[ الرَّد على المجموعة الثانية من الشُّبهات ] ⇐ الرّد على شُبهة آية ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا ) ،، وأن الله لم يجعل كل الناس مؤمنين :
القرأن يقول ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ) :
* سؤال : هل الله يأمر الناس بالفِسق والمَعاصي ؟
* الجواب : هناك فَرق بين أوامر الله وبين إرادة الله ،، فإن الله لا يأمر بمَعصية ، لكن قد يُريد حُدوث المعصية ، لِكَي يَحِقّ العذاب على شخص مُعَيّن ، وفي هذه الحالة فإن الله يأمر هذا الشخص بالصلاة مثلاً ، وفي نفس الوقت يُريد لهذا الشخص أن يَعصِي الأمر ، وبالتالي لا يُصلِّي ، فيَستحق العذاب .
و معنى هذه الآية أن الله أمَر أهل القرية ولكنهم عَصوا أمْر الله ، وفَسَقُوا ، فَحَقّ عليهم العذاب .
يعني الله أمَرهم بالعبادات ولم يَأمرهم بالفِسق .
* سؤال : لماذا يَهْدِي الله بعض الناس للإيمان ، ويَجعل بَقيّة الناس كفار ، أليس هذا ظُلم ؟
* الجواب : الظلم هو أن تَمنع وُصول الحق لصاحبه ،، و ( الله ) له كل الحق في المخلوق ،، والمخلوق له حق في نَفْسه أمام بَقيّة المخلوقات ، لكن ليس له حق في نفسه أمام الله ،، فإن الله يَملك المخلوق بالكامل ، والمخلوق لا يَملك نفسه أمام الله ،، ومَن حَكَم في ما له فَما ظَلَم .
يعنى مهما فعَل الله في المخلوق فلا يُعتبر ظُلم ، حتى لو سجد المخلوق طول عمره ثم بعد ذلك أَدخَله الله جهنم فلا يُعتبر ظُلم للمخلوق .
ولا يُمكن حُدوث شيء في الكون بدون إرادة الله .
* سؤال : هل تعني أن هناك احتمال أن ندخل جهنم مع أننا نعبد الله ؟
* الجواب : الله وعدنا أن المؤمنين سيدخلون الجنة ، والله يستحق أن نُصدّقه بنسبة مائة بالمائة ،، يعني لو أنك تَشُك في وعد الله ، فهذا يعني أنك تُسِيء الظن بالله ، وتَتّهم الله بأنه يَكْذِب ، وهذا لا يليق في حق الله سبحانه وتعالى ،، فإن الكذب صفة نقص في حق الإله ، والإله ليس عنده أي صفة نقص ، بل يتصف فقط بصفات الكمال ، ولا يتصف بصفات النقص ،، ولذلك فإن الإله لا يَكْذِب .
لذلك فإن المؤمنين الذين عندهم بعض السيئات سوف يدخلون جهنم لفترة مؤقتة على قدر تلك السيئات ثم بعد ذلك يخرجون من النار ويدخلون الجنة ولا يخرجوا من الجنة أبداً ،، وإذا غفر الله لهم تلك السيئات فلن يدخلوا النار أصلاً ، بل سيدخلون إلى الجنة مباشرة بدون أن يقضوا فترة مؤقتة في جهنم ،،، يعني في جميع الأحوال فإن المؤمنين لن يدخلوا جهنم ، وإذا دخلوها فليسوا خالدين فيها ، بل يخرجون منها بعد فترة مؤقتة ثم يدخلون الجنة ويكونون خالدين في الجنة ،،، لأن الله وعدنا بذلك ، والإله ليس من صفاته الكذب ،، يعني طالما وعَد فسوف ينفذ وعده .
وأما الكفار فسوف يدخلون جهنم خالدين فيها أبداً ، كما وعد الله أيضاً ،، و ( الله ) صادق في جميع وعوده .
– انظر ⇐ [ الرّد على من يصِفُون أفعال الله بأنها عَبَثْ ،، وإثبات أن الله رحيم حتى لو عذّب المخلوق ]
( * ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي للمقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )