[ الرَّد على المجموعة الثانية من الشُّبهات ] ⇐ الرّد على شُبهة ولادة النبي بعد موت أَبيه بأربع سنوات :
* حوار بين شخص مسلم وبين شخص مُلحد :
* المُلحِد : رسولكم تمَّت ولادته بعد موت أبيه ( عبد الله ) بأربع سنوات ،، يعني هو ليس ابن أبيه .
* المسلم : هل عندك دليل على ذلك ؟
* المُلحِد : أنتم تقولون أن عبد المطلب وابنه عبد الله تَزوَّجا امرأتين في يوم واحد ، ثم تمت ولادة حمزة بن عبد المطلب ، وأنتم تقولون أن حمزة أكبر من محمد بأربع سنوات ، مع أن عبد الله مات بعد الزواج بشهور قليلة ، يعني المفروض يكون محمد وحمزة لهما نفس العمر ، طالما أن عبد الله مات مبكراً .
* المسلم : ما هو المصدر الذي أخذت منه معلومة زواج عبد المطلب وعبد الله في يوم واحد ؟
* المُلحِد : المصدر موجود عندكم في كُتب السيرة ، وهو كتاب ( الطبقات الكُبرى ) لابن سعد ، حيث يقول فيه ( حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ عَمَّتِهِ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ عَنْ أَبِيهَا قَالَ : وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالا: كَانَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلابٍ فِي حِجْرِ عَمِّهَا وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ. فَمَشَى إِلَيْهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بن هاشم ابن عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ بِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبِي رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –
فَخَطَبَ عَلَيْهِ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ فَزَوَّجَهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ . وَخَطَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ ابْنَتَهُ هَالَةَ بِنْتَ وُهَيْبٍ عَلَى نَفْسِهِ فَزَوَّجَهُ إِيَّاهَا.
فَكَانَ تَزَوُّجُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَتَزَوُّجُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ.
فَوَلَدَتْ هَالَةُ بِنْتُ وُهَيْبٍ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. فَكَانَ حَمْزَةُ عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِي النَّسَبِ وَأَخَاهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ. ) .
* المسلم : ابن سعد قال أن هذا الحديث رواه ( مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الأَسْلَمِيُّ ) ،، وهذا الواقدي يقول أخبار كاذبة كثيرة في وسط الأخبار الصحيحة ، ولذلك فإن علماء الحديث لا يعتبرون كلامه كله صحيح .
* المُلحِد : كيف تقول ذلك إذا كان الإمام الذهبي عندكم يقول عنه ( الواقدي، المديني، القاضي، صاحب التصانيف والمغازي، العلامة الإمام، أبو عبد الله ، أحد أوعية العلم ) ؟ !
* المسلم : أَكمِل الجُملة يا مخادع ، فإن الإمام الذهبي قال ( الواقدي، المديني، القاضي، صاحب التصانيف والمغازي، العلامة الإمام، أبو عبد الله، أحد أوعية العلم على ضَعْفه المتفق عليه . وُلد بعد العشرين ومئة. وطلب العلم عام بضعة وأربعين، وسمع من صغار التابعين، فمن بعدهم بالحجاز والشام وغير ذلك.
وجمع فأوعى وخَلَطَ الغَثَّ بالسَّمين، والخرَز بالدُّر الثمين، فاطَّرحوه لذلك، ومع هذا فلا يُستغنى عنه في المغازي وأيام الصحابة وأخبارهم واستقرّ الإجماع على وَهَن الواقدي. لا شيء للواقدي في الكتب الستة إلا حديث واحد عند ابن ماجَه ) ،، يعني الإمام الذهبي يقول أن العلماء استقروا على تضعيف روايات الواقدي لأنه يخلط الكذب بالصحيح ، لدرجة أن أعظم 6 علماء حديث في الإسلام لم يأخذوا من الواقدي إلا حديث واحد فقط .
بدليل أن البخاري قال ( ما عندي للواقدي حرف ، وما عرفت من حديثه ، فلا أَقنَعُ به ) .
وقال عنه الإمام مُسلم ( الواقدي متروك الحديث ) .
وقال عنه أحمد بن حنبل ( الواقدي كذاب ) .
والإمام النَّسائي اتَّهم الواقدي بأنه يضع الحديث من عنده ، يعني يخترعه من نفسه وينسبه للنبي .
وأبو داوود قال أنه يرفض كتابة روايات الواقدي .
وهذه مجرد أمثلة قليلة من أراء علماء الحديث الكبار بخصوص الواقدي .
* المُلحِد : طالما أن الواقدي كذاب ، فلماذا يقوم علماء السيرة مثل ابن سعد بتسجيل رواياته في كُتبهم ؟ !
* المسلم : يجب أن تعرف الفرق بين علماء السيرة وعلماء التفسير وبين علماء الحديث ،، فإن علماء التفسير وعلماء السيرة وظيفتهم تسجيل كل القصص والروايات التي يتناقلها الناس ( سواء كانت روايات صحيحة أو كاذبة ) بدون أن يحذفوا أي شيء من تلك القصص والروايات ، وهذا يدل على الأمانة العلمية ، حتى لا يقال أن الإسلام يحتوي على أسرار مثل بقية الأديان الأخرى .
ولو قام علماء التفسير وعلماء السيرة بحذف بعض الروايات ، فربما يحذفون بعض الروايات الصحيحة بدون قصد ، وهذا قد يؤدي إلى نقص في معرفة حقيقة الإسلام ، ونحن نريد معرفة حقيقة الإسلام بدون زيادة أو نقصان ،، ولذلك يقوم علماء التفسير وعلماء السيرة بتسجيل كل الروايات لكي يمنعوا النقص في معرفة تاريخ الإسلام ،، ثم بعد ذلك يقوم علماء الحديث باستبعاد الروايات الضعيفة والموضوعة لكي يمنعوا الزيادات الكاذبة في تاريخ الإسلام ،، وبذلك نضمن أن نعرف حقيقة الإسلام بلا زيادة أو نقصان .
* المُلحِد : علماء الحديث عندكم يُكذّبون روايات الواقدي لأن الواقدي يكشف حقيقة رسولكم .
* المسلم : الواقدي هو الذي يُكذّب نفسه بنفسه ، وفي نفس الكتاب ( الطبقات الكبرى ) ، حيث يقول الواقدي أن حمزة تمت ولادته قبل حادثة حفر بئر زمزم وفداء عبد الله بمائة ناقة بعد أن نذر عبد المطلب ذبح أحد أولاده لَمّا اكتمل عددهم 10 أولاد ، ومعروف أن عبد الله تزوج بعد هذه الحادثة ، يعني بعد ولادة حمزة أصلاً ،، وهذا هو نص الرواية ( أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي : أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب عن بن عباس ،، قال الواقدي وحدثنا أبو بكر بن أبي سبرة عن شيبة بن نصاح عن الأعرج عن محمد بن ربيعة بن الحارث وغيرهم قالوا لما رأى عبد المطلب قِلّة أعوانه في حفر زمزم وإنما كان يَحفر وحده وابنه الحارث هو بِكْرُه ، نذَر لئن أكمل الله له عشرة ذكور حتى يراهم أن يذبح أحدهم فلما تكاملوا عشرة فيهم الحارث والزبير وأبو طالب وعبد الله وحمزة وأبو لهب والغيداق والمُقوّم وضِرار والعباس جمَعهم ثم أخبَرهم بنذره ودعاهم إلى الوفاء لله به فما اختلف عليه منهم أحد وقالوا أَوْف بنذرك وأفعل ما شئت ) .
* المُلحِد : ربما يكون عبد الله قد تزوج قبل هذه الحادثة .
* المسلم : هذا يعني أنه عاش بعد الزواج فترة طويلة إلى أن تمت ولادة حمزة وحادثة النذر ، وهذا يتناقض مع كلامك السابق ، فأنت معترف بأن عبد الله توفى بعد زواجه بشهور قليلة .
وبالنسة لسيدنا حمزة فهو عَمُّ النبي – صلّى الله عليه وسلم – وأيضاً أخوه من الرضاعة ، وقد أرضعَتهما نفس المُرضعة لكن ليس في نفس الوقت ، بل في زمانين مختلفين .
* المُلحِد : على العموم هناك رواية أخرى تثبت أن أم رسولكم قد حملت قَبله ، ولم يكن هو أول حَمْل لها ، مع أنها لم تتزوج غير عبد الله ، حيث تقول ( ما رأيت مِن حَمل هو أَخَفّ مِنه ) ،، يعني هي تقارنه بالمرات السابقة لها في الحمل .
* المسلم : هذا لا يستلزم أن تكون السيدة ( آمِنة ) قد حملت قبل ذلك ، وسوف أعطيك مثال : عندما تذهب الزوجة الحامل إلى مستشفى الولادة في أول ولادة لها وهي خائفة من آلام الولادة بسبب ما رأته قبل ذلك عند بقية النساء اللاتي كُنّ يتألّمْن أثناء الولادة ،، وعندما يقوم طبيب التوليد بتوليد هذه الزوجة بطريقة جيدة وبأقل ألم ،، فإن تلك الزوجة سوف تندهش وتقول ( أنا لم أرى في حياتي ولادة أسهل من هذه الولادة ) ،، وهي بذلك تقارن نفسها مع بقية النساء ، لكن لا تقارن نفسها بولادتها السابقة ، لأنها لم تلد أصلاً قبل ذلك .
* المُلحِد : لكن هناك احتمال أن تكون أم رسولكم تقصد حملها هي نفسها في مرّات سابقة ، فمن أين عرفت أنها تقصد المقارنة مع حمل بقية النساء ؟ !
* المسلم : السيدة ( آمِنة ) نفسها هي التي أخبرتنا عن قصدها ، حيث تقول في إحدى الروايات ( مَا شَعَرْتُ أَنِّي حَمَلْتُ بِهِ. وَلا وَجَدْتُ لَهُ ثُقْلَةً كَمَا تَجِدُ النِّسَاءُ ) .
* المُلحِد : أنت تصدق الروايات التي تكون على مزاجك ، لكنك ترفض تصديق روايات الواقدي لأنها ليست على مزاجك .
* المسلم : هذه الرواية رواها الواقدي نفسه ، وهي مذكورة في نفس الكتاب ( الطبقات الكبرى ) لابن سعد ،، فمن فينا يذكر الروايات التي على مزاجه فقط ، أنا أم أنت ؟ ! !
وعلى العموم لو كان النبي غير شريف النسب كما تزعم ، فإن كفار قريش كانوا سيستغلون ذلك ضد النبي ، لكنهم لم يفعلوا ، لأنهم يعلمون أن النبي له نسب شريف ،، وأعتقد أن كفار قريش يعرفون تفاصيل ولادة النبي أكثر منك .
* المُلحِد : فقهاء الإسلام اعتبروا أن مدة الحمل قد تطول إلى أكثر من 9 شهور ، وذلك لِكي يجدوا تبرير لولادة رسولكم بعد موت أبيه بأربع سنوات .
* المسلم : أنا بالفعل قد أَثبَتُّ لك أن هذه شُبهة كاذبة ، وأن النبي لم يولد بعد موت أبيه بأربع سنوات كما تزعم ،، وبالنسبة لكلام الفقهاء بخصوص مدة الحمل فهو ليس له أي علاقة بمولد النبي صلّى الله عليه وسلم ،، انظر ⇐ [ الرّد على الأشخاص الذين يُخطِئون في تفسير كلام الفقهاء بخصوص مُدّة الحَمْل في الإسلام ]
* المُلحِد : على العموم أنت استطعت أن ترد على هذه الشبهة ، لكن هذا لا يعني أن الإسلام خالي من الشبهات ، فإن الإسلام فيه شُبهات أخرى كثيرة ، وهذا يدل على أن دينكم مليئ بالعيوب .
* المسلم : كثرة الشبهات لا تدل على عيوب في الإسلام ، بل تدل على كثرة الحمقي الذين يفكرون بالمقلوب ،، بدليل أن أحدهم مُلحد يُنكر وجود الله ويظن أن الكون خلق نفسه بنفسه ،، وأحدهم يتّبع عقيدة ( التّثليث والتوليد ) ويظن أن إلهه يلد نفسه ولادة رُوحية ،، وأحدهم يعبُد البقر
* ( ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي إلى المقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )