[ المجموعة الثانية من المفاهيم الخاطئة : ] ⇐ مفهوم خاطيء بخصوص رؤية النبي في المنام ، وحديث ( ومَن رَآنِي في المَنامِ فقَدْ رَآنِي ؛ فإنَّ الشَّيْطانَ لا يَتَمَثَّلُ في صُورَتِي، ) :
* المفهوم الخاطيء : يمكننا رؤية النبي وشكله مختلف عن أوصاف كُتب السيرة .
* الصّواب : النبي يأتي في المنام بنفس الأوصاف المكتوبة في كُتب السيرة .
* الدليل :
الأنبياء هُم أفضل المخلوقات ،، وسيدنا محمد – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – هو أفضل الأنبياء ،، ولذلك فإن الله أعطاه ميزة خاصة به ، وهي أن الشيطان لا يستطيع التشكل في هيئة النبي ،، لكن الشيطان يستطيع التشكل في هيئة باقي الناس ، حتى الصحابة ،، يعني برغم أن سيدنا أبا بكر هو أفضل شخص بعد الأنبياء ، ولكن مع ذلك فإن الشيطان يستطيع أن يتشكل في صورة سيدنا أبي بكر .
و لِكَي يتمثل الشيطان في صورة شخص مُعيّن ، فلابد أن يتشكل الشيطان على نفس شكل ذلك الشخص بالضبط ،، لكن إذا تشكل الشيطان في صورة مختلفة عن هيئة ذلك الشخص ، فساعتها لا يصح أن نقول أن الشيطان قد تَمَثَّل به .
ونلاحظ أن علماء السيرة والحديث قد أخبرونا بالصفات الجسدية للنبي وأبي بكر .
يعني مثلاً مِن ضمن أوصاف النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنه كان متوسط الطول ( ليس طويل وليس قصير ) ، وكان لونه أبيض شديد البَياض ، لكن ليس فاقِع البَياض ، يعني لم يكن بَياضه شاحِب ، بل كان لونه أبيض مع لون أحمر بسيط ( بياض مُشرب بِحُمرة ) ، وكان شَعر رأسه أسوَد مُتموّج ، يعني ليس ناعم ( ليس سايح ) ، وليس خشن وليس متجعّد ،، وبالنسبة لبقية أوصاف جسده الشريف فهي مذكورة بالتفصيل في كُتب السيرة .
وبالنسبة لسيدنا أبي بكر فقد كان نحيفاً وجبهته بارزة وعيناه غائرتين .
* النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول ( ومَن رَآنِي في المَنامِ فقَدْ رَآنِي ؛ فإنَّ الشَّيْطانَ لا يَتَمَثَّلُ في صُورَتِي ، ) ،، ولذلك سوف أشرح بعض الحالات التالية :
1- لو أنك رأيت في المنام شخصاً له صفات أبي بكر ( نحيفاً وجبهته بارزة وعيناه غائرتين ) ، ثم وقع في خاطرك وتفكيرك أن هذا الشخص هو أبو بكر ، فهناك احتمال أن يكون فعلاً أبو بكر ، لكن هناك احتمال آخَر أن يكون هذا هو شيطان متمثل في صورة أبي بكر ، لأن هذه الأوصاف هي فعلاً من صفات أبي بكر .
2- لو أنك رأيت في المنام شخصاً قصيراً ولونه أسوَد ، ثم وقع في خاطرك وتفكيرك أن هذا الشخص هو النبي ، فاعلم أن هذا الشخص ليس هو النبي ، بل هو شيطان متمثل في صورة أخرى غير صورة النبي ، لأن هذه الأوصاف ليست مِن صفات النبي أصلاً .
3- لو أنك رأيت في المنام شخصاً له صفات النبي ( متوسط الطول ولونه أبيض مُشرب بِحُمره ) ، ثم وقع في خاطرك وتفكيرك أن هذا الشخص هو النبي ، فاعلم أن هذا الشخص هو النبي فِعلاً ، ومستحيل أن يكون شيطان ، لأن الشيطان لا يستطيع أن يتمثل في صورة النبي .
** يعني باختصار ، إذا رأيت في المنام شخصاً ، ثم وقع في خاطرك وتفكيرك أن هذا الشخص هو النبي ، فيجب عليك أن تُقارن بين أوصاف هذا الشخص وبين أوصاف النبي المكتوبة في كتب السيرة ، ولو كانت تلك الأوصاف متطابقة فاعلم أنك رأيت النبي فِعلاً ، لكن إذا كانت مختلفة فاعلم أن ذلك هو شيطان غير متمثل في صورة النبي أصلاً .
* ( ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي إلى المقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )