[ الرَّد على المجموعة الثانية من الشُّبهات ] ⇐ الرّد على من يزعم بأن النبي قد أَذنَبَ في آية ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ) :
** إذا أنت وصفت الحلال بأنه ( حرام شرعاً ) ، فأنت تكون مخالف للشريعة ومُذنِب ،،، لكن إذا أنت وصفت الحلال بأنه ( حرام ) وكنت تقصد بذلك ( الحِرمان ) ، فساعتها أنت لا تكون مخالف للشريعة ولا مُذنِب ،،، مثال :
– الخمر حرام من الناحية الشرعية ، يعني من يشربها سوف يأخذ سيئات .
– التّفّاح حلال ، ولو أنا قلت ( التّفّاح حرام من الناحية الشرعية ومن يأكله سيأخذ سيئات ) فساعتها أنا أُعطِي للتفاح نفس حُكم الخمر ، وبذلك أنا أكُون مُذنب لأنني خالَفتُ الشريعة التي تسمح بأكل التفاح .
– لكن لو أنا قلت ( التفاح حلال ، وإذا أنا أكلْته فلن آخُذ سيئات ، ومع ذلك هو حرام بالنسبة لي ) فساعتها أنا لا أُعطِي للتفاح نفس حُكم الخمر ، بل أنا أقصد أن أَمتنِع عن التفاح ، وأن أَحرِم نفسي منه ، ولا أقصد أنه حرام من الناحية الشرعية ،، بل أقصد الحِرمان منه ،، يعني أنا لم أُخالف الشريعة ، ولذلك لا أكُون مُذنِب ،، فكل شخص من حقه أن يمتنع عن الحلال ، لكن ليس من حقه أن يأكل الحرام .
** والآن نتكلم عن سبب نزول تلك الآية الكريمة :
– السيدة ( مارية القبطية ) كانت من أهل مصر ، وكانت نصرانية ، ثم أسلَمَت وأصبحَت مملوكة للنبي صلّى الله عليه وسلّم ، يعني مِلْك يمينه ، ومن حقه أن يعاشرها معاشرة الأزواج ، ولذلك أعطاها النبي حُجرة خاصة بها ، مثل الحُجرات التي أعطاها لبقية زوجاته .
– ذات يوم قام النبي بمعاشرة السيدة مارية في حُجرة زوجة أخرى من زوجاته ، وهي حجرة السيدة حفصة ، ولذلك فإن السيدة حفصة قد شعرَت بالغيرة الشديدة ، فأراد النبي أن يَجبُر بخاطر السيدة حفصة ، وقال لها أنه سوف يَحرِم نفسه من السيدة مارية ، يعني سوف يمتنع عن معاشرتها نهائياً .
– النبي معترف بأنه لن يأخذ سيئة إذا عاشر السيدة مارية ، يعني هو معترف بأن معاشرتها حلال وليس ( زِنا ) ، لكنه قال أنها حرام عليه ، ويقصد بذلك أن يكون محروماً منها ، لكن لم يقصد أنها حرام من الناحية الشرعية ،، يعني النبي لم يخالف الشريعة ، ولذلك لم يُذنب .
– الله سبحانه وتعالى لا يريد أن يكون النبي محروماً من الحلال ،، لأن الله يُحب النبي أكثر من حُب النبي لنفسه ،، ولذلك فإن الله يقول ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ،، يعني الله قد غفر للنبي ، وهذا لا يعني أن النبي قد فعل معصية ، بل هذا كِناية عن حُب الله للنبي عن طريق التشديد على النبي بِعدم حِرمان نَفسه من الحلال مرة أخرى .
– ويجب أن نلاحظ أن جميع الأنبياء معصومون من المعاصي ، ولمزيد من التوضيح انظر ⇐ [ الرّد على شُبهة مَعصية سيدنا أدم ، وعِصمة الأنبياء من الذنوب ، وزواج أولاد حوّاء من أخواتهم ]
* ( ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي إلى المقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )