[ المجموعة الأولى من المفاهيم الخاطئة : ] ⇐ مفهوم خاطيء بخصوص الغِناء والمعازف :
* المفهوم الخاطيء : الأغاني حلال فقط في الأفراح والأعياد .
* الصّواب : الأغاني حلال في الأفراح والأعياد وأثناء العمل والشعور بالتعب الجسدي والنفسي .
** الدليل : السلف الصالح يسمحون بالأغاني في أوقات أخرى غير الأفراح والأعياد ، لكن السلفيون يسمحون بالأغاني فقط في الأفراح والأعياد ،، يعني السلفيون يخالفون السلف الصالح ،، والحوار الآتي هو حوار بيني وبين شخص سلفي بخصوص الأغاني والمعازف :
* سلفي : الأغاني حلال فقط في الأفراح والأعياد ، ومسموح فقط باستخدام ( الدُّف ) ، أما المعازف فهي حرام لأنها مزمور الشيطان ، بدليل أن النبي – صلّي الله عليه وسلّم – يقول ( لَيَكونَنَّ مِن أُمَّتي أقْوامٌ يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ والحَرِيرَ، والخَمْرَ والمَعازِفَ ) .
* أنا : لكن الدُّف أيضاً من المعازف ، بدليل أن سيدنا أبا بكر سماه ( مزمور الشيطان ) ،، وذلك عندما دخل أبو بكر إلي بيت النبي فوجد السيدة عائشة وبجوارها جاريتان تُغنّيان وتضربان بالدُّف ، فقال أبو بكر : ( أمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ في بَيْتِ رَسولِ اللَّهِ ؟ ! ) وطبعاً النبي – صلّي الله عليه وسلّم – هو الذي أخبر أبا بكر أن الدُّف مزمور الشيطان ، لأن أبا بكر لا يخترع من نفسه .
وهذا يعني أن الدُّف هو من المعازف ، ولذلك فإن كل آلات المعازف لها نفس حُكْم الدُّف .
* سلفي : لكن النبي – صلّي الله عليه وسلّم – سمح للجاريتين باستخدام الدُّف ، بدليل أنه قال ( دَعهُما يا أبَا بَكْرٍ، إنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وهذا عِيدُنَا ) .
* أنا : معنى ذلك أن النبي – صلّي الله عليه وسلّم – أخبر أبا بكر أن هناك حالات استثنائية للحُكم السابق بخصوص المعازف ، وهذه الحالات تكون فيها المعازف حلال ، مثل الغناء في أيام العيد .
وهذا يعني أن النبي ينهَي عن الإستخدام السّيّئ للمعازف عندما قال ( لَيَكونَنَّ مِن أُمَّتي أقْوامٌ يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ والحَرِيرَ، والخَمْرَ والمَعازِفَ ) ،، لكنه لا ينهى عن الإستخدام الحَسن للمعازف .
* سلفي : الحديث قال كلمة ( والمَعازِفَ ) وهذا يعني أنه يقصد كل استخدامات المعازف ، بدون أن يقول أن هناك استخدام حسن واستخدام سيئ للمعازف ، فمن أين عرفت أن هناك استخدام حسن للمعازف ؟
* أنا : من بَقيّة كلام وأفعال النبي – صلّي الله عليه وسلّم – ،، فكَما أن آيات القرأن يُفسّر بعضُها بعضاً ، فإن الأحاديث النبوية الصحيحة يُفسّر بعضها بعضاً ، وكذلك فإن الأحاديث النبوية تُفسّر القرأن .
والقرأن يقول ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ) ونحن عرفنا أن الآية لا تقصد كل أنواع الّلهْو ، بل تقصد فقط الّلهْو السّيئ ، مع أن تلك الآية لم تذكر أن هناك ( لَهْو ) سيئ و ( لَهْو ) حسن ،، ولكننا عرفنا أن هناك ( لَهْو ) سيّئ و ( لَهْو ) حَسن ، وذلك من كلام النبي صلّي الله عليه وسلّم ،، فعندما تزوج رجلٌ من الأنصار ، قال النبي ( يا عائِشَةُ ، ما كانَ معكُمْ لَهْوٌ ؟ فإنَّ الأنْصارَ يُعْجِبُهُمُ اللَّهْوُ ) ، يعني النبي يسمح باللّهْو الحَسن ،، وهذا دليل على أن هناك ( لَهْو ) سيّئ و ( لَهْو ) حَسن .
ولذلك عندما ترى القرأن والنبي والصحابة والأئمة الأربعة ينهوْن عن اللْهْو ، فاعلم أنهم يقصدون اللّهْو السيئ فقط .
* سلفي : وما هو الفرق بين اللّهْو السيئ واللّهْو الحسن ؟
* أنا : الفرق يعتمد على طريقة وغرض اللّهْو .
فإن النبي – صلّي الله عليه وسلّم – عندما يُسافر كان يسمح لشخص اسمه ( أنْجَشَة ) بأن يُغنّي أثناء سير القافلة ، وذلك لكي يُزيل عن الإبل الشعور بالتّعب ، فتُسرع الإبل في المشي ، وعندما كانت الإبل تمشي بسرعات كبيرة ، كان النبي يطلب منه أن يُقلّل من الغناء رِفقاً بنساء القافلة ويقول له ( ارْفُقْ يا أنْجَشَةُ ، ويْحَكَ بالقَوَارِيرِ ) ، والقارورة هي الزجاجة ، والنبي شبّه المرأة بالزجاجة سهلة الكسر .
يعني النبي طلب من ( أنجشة ) تقليل الغناء ، لكن لم ينهاه عن الغناء ،، وطبعاً هذا الغناء كان يسمعه كل من الناس والإبل الموجودون في القافلة .
يعني الغناء في هذه الحالة أصبح له فائدة ، ولذلك أصبح ( لهْو ) حسن .
ولذلك لو أن سماع الغناء والمعازف يُحسّن الحالة النفسية ويساعد الشخص على تحمل المذاكرة والعمل الشاق فهو حلال .
لكن لو كان الغناء يتم بطريقة فاحشة ، فساعتها يكون الغناء حرام .
– كما أن الغناء قد يكون حلال إذا صدر من شخص مُعيّن ، ويكون نفس الغناء حرام إذا صدر من شخص أخر .
يعني مثلاً إذا حضر إمام المسجد أحد الأفراح ، فلا يليق به أن يقوم هو بالغناء ، بل يجب أن يجلس في الفرح في وَقار ، ويستمع لغناء الأخرين بدون أن يتخلى عن وقاره ، طالما لا يكون الغناء فاحشاً .
يعني في هذه الحالة لو صدر الغناء من إمام المسجد يصبح حرام ، ولكن لو صدر من شخص أخر يصبح حلال .
* ( ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي إلى المقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )