُ ) وكلمة ( الدُّهْنُ ) معناها ( العُطور ) وليس ( الدُّهُون ) ،، وهذا الحديث ينصحنا ( مجرّد نصيحة ) بألّا نرفض تلك الهدايا ، يعني لو أنك كنت ضيفاً وقام صاحب البيت بوضع مخدة خلف ظَهرِك فلا تَرفُض ، ولو أعطاك بعض العُطور أو اللبن فلا ترفض .
– وهناك بعض الأشخاص ينتقدون ويعيبون على قيام النبي بمعاشرة زوجاته في ليلة واحدة ، مع أن هذا ليس عيباً ، بل هو ميزة تدل على أن الله يعطي للأنبياء قوة خاصة بهم ،، مع ملاحظة أن النبي كان يعاشر زوجاته ، يعني لم يَزنِي ،، وكان يعاشرهن في أماكن مستورة ،، كما أن نفس هؤلاء الأشخاص الأغبياء يتّهمون النبي بعدم النظافة ، لأنهم يُفسرون القرأن والأحاديث بطريقة خاطئة ، لأنهم أصلاً يفكرون بالمقلوب ، بدليل أن أحدهم مُلحد يُنكر وجود الله ويظن أن الكون خَلَقَ نَفسه بنفسه ،، وأحدهم يتّبع عقيدة ( التّثليث والتوليد ) ويظن أن إلهه يلد نفسه ولادة رُوحية ،، وأحدهم يعبد البقر
– انظر ⇐ [ الرّد على شُبهة آية ( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) ]
* ( ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي إلى المقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )