[ الرَّد على المجموعة الأولى من الشُّبهات ] ⇐ الرّد على من يُشبّهون شهادة الصحابي ( خُزَيمة بن ثابت ) بشهادة المنافقين في آية ( وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) :
* في البداية سوف أذكُر هذا المثال :
– لو أنني قلت ( أنا رأيت الموجات الكهرومغناطيسية ) فسأكُون كاذب ، لأننا لا نستطيع رؤية الموجات الكهرومغناطيسية بِأَعيُنِنا .
لكن لو أنني قلت ( أنا أشهد أنه يوجد موجات كهرومغناطيسية ) فسأكُون صادق ، لأن العلماء أخبرونا بوجود تلك الموجات ، وأنا واثق في كلام العلماء ،، لذلك أنا فعلاً أشهد على وجود تلك الموجات ، يعني أنا متأكد من وجود تلك الموجات .
– هناك حديث يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم ذهب إلى السوق ليشتري فرَس من أحد الأعراب ، وبعد أن اتفق مع الأعرابي على السِّعر ، طلب النبي منه أن يمشي معه إلى بيته لِكَي يعطيه ثمن الفرس ،، وكان النبي يمشي بسرعة ، والأعرابي بطيء ، فقام احد الأشخاص بطلب شراء الفرس من الاعرابي بسِعر أكبر وهو لا يعلم أن النبي اشتراه بالفِعل ،، فنادى الأعرابي على النبي وقال له ما معناه ( هل ستشتري الفرس أَم أَبيعه لذلك الشخص ؟ ) ،، فقال له النبي أنه بالفعل اشتري منه الفرس ،، لكن الأعرابي أَنكَر البيع ، وطلب من النبي أن يُثبت كلامه بشهود ، لكن المشكلة أنه لم يكن هناك شهود أثناء عملية البيع ،، وتَجمّع الناس حول النبي والأعرابي ،، ولكن هناك صحابي اسمه ( خُزَيمة بن ثابت ) قال ما معناه ( أنا أشهد أن النبي اشترَى ذلك الفرس ) ،، فقال له النبي ما معناه ( كيف تشهد وأنت لم تكن حاضراً أثناء حدوث البيع ؟ ) فقال خُزيمة ( لأنني واثق في كلامك يا رسول الله ) ،، ولذلك جعل النبي شهادة خُزَيمة تُساوِي شهادة رجُلين اثنين .
ونلاحظ أن خزيمة لم يقل ( أنا رأيت عملية البيع بعيني ) ولذلك لن نستطيع أن نتّهمه بأنه كاذب .
بل إن خزيمة قال ( أنا أشهد أن النبي اشترَى ذلك الفرس ) ، وفعلاً النبي اشترى الفرس ، وفعلاً خزيمة شاهد على ذلك ، يعني متأكد من ذلك .
– ونلاحظ أن النبي أعطى تلك الميزة لخزيمة ولم يُعطها لأبي بكر الصديق ،، لكن هذا لا يعني أن خزيمة أفضل من أبي بكر ،، فإن أبا بكر عنده ميزات أخرى تجعله أفضل من بقية الصحابة كلهم .
* القرأن يقول ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) ،، يعني المنافقون قالوا بأنهم يَشهدون أن محمد هو رسول الله ، بينما في الحقيقة هم لا يَشهدون بذلك ،، يعني هم يكذبون ،، لأن قلوبهم لا تَشهد بأن محمد هو رسول الله .
يعني هم يَشهدون باللسان فقط ، لكن لا يَشهدون بالقلب ،، ولذلك فإن القرأن فضَح كذِبهم .
* ( ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي إلى المقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )