[ الرَّد على المجموعة الثانية من الشُّبهات ] ⇐ الرّد على شُبهة إصابة النبي بالسحر و النسيان :
– هناك إنسان كافر و إنسان مسلم ،، و هناك جِنّ كافر و جِن مسلم .
– الكفار مِن الجن نُسَمّيهم شياطين الجن ،، و الكفار من الإنس نسميهم شياطين الإنس .
– يعني الشيطان هو الجن الكافر.
– الجن المسلم لا يساعد السحَرة ، ولا يَضُر الإنسان .
– الجن يستطيع التشكل على هيئة إنسان و حيوان و نبات و جماد ،، و في هذه الحالة يكُون الجن خاضعاً لقوانين الشكل الجديد ،، يعني مثلاً لو تشكَّل الجن على هيئة إنسان ، فإنك تستطيع أن تمسك به وتربطه بالحبال وتقتله أيضاً ،، ولو تشكل الجن على هيئة خشبة ، فإنك تستطيع أن تقتله عن طريق إشعال النار في الخشبة ،، ولذلك فإن الجن لا يتشكل لفترة طويلة حتى لا يكون ضعيفاً ويتعرض للقتل .
– الجن هو كائن قليل الكثافة ، يعني وزنه خفيف جداً ، وسريع جداً ، ويتحرك مثل الأشعة والموجات الكهرومغناطيسية ، لذلك يستطيع أن يتحرك عبر الحائط والأبواب ، ويستطيع الدخول في جسم الإنسان ، ويسبب أضرار جسدية للإنسان ، ويوسوس للإنسان ليفعل المعاصي لكن لا يستطيع أبداً إجبار الإنسان على فعل المعصية .
– الصحابي عثمان بن أبي العاص الثقفي كان أميراً على الطائف وكان يعاني من تأثير الجن ، لذلك ضرب النبي ضربة خفيفة على صدر ذلك الصحابي وقال النبي للشيطان ( اخرُجْ عدوَّ اللَّهِ ) ، وهذا يدل على أن الشيطان كان يَسكُن داخل جسم هذا الصحابي ، لأن الخروج يسبقه دخول .
– الجن يستطيع التلاعب بأشعة الضوء ليجعلك ترى أشياء غير حقيقية ، وهذا يُشبه تكوين صورة مجسَّمة ثُلاثية الأبعاد ( تكنولوجيا الهولوجرام ) التي يتم استخدامها اليوم .
– الساحر يطلب المساعدة مِن الجن الكافر في مقابل أن يَسجد الساحر لهذا الجن الكافر .
– لو رأينا إنسان مريض بداء الصَّرَع ، فهناك احتمالان :
1- أن يكون الصّرَع بسبب مرض عُضْوِي ، وفي هذه الحالة يَحدث الشفاء عن طريق الأدوية التي يكتبها طبيب الأمراض العصبية .
2- أن يكون الصرع بسبب السّحر و الجن ، وفي هذه الحالة يتم الشفاء عن طريق القرأن .
و النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يأتيه الوحي ليُخبره عن سبب الصرع ، لكن الوحي انقطع بعد وفاة النبي ، لذلك يجب علينا أن نذهب إلى طبيب الأمراض العصبية لِكَيْ يكتب أدوية الصرع ، وفي نفس الوقت نقرأ القرأن على المريض ، بحيث نكُون قد أخذنا بجميع الإحتمالات .
– لو أنك رأيت ألف شخص يُعانِي مِن تَشنُّجات و حركات لا إرادية ، فاعلم أن غالبية هؤلاء الأشخاص عندهم صرع بسبب مرض عُضوي أو يقومون بالتمثيل والخداع بدون أن يكون عندهم صرع اصلاً ،، بينما هناك عدد قليل جداً جداً عنده صرع بسبب السحر والجن ،، لأن الله لا يسمح للجن أن يضر عدد كبير من البشر .
– لو أنك وضعتَ الطعام أمامك بدون أن تأكل منه ، فإن شيطان الجن لن يأكل منه ، لأنه لو أكل منه فسوف يظهر دليل واضح على نقص الطعام بدون أكْله بواسطة إنسان ، و في هذه الحالة لو قام إنسان بسرقة جزء من طعامك فإنه سوف يُنكر ذلك ويَزعُم أن شياطين الجن هم الذين سرقوه ، وبالتالي لن نستطيع معاقبة الإنسان السارق ، لكن الله يأمرنا أن نعاقب الإنسان السارق ، لذلك فإن الله لا يسمح لشياطين الجن أن يأكلوا الطعام ويتركوا وراءهم دليل ظاهر ، بل يسمح لهم فقط بأن يأكلوا أثناء قيام الإنسان بالأكل ( إذا نسي الإنسان أن يذكر اسم الله ) .
لذلك إذا رأيت دليل ظاهر على نقص طعامك ، فيجب أن تتهم الإنسان ولا تتهم الجن .
– لو قام الجن بالوسوسة لكي يجعل الإنسان يسرق ، ثم قام الإنسان بالسرقة ، فساعتها لن يكون هذا الإنسان السارق معذور .
لكن لو افترضنا جدلاً أن الجن قام بإجبار الإنسان على السرقة ، ثم قام الإنسان بالسرقة ، فساعتها سوف يكون هذا الإنسان السارق معذور ،، لأنه سرق بدون إرادته .
– الجن يُوَسوس للإنسان لكي يفعل المعصية ،، لكن الجن لا يستطيع إجبار الإنسان على فعل المعصية .
– لو كان الجن يستطيع إجبار الإنسان على السرقة مثلاً ، فساعتها لا يحق لنا أن نعاقب الإنسان السارق ، لكن الله يأمرنا أن نعاقب الإنسان السارق ، وهذا يدل على أن الله لم يسمح أن يكون الجن له سُلطة الإجبار على الإنسان ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ ) .
– والجن نَفسه يرفض أن يُجبر الإنسان على المعصية ، لأن الجن لو أجبر الإنسان ففي هذه الحالة سيكون الإنسان معذور ولن يأخذ سيئات ، والجن يريد أن يأخذ الإنسان سيئات ، لذلك فإن الجن يوسوس للإنسان لكي يجعله يفعل المعصية بإرادته وبدون إجبار ، وبالتالي يأخذ الإنسان سيئات .
– من الوارد أن الجن يُسبب خيالات كاذبة عند الزوج ، يعني مثلاً يجعل الزوج يرى وجه زوجته في صورة قبيحة لكي يكرهها و يُطلّقها ،، و في هذه الحالة فإن الله يُعطِي للزوج علامات تدل على أن هذه خيالات كاذبة و ليست حقيقية ، حتى يَمنعه مِن تطليق زوجته ،، لذلك يجب على الزوج أن يقرأ القرأن و يستعيذ بالله مِن الشيطان الرجيم ، و ساعتها سوف يَنتهي السحر بإذن الله .
و مستحيل أن تصل الخيالات السحرية لدرجة أن الزوج يرى رجل غريب بجوار زوجته ، لأن ذلك سوف يترتب عليه حُكم شرعي و هو اتهام الزوجة بالزنا ، لذلك فإن الله يمنع الجن من إصدار هذه التخيلات حتى لا يَحدث ظُلم للزوجة .
لذلك إذا أنت رأيت رجل غريب بجوار زوجتك فهو رجل حقيقي وليس تخيلات .
ولو حملَت زوجتك وأنت مسافر ، وزعمَت هي أنها حملَت مِن الجن فلا تُصدّقها ، لأن الجن لا يلمس المرأة إلا في حضور زوجها ، لذلك يجب عليك أن تتهم الإنسان ولا تتهم الجن بهذا الحَمْل .
و إذا أردت أنت أن تمنع الجن من مشاركتك في زوجتك ، فيجب عليك أن تحافظ على قراءة القرأن وأحاديث النبي .
– الجن والسحرة يريدون أن يفعلوا أشياء خارقة كثيرة ، لكن الله لا يسمح لهم إلا ببعض الأشياء القليلة فقط ، بدليل أن الساحر لا يستطيع مثلاً أن يُحوّل الحجارة إلى ذهب ، ولا يستطيع أن يسرق أموال البنوك ،، و نلاحظ أن جميع الأموال التي مع الساحر فهو يحصل عليها من الأشخاص المُغَفّلين الذين يخدعهم ،، ولو يستطيع الساحر صُنع الأموال بنفسه لأَصبح أغنى شخص في العالم ، و لَقام بالسيطرة على كل دُوَل العالم ، لكننا نعرف أن السحرة يعيشون في أسوء حال .
– السحر حقيقة ، و الجن حقيقة ، و الحسد حقيقة ،، و هناك نسبة قليلة جداً من المشاكل التي تواجه الناس يكون سببها السحر والجن والحسد ، أمّا أغلب مشاكل الناس فإن سببها هو الكسل و الأنانية و اتّباع الهوي و مُخالفة الحق ، ومع ذلك فإن هؤلاء الناس يَرفضون الإعتراف بأنهم كُسالَى وأنانيّين ، و يُعلّقون كل مشاكلهم على شماعة السحر والجن والحسد .
– علاج السحر يكُون فقط عن طريق القرأن وأحاديث النبي والصحابة ،، لكن ليس عن طريق الدجل و الشعوذة و ريش الطيور و أرجل الحيوانات ،، فكل ذلك نصب و احتيال .
– لو أصابك سحر فيمكنك أن تذهب إلى أحد الأشخاص الصالحين الذي يُعالج بالقرأن و الرُّقية الشرعية بدون أن يأخذ منك مقابل ،، ولو كان هذا الرجل الصالح يحتاج أموال فمن حقه أن يأخذها فقط بعد حدوث الشفاء .
– هناك أبناء يُصابون بالأمراض النفسية عندما يفشلوا في تحقيق أهدافهم ، ويظن الأهل أن أبناءهم مُصابون بالسحر والحسد ، ويقوموا بالذهاب إلى الدّجّالين ، وهذا يؤدي إلى زيادة الأمراض النفسية عند الأبناء ،، لذلك يجب على الأهل مناقشة الأبناء لمعرفة أهدافهم بحيث يساعدوهم في تحقيق تلك الأهداف ، وساعتها سوف يتم الشفاء من الأمراض النفسية إن شاء الله .
– وأحياناً يقوم الأب باستغلال سُلطة الأُبُوّة بطريقة خاطئة ليتحكم في أولاده ، وهذا يؤدي إلى مشاكل نفسية وأحياناً يقوم الأبناء بالإنتحار .
ويجب أن نَعلَم أن الله أعطَى للأب سُلطة محدودة وليست سُلطة مُطلقة ،، يعني يجب عليك طاعة والدك إلّا في حالتين :
1- إذا أمَرك والدك بشيء حرام .
2- إذا أمَرك بشيء حلال فوق طاقتك ،، لأنك لو حمّلْتَ نَفسك فوق طاقتك فسوف تَظلِم نَفسك وتأخذ سيئات ،، لذلك يجب عليك أن تتحمل بعض التعب من أجل أبيك ، لكن لا تتحمل فوق طاقتك .
– لذلك سوف أعطيك بعض النصائح :
1- إذا أردت أن تعيش في راحة ، فلابد أن يكون عندك إرادة بأن تتّبع الحق حتى لو كان الحق على غير هواك .
2- يوجد إله واحد فقط ، لكن هناك مخلوقات كثيرة ،، والمخلوق قد يكون شخص أو وظيفة أو مكان أو أي شيء آخَر .
3- إذا أنت خسرت الإله ، فلن تستطيع تعويضه لأنه لا يوجد آلهة بديلة .
لكن لو أنك خسرت المخلوق ، فيُمْكنك تعويضه ، لأن هناك مخلوقات بديلة ،، وحتى لو لم تستطع تعويض خسارة الدنيا ، فيجب أن تحمد الله لأنك خسرت الدنيا فقط ولم تخسر الآخرة .
4- إذا قابلَتك مشكلة ، فاعلم أن هناك حل لهذه المشكلة ولكنك يجب أن تبحث عنه لِكَي تجده ،، ولابد أن تُحسن الظن بالله مَهما طالت مدة المشاكل ،، ولا يصح أن تيأس من رحمة الله أبداً ، لأن اليأس هو سوء ظن بالله ، وهذا لا يليق في حق الله .
5- هناك معلومات خاطئة كثيرة من حولك ،، لذلك يجب أن تتعب في البحث حتى تجد المعلومات الصحيحة في الدين والسياسة والتاريخ والطب وغيرها .
– نحن قلنا أن الكفار مِن الجِنّ نُسَمّيهم شياطين الجن ،، و الكفار من الإنس نسميهم شياطين الإنس .
– اليهود هم جُزء مِن شياطين الإنس ،، وهؤلاء اليهود قالوا للنبي صلّى الله عليه وسلّم أنهم مُلتزِمون بالمعاهدة التي عَقَدُوها مع النبي ، لكن اليهود خانوا تلك المعاهدة ،، معنى ذلك أن شياطين الإنس جعلوا النبي يسمع كلام كاذب ، وهذا عيب ونقص في اليهود وليس نقص في النبي ،، لأن اليهود يستطيعوا تزوير الكلام العادي ، لكن لا يستطيعوا تزوير كلام الوحي ، يعني لا يستطيعوا تزوير كلام جبريل .
– و شياطين الجن يستطيعوا تزوير الأشياء العادية التي يراها النبي ، لكنهم لا يستطيعوا تزوير رؤية جبريل ، ولا يستطيعوا التأثير على الوحي أبداً .
– لذلك نحن متأكدون أن السحر الذي أصاب النبي لم يؤثر على الوحي ونزول القرأن .
– جبريل كان يُخْبر النبي بآيات القرأن ، وبعد ذلك مباشرة كان النبي يخبر الصحابة بتلك الآيات ، بحيث لو نسي النبي آية من القرأن فإن الصحابة يقوموا بتذكيره بتلك الآية في الحال .
– النبي كان ينسى في بعض الأحيان ، لكن النبي لا يصاب بالجنون أبداً .
– النسيان ليس عيب في النبي ، لأن الصحابة كانوا يقومون بتذكيره ،، لكن لو أصبح النبي مجنون فلن يستطيع الصحابة علاجه من الجنون ،، لذلك فإن الأنبياء معصومون من الجنون وذهاب العقل ،، يعني لا يصابون بالجنون أبداً .
– لو كان أحد الكفار يجلس بجوارك ، وقام ذلك الكافر بشتم النبي ، فمن الطبيعي أنك سوف تسمع تلك الشتيمة بأُذنيك ، وهذا ليس عيب فيك ، لكن العيب يحدث إذا قمت أنت باتّباع ذلك الكافر وشتمْتَ النبي كما فعل ذلك الكافر .
– عندما يتحدث شيطان الجن في أُذنيك فمن الطبيعي أنك سوف تسمع تلك الوسوسة ، وهذا ليس عيب فيك ، لكن العيب يحدث إذا قمت أنت بطاعة تلك الوسوسة .
– والأنبياء قد يتعرضون للسحر ، مِثلما حدث مع سيدنا موسى ( قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ )
– سيدنا موسى كان يُلقِي العَصا فتتحول إلى ثعبان حقيقي ، يعني هي معجزة .
– عندما ألقَى السحرة العِصِيّ أمام موسى ، قامت شياطين الجن بالتلاعب بالضوء الداخل في أعين الناس بحيث يتشكل ذلك الضوء على هيئة ثعابين ، يعني سحروا أعين الناس ومنهم سيدنا موسى ، لكن موسى كان يعلم أن تلك هي خدعة ضوئية ومع ذلك خاف موسى لأن الناس لن يستطيعوا التفرقة بين المعجزة الحقيقية وبين خداع السحرة ، ولذلك جعل الله ثعبان موسى يأكل ثعابين السحرة ، وبذلك عرف الناس أن موسى حوّل العصا إلى ثعبان حقيقي بالمعجزة ، وأن السحرة حوّلوا العِصِيّ إلى ثعابين مُزَيّفة عن طريق السحر .
– انظر ⇐ [ مفهوم خاطيء بخصوص مُعاملة الزوجة والأبناء ]
* ( ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي إلى المقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )