[ سِلسلة الأدلّة العقلية والعِلمية التي تُثبت وجود الله سبحانه وتعالى ] ⇐ إثبات أن خالق الكون له قوة غير محدودة :
– القوة المحدودة إذا حدث بسببها تأثير مُعيَّن ، فإن هذه القوة سوف تنقص ، ونحن عرفنا ذلك عن طريق العقل والمنطق ، وكذلك عن طريق المشاهدات لكل الأشياء مِن حوْلنا ،، يعني مثلاً البنزين في السيارة له قوة محدودة ، ويستطيع أن يحرك السيارة لمسافة محدودة ، وإذا تحركت السيارة لمسافة معينة باستخدام البنزين ، فإن هذا بالتأكيد يعني أن البنزين قوته نقصت عن السابق ،، وأيضاً الشمس تَفْقد أربعة ملايين طن كُلّ ثانية مِن كُتلتها لِكَي تُسبب أشعة وحرارة ، يعني قوة الشمس تتناقص بسبب إحداث الأشعة والحرارة ،، لكن هناك بعض الملحدين وصَل بهم الغباء لدرجة أنهم يعترضون على ذلك ، ويزعمون أن القوة المحدودة تبقي كما هي حتى لو سبّبَت تأثير معين ،، مع ملاحظة أن هؤلاء الأغبياء يعجزون عن تقديم ولو دليل واحد يثبت كلامهم .
– لو كان خالق الكون قوته محدودة ، فهذا يعني أن قوته قد تناقصت بعد أن خلَق الكون ، ونحن نعرف أن الشيء الذي يتناقص هو شيء متغير ،، ولقد أثبتنا في مقالة سابقة أن كل متغير فهو حادث ، وأن الله ليس حادث ، بل هو قديم ، يعني موجود بلا بداية ، انظر ⇐ [ إثبات أن الكوْن له بداية محدَّدة ، ولم يكن له وجود قبل تلك البداية ] .
– طالما أن الله ليس له بداية ، فهذا يعني أنه دائم الوجود ، ولا يتغير ، يعني له قوة غير متغيرة ، يعني له قوة غير محدودة .
– و ( الله ) لم يَستهلك جزء مِن قُوّته عندما خلَق الإنسان ، لأن قوة الله لا تتجزأ ، فهي قوة غير محدودة ، ولذلك هي باقية على حالها ولم تَنقص ولم تَتغير نتيجة خلْق الإنسان ، لذلك لا يصح أن نقول ( الإنسان موجود مِن الله ) .
ولذلك فإن الإنسان موجود ( بالله ) ، وليس ( مِن الله ) وليس ( مع الله ) ، فإن الله لا يَشترك مع أحد في زمان ولا مكان ،، لأن الله موجود بِلا زمان وبِلا مكان أصلاً ،، انظر ⇐ [ إثبات أن كل ( زمان ) فهو محدود ، وأن كل ( مكان ) فهو محدود ، وأن الله ليس ( عدم ) لكنه موجود بلا ( زمان ) وبلا ( مكان ) ] .
لكننا نَعرِف أن الإنسان مخلوق بقوة الله وبإرادة الله ، لذلك لِكَي نَصِف العلاقة بين وجود الله ووجود الإنسان فيجب أن نقول ( الإنسان موجود بالله ) .
– يعني وجود الإنسان هو أثر ونتيجة لوجود الله ، وليس جزء من وجود الله ، فإن وجود الله لا يتجزّأ ، لأنه وجود غير محدود .
– قبل وجود المخلوق ، كان الله موجوداً وليس معه أحد ،، وبعد وجود المخلوق فإن الله مازال موجوداً وليس معه أحد ،، لأن المخلوق موجود ( بالله ) ، وليس ( من الله ) وليس ( مع الله ) .
يعني الله يبقى دائماً على حاله ، ولا يتغير ،، فهو دائم الوجود سبحانه وتعالى .
– ونحن نقول ( الله معنَا ) ولا نقصد المعنى الحرفي بأن الله موجود بذاته معنَا في مكانِنا ، بل نقصد الكِناية بأن الله يعلم بحالنا ويحفظنا ويرعانا ،، انظر ⇐ [ معنى عبارة ( الله في السماء ) وتفسير كلمة ( يد الله ) في أية ( يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) ] .
* ( ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي إلى المقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )