[ المجموعة الأولى من المفاهيم الخاطئة : ] ⇐ مفهوم خاطيء بخصوص منهج التصوُّف الصحيح :
* المفهوم الخاطيء : التصوُّف يشتمل على الرقص والدّجَل ويأمرك أن تعبد الأولياء .
* الصّواب : التصوُّف الصحيح يشتمل على حلقات الذِّكْر الجماعية بدون رقص ، ويشتمل على توقير وتعظيم الأولياء بدون أن نعبُدهم .
* الدليل :
– هناك حديث صحيح رواه الإمام مسلم يقول ( وإنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ علَى حَلْقَةٍ مِن أَصْحَابِهِ ، فَقالَ : ما أَجْلَسَكُمْ ؟ قالوا : جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ علَى ما هَدَانَا لِلإِسْلَامِ ، وَمَنَّ به عَلَيْنَا ، قالَ : آللَّهِ ما أَجْلَسَكُمْ إلَّا ذَاكَ ؟ قالوا : وَاللَّهِ ما أَجْلَسَنَا إلَّا ذَاكَ ، قالَ : أَمَا إنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فأخْبَرَنِي أنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بكُمُ المَلَائِكَةَ ) .
وهناك أيضاً حديث صحيح رواه الإمام مسلم بأن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقول ( لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ ، وَنَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ ) .
– والتصوُّف الصحيح يهدف إلى الوصول لدرجة الإحسان في عبادة الله ، لأن هناك حديث صحيح رواه البخاري بأن سيدنا جبريل ذات مرة سأل النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وقال ( ما الإيمَانُ ؟ قالَ : الإيمَانُ أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ ومَلَائِكَتِهِ ، وكُتُبِهِ ، وبِلِقَائِهِ ، ورُسُلِهِ ، وتُؤْمِنَ بالبَعْثِ . قالَ : ما الإسْلَامُ ؟ قالَ : الإسْلَامُ : أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ ، ولَا تُشْرِكَ به شيئًا ، وتُقِيمَ الصَّلَاةَ ، وتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ ، وتَصُومَ رَمَضَانَ . قالَ : ما الإحْسَانُ ؟ قالَ : أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ ،، ) .
– لكن للأسف هناك أشخاص يزعُمون أنهم صُوفيّون ويقوم بفعل أشياء مُخالِفة لمنهج التصوُّف الصحيح ،، يعني مثلاً يقومون بعمل حركات الرقص ويسمحون باختلاط الرجال مع النساء وأشياء أخرى لا تَليق أبداً بأهل التصوف الصحيح ،، يعني هؤلاء الأشرار يُشوّهون التصوف الصحيح ، لدرجة أن كثير من مشايخ الطرق الصوفية هُم شيوخ نصّابون ويخدعون الناس ليأخذوا أموالهم بالدّجَل والسّحر ، ويأمرون الناس بِفعل المعاصي والمُنكَرات ، ويزعمون أنهم يأتيهم وحي من الله ، بينما في الحقيقة هذا وحي من الشيطان ،، ولذلك إذا أَمَرك أحد الشيوخ بأن تقتل ابنك فلا تُطعه ، لأن هذا الشيخ نصّاب ، ويريد أن يُقَلّد قِصّة سيدنا موسى مع سيدنا الخضر في سورة الكهف ،، لكن موسى كان متأكد بأن الخضر يُنفّذ أوامر الله ، أَمّا أنت فلست متأكد بأن هذا الشيخ يُنفّذ أوامر الله فعلاً ،، وحتى لو جعلَك هذا الشيخ تَسمع صوت يأمرك بقتل ابنك وأخبرَك بأن هذا هو صوت الله فلا تُصدّق ذلك ، لأن هذا هو صوت الشيطان وليس صوت الله .
كما أن هناك مشايخ نصابون وكذابون يزعمون أن الله أسقَط عنهم فريضة الصلاة ، ولذلك فإن هؤلاء المشايخ الضالون يمتنعون عن أداء فريضة الصلاة ،، مع أن أولياء الله الصالحين هم أكثر الناس حفاظاً على أداء الصلوات في مواعيدها .
– وأهل التصوف الصحيح هم الأشاعرة والماتريدية مثل :
1- القائد الأشعري الصوفي العظيم السلطان ( صلاح الدين الأيوبي ) وهو الذي حرّر القُدس من الصّلِيبيّين ، وكان من أتباع الطريقة القادرية نِسبة للعارف بالله الشيخ ( عبد القادر الجيلاني ) .
2- القائد الأشعري الصوفي العظيم السلطان ( سيف الدين قُطُز ) الذي انتصر على التتار والمغول ،، وهو أحد تلاميذ ومُرِيدين الشيخ الأشعري الصوفي ( العز بن عبد السلام ) ،، وهذا الشيخ هو من أكابر علماء وفقهاء الإسلام ،، وهو الذي كان يشجع قُطُز على محاربة التتار .
3- القائد الماتريدي الصوفي العظيم السلطان ( محمد الفاتح ) وهو الذي فتح القُسطنطينية .
4- الشيخ الجليل الأشعري الصوفي ( محمد متولي الشعراوي ) ، وهو الذي دافع عن الإسلام ضد العلمانيّن والمُلحدين .
– والتصوّف الحق له طرُق مختلفة ولكن كلها صحيحة ، لأنها تؤدي إلى نفس الهدف ، وهذا الهدف هو الوصول لدرجة الإحسان في عبادة الله سبحانه وتعالى ، يعني ( أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ ) ،، فهناك صوفي يصل لهذه الدرجة عن طريق كثرة الصيام ، وآخَر عن طريق كثرة قيام الليل ، وآخَر عن طريق كثرة قراءة القرأن ، وآخَر عن طريق كثرة الإستغفار ، وآخَر عن طريق كثرة الصدَقات على الفقراء ، وآخَر عن طريق كثرة الصلاة على النبي ، وغيرها من الطرُق التي تؤدي إلى حُب الله سبحانه وتعالى .
مع ملاحظة أن الصوفي الذي يُكْثر مِن الصيام مثلاً ، فهو يحافظ أيضاً على أداء الصلوات الخمس في مواعيدها ،، يعني الصيام التطوعي لا يغني عن أداء بقية الفرائض ، مثل فريضة الصلوات الخمس وصوم رمضان ،، لأن أداء الفرائض أهم من أداء النوافل والتطوع .
ونلاحظ أن أهل التصوّف الصحيح هُم أكثر المسلمين الذين جاهدوا في سبيل الله ودافعوا عن الإسلام .
وكثير من علماء الأزهر الشريف الأفاضل هُم أشاعرة صُوفيّون ،، ولكن للأسف هناك مشايخ يزعمون أنهم أشاعرة صوفية بينما في الحقيقة يُخالفون منهج الأشاعرة الصوفيّين الصحيح ،، لذلك يجب عليك أن تبحث عن حقيقة كل شيخ قبل أن تتّبع كلامه .
– وهناك فرق بين الصّوفيّين وبين الصفوِيّين ،، لأن الصوفيّين هم أهل السُّنّة والجماعة ، بينما الصفوِيّين هُم من الشيعة ،، ونلاحظ أن الشيعة الأشرار يشتمون الصحابة والسيدة عائشة ، وأحياناً يأخذ الشيعة بمبدأ التقِيّة ، يعني يتّقوا مواجهة الخصم مباشرة ، ويزعمون أنهم من أهل السُّنّة لِكَي يُسبّبُوا الفتنة بين أهل السُّنّة ،، لذلك إذا رأيت أحد الصوفيّين يُسيء الأدب مع الصحابة ، فاعلم أن هذا الشخص ليس صوفي بحق ، وإنما هو شيعي ملعون يزعُمَ أنه صوفي .
وهناك للأسف بعض المشايخ المُغرِضين والمحسوبين على الأزهر الشريف والسادة الأشاعرة الصوفية ; يقومون بإصدار فتاوى غير رسمية خاطئة تُسِيء إلى الإسلام ،، لذلك يجب على الأزهر أن يتبرأ من فتاويهم .
– واعلم أن السلفيّين يُخالفون السلف الصالح ، ولذلك فإن السلفيّين يَكرهون الأشاعرة الصوفيّين ، ويقومون بتزوير كتب الأشاعرة الصوفيّين لِكَي يجعلوا الناس يكرهون الأشاعرة الصوفيّين ،، انظر ⇐ [ الأدلة على قيام السلفيّين الوهابيّين بتزوير كلام السلف الصالح ]
وانظر أيضاً ⇐ [ مفهوم خاطيء بخصوص البِدعة وحُكْم الإحتفال بالمَولد النّبوي ، والتّوَسُل بالنبي ، والتحذير من الإِفْراط والتّفريط ]
وانظر أيضاً ⇐ [ مفهوم خاطيء بخصوص السِّحر و الجن و الحسَد ، وإصابة النبي بالسِّحر و النسيان ]
* ( ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي إلى المقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )