[ سِلسلة الأدلّة العقلية والعِلمية التي تُثبت وجود الله سبحانه وتعالى ] ⇐ الرّد على من يصِفُون أفعال الله بأنها عَبَثْ ،، وإثبات أن الله رحيم حتى لو عذّب المخلوق :
– العَبَث يحدث عندما تبذُل مجهود بدون فائدة .
– الله يستطيع أن ينفذ إرادته بدون أن يبذل أيّ مجهود ،، ولذلك لا يصح أن تَصِف أفعاله بالعبث .
* سؤال : لماذا خلَق الله الإنسان ؟
* الجواب يكون بسؤال مضاد : ولماذا لا يَخلق الله الإنسان ؟
* سؤال : ماذا يكسب الله عندما يَخلق الإنسان ؟
* الجواب يكون بسؤال مضاد : وماذا يَخسر الله عندما يَخلق الإنسان ؟
– الله لا يكسب شيئاً ولا يخسر شيئاً عندما يَخلق الإنسان .
– الله خلق الإنسان لأن الله أراد أن يخلق الإنسان .
* سؤال : لماذا أراد الله أن يخلق الإنسان ؟
* الجواب يكون بسؤال مضاد : ولماذا يَمتنع الله عن إرادة ذلك ؟
– الله أراد أن يخلق الإنسان لأن الله عنده إرادة .
– الله عنده إرادة لأنه إله .
– الإرادة المُطلَقة هي صفة من صفات الكمال عند الله ، ولا يصح أن تُقيّد إرادة الله ،، يعني إذا أراد الله فِعل شيء مُعيّن فلا يصح أن تعترض على هذا الشيء ، وإذا أراد الله عدم فِعل شيء مُعيّن فلا يصح أن تطالبه بفِعل هذا الشيء .
– إرادة الله تشمل فِعْل ( الخَلْق ) و فِعْل ( عدم الخَلْق ) ، وأفعال الإله لا تُعلَّل ، لأنه يفعلها عن ( إرادة ) لا عن ( حاجَة ) .
– أفعال الله سببها الإرادة المُطلَقة ، بينما أفعال الإنسان سببها الحاجَة والعاطفة .
– الله يُحِب إذا أراد أن يحب ،، بينما الإنسان يحب بدون إرادة ( يعني الأم تحب ابنها بدون إرادتها ) .
* سؤال : إذا كان الله رحيم ، فلماذا يعذب المخلوق ؟
* الجواب : لو افترضنا أن هناك شخص قَضَى طول حياته ساجداً لله ، ثم بعد ذلك أَدخَله الله جهنم ، فإن ذلك لا يَنفِي عن الله صِفة الرحمة ،، ولذلك يجب على هذا الشخص أن يحمد الله ، لأن الله لم يخلق عذاب أَشَدّ من جهنم ، مع أن الله قادر على ذلك ، ولو أراد أن يُدخله عذاب أشد من جهنم ، فلن يمنعه أحد .
* سؤال : أليس ذلك يُعتبَر ظلم لهذا الشخص الذى سجد لله ، ومع ذلك قام الله بتعذيبه ؟
* الجواب : الظلم هو أن تمنع وصول الحق لصاحبه ،، و ( الله ) له كل الحق في المخلوق ، والمخلوق له حق في نفسه أمام بقية المخلوقات ، لكن ليس له حق في نفسه أمام الله ،، فإن الله يملك المخلوق بالكامل ، والمخلوق لا يملك نفسه أمام الله ،، ومن حكم في ما له فما ظَلَم .
يعني مهما فَعَل الله في المخلوق ، فلا يُعتبر ظُلم من الله .
– المخلوق يتعرض للظلم من مخلوق آخر ، لكن لا يتعرض للظلم من الله .
– المخلوقون يظلمون بعضهم ،، وهذا الظلم مخلوق بواسطة الله ، وهذا لا يعني أن الله ظالم ، بل يعني أن المخلوقين هم الظالمون ،، ونحن نعرف أن الظلم يحدث بين الناس ، ونعرف أنه لا يمكن حدوث شيء في الكون بدون إرادة الله .
* سؤال : هل تعني أن هناك احتمال أن ندخل جهنم مع أننا نعبد الله ؟
* الجواب : الله وعدنا أن المؤمنين سيدخلون الجنة ، والله يستحق أن نُصدّقه بنسبة مائة بالمائة ،، يعني لو أنك تَشُك في وعد الله ، فهذا يعني أنك تُسِيء الظن بالله ، وتَتّهم الله بأنه يكذب ، وهذا لا يليق في حق الله سبحانه وتعالى .
* سؤال : الله قادر على أن يجعل جميع الناس يعيشون في نعيم ، فلماذا لا يفعل ذلك ؟
* الجواب : ليس واجب على الله أن يجعل كل الناس تعيش في نعيم .
وأنت ترفض أن تتعذب لأن هذا ضرر عليك ،، لكن تعذيبك لا يضر الله ، فلماذا يتوَجّب على الله أن يمتنع عن تعذيبك ! !
– لذلك إذا أردنا أن نعيش في نعيم ، فليس أمامنا إلا حل واحد فقط ، وهو أن نُعلن خضوعنا الكامل لإرادة الله ، ولا نعترض أبداً على أفعاله ،، وفي نفس الوقت نطلب من الله أن يرفع عنا العذاب ، ولا نيأس من رحمته أبداً ، بل يجب أن نُحسِن الظن به ، لأن الله يستحق أن نُحسن الظن به ، بدليل أنه لم يجعلنا في وضْع أسوَء من وضْعنا الحالي ، مع أنه قادر على ذلك ولن يحاسبه أحد ،، لكن الشخص الذي ييأس من رحمة الله ويُسِيء الظن بالله ، فهذا الشخص يتّهم ربنا بأنه غير رحيم ،، ولذلك فإن اليأس كُفْر ، والقرأن يقول ( إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) ،، والشخص الذي يَأمَن عذاب الله ولا يخاف منه ، فهذا الشخص يَدّعِي عِلم الغيب ، ويتّهم ربنا بأنه غير قادر على تعذيبنا ،، وهذا أيضاً يُعتبر كُفْر بالله .
– لذلك يجب على المؤمن أن يكون دائماً بين الخوف والرجاء ،، يعني يخاف الله وفي نفس الوقت يرجو رحمته .
انظر مقالة [ إثبات أن صِفة ( الكلام ) عند الله قائمةٌ بذاته بدون الحاجة لوجود أحد معه سبحانه وتعالى ]
ومقالة [ الإجابة عن سؤال : هل الإنسان مُسيَّر أم مُخيَّر ؟ ]
( * ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي للمقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )