[ الرَّد على المجموعة الأولى من الشُّبهات ] ⇐ الرّد على شُبهة سؤال الله للمخلوق مع أن الله يَعلم الإجابة :
* القرأن يقول في آية رقم 116 من سورة المائدة ( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ) ،، يعني الله يسأل عيسى بن مريم ، ليس بِهدَف مَعرفة الإجابة ، فإن الله بالفِعل يَعرف الإجابة ، لأنه هو عَلّام الغُيوب سُبحانه وتعالى ،، ولذلك فإن هذه الآية لا تَقصد السؤال بالمعنى الحَرفي ، وإنما هي كِناية عن التّوْبيخ وتوجيه اللّوْم للكفار الذين يَعبدون عيسى وأُمّه ، بدليل أن عيسى نَفسه مُعترِف بأن الله يَعلم الإجابة ،، مثل الأُستاذ الذي يسأل التلميذ مع أن الأستاذ يعرف الإجابة .
– فَلَيس كُل سؤال يعني أن السائل يَجهل الإجابة .
– ولقد كان الله يَعلم المُنافقين ، لكن المؤمنين كانوا لا يَعلمون المُنافقين ،، يعني كان الله يستطيع التفرقة بين المؤمنين والمُنافقين ، لكن الناس لا يستطيعون التفرقة بينهما ،، لذلك أراد الله أن يُفَرّق بين المؤمنين والمُنافقين أَمام الناس لِكَي يَفضح المنافقين أمام الناس ، فَأَمَر الله بتحويل القِبلة بحيث يَعترض المنافقون على أوامر الله ، ويَنكَشفوا أمام الناس ، وهناك آية تقول ( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ ) ،، يعني ( وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لِنُفَرّق بين المؤمنين والمُنافقين أمام الناس ) ،، مثل الأستاذ الذي يقول ( أنا وَضعت هذا الإختبار لِكَي نَعلم التلميذ المُجتهد مِن التلميذ الكَسول ) مع أن الأستاذ بالفِعل يَعلم مُستَوى جميع التلاميذ بِحُكم خِبرته معهم ، لكنه يُريد أن يُثْبت حالَة بالأَدِلّة لِكَي يَحفظ حق التلميذ المُجتهد أمام الناس والمُجتمع .
* ( ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي إلى المقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )