[ الرَّد على المجموعة الثانية من الشُّبهات ] ⇐ الرّد على شُبهة آية ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ) ، ووجود أشياء متحركة بدون رُوح :
– القلْب يتكوّن من خلايا عَضَليّة قلْبيّة ، وهذه الخلايا تحتوي على تفاعلات حَيَوِيّة نَشِطة تؤدي إلى تحرُّك عضلة القلب بشكل تلقائي ولا إرادي .
يعني حتى لو تم إخراج القلب خارج الجسم ، فإن القلب قد يستمر في الحركة والنبض لفترة معيّنة ، إلى أن يستهلك الطاقة الموجودة داخل الخلايا .
معنى ذلك أن التفاعلات الحَيَوِيّة قد تؤدي إلى حركة جزء من الجسم حتى لو كان هذا الجزء مفصول تماماً عن الجسم .
– الكائنات الحية تتكون من خلايا .
وهناك خلايا نباتية ، وخلايا حيوانية .
معنى ذلك أن العلماء يَعتبرون النبات كائن حي .
– عندما يموت الإنسان ، فإن الأطباء يَعترفون ويكتبون تقرير طِبي بأن هذا الشخص قد مات وفارَق الحياة ،، ومع ذلك قد يقوموا بنقل أعضاء مثل الكبد من ذلك المتوفي بعد موته إلى شخص آخر ،، يعني الأطباء يَعترفون أيضاً بأن الأعضاء المنقولة مازالت تحتوي على خلايا حية تَعمل بِشكل طبيعي .
يعني الأطباء يَعترفون أن الشخص قد مات لكن بعض أعضاءه مازالت حية .
وهذا يعني أن هناك فرق بين موت الشخص وبين موت أعضاءه ، باعتراف الأطباء أنفسهم .
وهذا يعني أن هناك فرق بين حياة الشخص وبين حياة أعضاءه .
وطالما أن الأطباء يطلقون مصطلح ( خلية حية ) على الخلية التي بها تفاعلات حَيَوِيّة نشطة ، سواء كانت خلية نباتية أو خلية حيوانية ،، فإن هذا يدل على أن حياة الخلية تعتمد على وجود تفاعلات حَيَوِيّة نشطة .
وبما أن هناك فرق بين حياة الشخص وبين حياة أعضاءه ، فإن هذا يدل على أن حياة الشخص تعتمد على شيء آخَر غير التفاعلات الحَيَوِيّة ، وهذا الشيء هو ( الروح ) .
وهذا يُثبت خطأ المُلحدين الذين يُنكرون وجود ( الروح ) .
– يعني كلمة ( حي ) نُطلقها على شيئين :
1- الخلايا التي بها تفاعلات حَيَوِيّة نشطة ، حتى في غياب الروح .
2- الشيء الذي به ( روح ) .
ونلاحظ أن النبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال أن الجَنين يَنمُو داخل الرحم لفترة من الوقت بدون أن تَدخُل الروح في الجنين ، ثم بعد ذلك يتم نفخ الروح في الجنين ويَستكمل بقية النموّ ،، معنى ذلك أن النبي كان يَعلم أن هناك تفاعلات تحدث داخل الجنين بدون روح ، يعني الإسلام يقول أن هناك أشياء تنَمو وتتحرك بدون روح .
– أحياناً يتوقف قلب الشخص لفترة من الوقت ، وعندما يقوم الأطباء بعمل ( إنعاش قَلْبي رِئَوِي ) لهذا الشخص ، فإن القلب قد يستجيب وينبض مرة أخرى ، ويستمر هذا الشخص في الحياة بشكل طبيعي .
معنى ذلك أن القلب توقف ، لكن الشخص حي .
– وأحياناً يقوم الأطباء بتشخيص الوفاة برغم أن القلب مازال ينبض ، يعني يستخدمون الأدوية والأجهزة للحفاظ على حركة التنفس ونبض القلب ، من أجل نقل الأعضاء بعد ذلك .
معنى هذا أن الشخص مات ، لكن القلب حي ، باعتراف الأطباء أنفسهم ،، وهذا يُسمَّى ( الموت الدماغي ) ، وهو مختلف عن الحالة الخُضرية الدائمة (نسبة إلى الخضراوات ) أو الحالة الإنباتية المستديمة التي هي عبارة عن اضطراب الوَعي وليست موت .
– وأحياناً في الدول المتقدمة يقوم الأطباء بتشخيص وفاة الشخص ، ثم يكتشفون بعد ذلك أن الشخص مازال على قيد الحياة .
– لا أحد يَعلم طبيعة الروح إلا الله سبحانه وتعالى ،، يعني الأنبياء لا يَعلمون طبيعة الروح ،، ولذلك فإن سيدنا موسى لم يُخبر اليهود عن طبيعة الروح .
– اليهود أرادوا أن يختبروا سيدنا محمد ، لذلك سألوه عن الروح ، بحيث لو قال النبي أي أوصاف للروح ، فإن اليهود سَيَتّهِمُوه بأنه كاذب ، لأنه لا يوجد أي مخلوق يَعلم طبيعة الروح ،، ولذلك فإن القرأن يقول ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ) ،، وبذلك لم يجد اليهود أي خطأ في القرأن ، وارتدّوا على أعقابهم مخذولين أمام صِدق النبي – صلّى الله عليه وسلّم – .
– هناك فرق بين كلمة ( رُوح القُدُس ) وبين ( رَوْح ) وبين ( رُوح ) .
– الإسلام يَعتبر الملاك جبريل هو ( رُوحُ الْقُدُسِ ) .
– لكن أصحاب عقيدة ( التثليث والتوليد ) يَعتبرون ( الروح القُدُس ) هو أُقنوم من الأقانيم الثلاثة التي يتكون منها إلهُهُم المزعوم .
– كلمة ( رَوْح ) معناها ( رحمة ) ، مثل آية ( وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ) يعني لا تيأسوا من رحمة الله .
– كلمة ( رُوح ) معناها الشيء الذي يدخل في الجسد ليُعطيه الحياة .
– القرأن يقول ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي ) ، يعني الله نَسَبَ الروح لِنفسه لأنها مخلوقة مِن مخلوقاته ، كما يقول ( أَرضِي و سَمائِي و بَيتِي و ناقة الله و شَهْر الله … إلخ ) .
– الروح هي إحدي مخلوقات الله ، وهي التي تُعطي صفة الحياة للجسد عندما تَدخل فيه ، وإذا خرجَت الروح من الجسد فإن الجسد يموت ،، يعني نحن نَعلم تأثير الروح ، لكن لا نَعلم طبيعتها ولا كَيفيّتها .
– يعني النبي قال أن الله وحده هو الذي يعلم طبيعة الروح ،، وهذا دليل على صِدق النُّبوّة ،، لكن أصحاب عقيدة ( التثليث والتوليد ) يَزعمون أن هذا عجز في النبي ، مع أن هؤلاء الأغبياء أنفسهم يستطيعون فقط معرفة تأثير الروح ، لكن لا يستطيعون استخراج طبيعة الروح من كُتبهم المُحرَّفة .
– انظر ⇐ [ الرّد على سؤال : هل مرحلة المُضغة ونفخ الروح تحدث بعد أربعين يوم ، أم بعد مائة وعشرين يوم ؟ ]
( * ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي للمقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )