[ الرَّد على المجموعة الثانية من الشُّبهات ] ⇐ الرّد على الأشخاص الذين ينتقدون الشيخ الشعراوي عندما سجد لله شُكراً بعد نَكْسة 1967 :
– الشيخ الشعراوي سجَد لله سجدة شُكر عندما حدثت هزيمة الجيش المصري في الحرب ضد إسرائيل في 5 يونيو عام 1967 ميلادية ،، وهذا لا يعني أن الشيخ الشعراوي يكره الجيش المصري ، بل يعني أن الشيخ الشعراوي يكره العلمانية والإلحاد ،، وسوف أشرح ذلك بالتفصيل ، ولكن بعد أن أشرح موقف النبي صلّى الله عليه وسلّم عندما حدثت هزيمة للمسلمين في غزوة أُحُد :
* النبي صلّى الله عليه وسلّم أعطى أوامره للرُّماة الذين يحملون السهام بأن يصعدوا فوق الجبل لِكي يقوموا بحماية ظهور المسلمين إذا حاول الكفار مهاجمة المسلمين من الخلف ،، و النبي أعطى أوامر مشددة للرماة بأن يبقوا فوق الجبل ولا ينزلوا منه أبداً ، سواء انتصر المسلمون أو انهزموا ، فقال لهم ( إن رأيتُمونا تَخطفُنا الطَّيرُ، فلا تبرَحوا من مَكانِكُم هذا حتَّى أُرْسِلَ لَكُم ، وإن رأيتُمونا هزَمنا القومَ وأوطَأناهُم فلا تبرَحوا حتَّى أُرْسِلَ إليكُم . ) يعني ( ابقوا فوق الجبل ، وحتى لو حدثت لنا هزيمة فلا تساعدونا ) ،، وفي بداية المعركة انتصر المسلمون على الكفار ، فنزل الرُّماة من الجبل لِكي يحصلوا على الغنائم مع باقي جيش المسلمين ،، فقام الكفار باستغلال الفرصة وهاجموا جيش المسلمين من الخلف ، وانتصروا على المسلمين ، وفي هذه المعركة تم استشهاد سيدنا حمزة عم النبي .
ولذلك حزن النبي حُزناً شديداً ، لكن مع ذلك فإن النبي بعد المعركة مباشرة قال للمسلمين ( استَوُوا حتى أُثنِيَ على ربي عزّ و جلَّ : اللهم لك الحمدُ كلُّه ، ….. ) يعني النبي طلب من المسلمين أن يقفوا في الصفوف وراءه لِكي يشكر الله عزّ و جلّ ،، لأن المسلمين لو انتصروا في هذه المعركة بعد أن خالفوا أوامر النبي ، فإنهم سوف يقولون ( لقد خالفنا أوامر النبي وانتصرنا ، فلا داعي بأن نطيع أوامره بعد ذلك ) ،، وطبعاً هذا يؤدي إلى ضياع الإسلام ،، لكن الهزيمة جعلتهم يتعلمون الدرس ، ويطيعون أوامر النبي بعد ذلك ،، يعني في غزوة أُحُد : هُزِم المسلمون وانتصَر الإسلام .
وهذا يدل على أن ( هزيمة المسلمين مع انتصار الإسلام ) هي أفضل من ( انتصار المسلمين مع ضياع الإسلام ) ،، لأن ( انتصار المسلمين مع ضياع الإسلام ) سوف يؤدي إلى مكاسب قصيرة ثم خسائر كثيرة بعد ذلك ،، لكن ( هزيمة المسلمين مع انتصار الإسلام ) سوف تؤدي إلى خسائر قصيرة ثم مكاسب كثيرة بعد ذلك .
يعني النبي شَكَر ربه على الهزيمة لأن النبي يحب الإسلام ، وليس لأنه يكره المسلمين .
* والآن نتكلم عن حال مصر قبل عام 1967 ، حيث كانت الشيوعية الإلحادية وكانت العلمانية منتشرة بكثرة في المجتمع المصري ، وكانوا يقولون أن الجيش المصري القوي سوف ينتصر بدون أن يحتاج التوفيق من الله ، لأنهم لا يعترفون أصلاً بشرع الله .
يعنى لو انتصرت مصر في هذه الحرب ، فإنها كانت ستخضع للشيوعيين والعلمانيين إلى الأبد ، مع ضياع الإسلام بالكامل .
لكن حدثت الهزيمة للجيش المصري ، ثم بعد ذلك لجأ المصريون إلى الله ، وبدأت قيادة الجيش تستعين بالفقهاء لِكي يذهب الفقهاء إلى الجبهة ويشجعوا الجنود على الجهاد في سبيل الله ، وأراد الجيش أن يأخذ البركة من غزوة بدر ، لذلك قرروا إطلاق اسم ( بدر ) على عملية حرب أكتوبر 1973 ، وكان شعار الجنود في حرب أكتوبر ( الله أكبر ) ،، ولذلك انتصرت مصر في تلك الحرب بعد أن دَمّرَت خط بارليف الإسرائيلي .
يعني الله أراد لنا أن نتعلم الدرس ( مثلما حدث في غزوة أُحُد ) لِكي نعرف أن النصر يأتي مع الأخذ بالأسباب ثم التوكل على الله سبحانه وتعالى .
وهذا يدل على أن الشيخ الشعرواي كان حزيناً على هزيمة الجيش المصري ، وفي نفس الوقت كان سعيداً لأن الهزيمة حدثت عن طريق الشيوعية ،، يعني الشيخ الشعرواي لم يكن يكره الجيش المصري ، بل كان يريد انتصار الجيش المصري مع انتصار الإسلام ، تماماً مِثلما فعَل النبي صلّى عليه وسلّم .
– ولذلك بعد حرب أكتوبر عرفَت مصر قيمة الإسلام ، واستمعَ المصريون لكلام الشيخ الشعراوي وهو يفسر القرأن بأسلوب بسيط ، ويرد على شُبهات أهل الشر من الملحدين والعلمانيين وأصحاب عقيدة ( التثليث والتوليد ) .
ولهذا فإن أهل الشر مازالوا يكرهون الشيخ الشعراوي حتى اليوم .
– انظر ⇐ [ الرّد على الأشخاص الذين يَزعُمون أنّ الشيخ الشعراوي يرفض علاج المريض ]
* ( ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي إلى المقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )