[ حِوار بين مُسلم مُوَحِّد يُوَحّد الله ، وبين شخص مُثلِّث يُثلِّث الإله ويَتّبع عقيدة ( التّثلِيث والتّوليد ) ] ⇐ الجزء الرابع والأخير من حِوار بين مُسلم مُوَحِّد يُوَحّد الله ، وبين شخص مُثلِّث يُثلِّث الإله ويَتّبع عقيدة ( التّثلِيث والتّوليد ) :
* المُثلِّث : إلهكم دائماً يَتباهَى بأنه واحد لا شريك له ،، لكن إلهنا طَيّب و متواضع لدرجة أنه لا يَرضَى أن يَعيش بِمُفْرده ، لذلك خلَقنا لِكَي يُشْرِكنا في الحياة معه و نَعيش معه .
* المُسلم : 1- الله يَرحَم ولا يَتواضع ،، لأن المتواضع يَجعل نفْسه في مَقام أَقَلّ مِن مَقامه الحقيقي ، والإنسان له مَقامات مُتعددة لذلك من الجائز أن يتواضع الإنسان ، لكن الله له مقام واحد ثابت لا يَتغير أبداً ، وبالتالي فإن الإله الحق لا يتواضع أبداً .
– مثال : الأب أقوَى من ابنه الطفل ومع ذلك يَسمح لابنه أن يَغلبه في لعبة المُصارعة ، يعني الأب يَضع نَفْسه في مَقام الضَّعف يعني يتواضع ويَنتقل بإرادته مِن مَقام القُوّة إلى مَقام الضَّعف ،، لأن هناك إنسان قَوِي و إنسان ضعيف ، والأب اختار أن يَتصرف كأنه إنسان ضعيف مع أنه إنسان قَوِي ،، لكن هناك فقط إله قَوِي وليس هناك إله ضعيف ، ولذلك لا يَتصرف الإله كأنه إله ضعيف ،، بل يَبقَى الإله دائماً في مَقام القُوّة ولا يَتواضع ،، لكنه يَرحم وهو قوِي ، لأن الرحمة لا تَستلزِم الإنتقال مِن مَقام القوة ،، يعني الإله الحق يَرحم ولا يتواضع .
2- كلامك معناه أن الله كان له حال مُعَيّن قبل أن يَخلُق الإنسان وهو ( الوجود بِمُفْرده ) ، ثم تَغَيَّر حالُه بعدما خلَق الإنسان إلى حال جديد وهو ( الوجود مع الإنسان ) ،، وهذا يَستلزِم أن الإنسان يُشارِك الله في الزمان والمكان ،، وطبعاً هذا مستحيل ، لأن الله لا يَشترك مع أحد في زمان ولا مكان ، لأن الله أصلاً لا يحتاج زمان ولا مكان ، فهو موجود بلا زمان وبلا مكان .
وقبل خلْق الإنسان كان الله موجود وليس معه أحد ،، وبعد خلْق الإنسان فإن الله أيضاً موجود وليس معه أحد ،، لأن الإنسان موجود بالله ، وليس مع الله ، وليس مِن الله .
والله كان موجود قبل خلْق الزمان والمكان ، وهو على حاله لم يَتَغَيّر حتى بعد خلْق الزمان والمكان ،، لأن الله له وجود دائم ، والوجود الدائم لا يَتغير أبداً .
* المُثلِّث : إذا كان إلهك ليس له زمان ولا مكان فهذا يعني أنه ليس له وجود ، وأنت تَعبُد العدم .
* المُسلم : نَفْيُ الزمان والمكان لا يعني نَفْي الوجود ،، لأن شرط الزمان والمكان لازم فقط للوجود المحدود مثل الوجود المادي والوجود المعنوي ،، لكن وجود الله ليس وجوداً مادياً ولا معنوياً ، بل هو وجود مختلف وغير محدود ولا نَعرف طبيعته لكن نعرف صفاته مثل القوة و العِلم و الإرادة و السمع و البصر ،، انظر مقالة [ إثبات أن كل ( زمان ) فهو محدود ، وأن كل ( مكان ) فهو محدود ، وأن الله ليس ( عدم ) لكنه موجود بلا ( زمان ) وبلا ( مكان ) ]
* المُثلِّث : أنت قُلت ( كان الله موجود وليس معه أحد ) و ( كان ) فِعل ماضِي يدل على الزمن وتَغيير الحال .
* المُسلم : القرأن نَزل باللغة العربية ، وأحياناً في اللغة العربية يتم استخدام كلمة ( كان ) للدلالة على شيء مازال مستمراً ولم يَنتهِى ، مثل قوله تعالى ( وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ) فإن الشيطان كان ولا يزال لربه كفوراً ، وأيضاً أية ( قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ) و وَقتها عيسى كان لايزال في المهد صبياً ،، ومثل قول الشاعر :
نَصَبْنَـا مِثْلَ رَهْوَةِ ذَاتَ حَـدٍّ
مُحَافَظَـةً وَكُـنَّا السَّابِقِيْنَـا
فإن الشاعر يفتخر بأنهم كانوا ولا يزالوا سابقين .
* المُثلِّث : ما الفرق بين ( موجود بالله ) وبين ( موجود مع الله ) و ( موجود من الله ) ؟
* المُسلم : كلمة ( مع ) إذا تم استخدامها كظرف فإنها تدل على الإشتراك في الزمان والمكان مثل جُملة ( النّمر موجود مع الأسد في الحديقة في النهار ) ، معنى ذلك أن وجود النّمر له زمان ( النهار ) وله مكان ( الحديقة ) ، وأيضاً وجود الأسد له زمان ( النهار ) وله مكان ( الحديقة ) .
وطالما حدَث تَشابُه في الزمان والمكان بين وجود الأسد ووجود النمر ، فذلك يدل على اشتراك هذين الوجوديْن في الزمان والمكان ، لذلك يَجوز استخدام كلمة ( مع ) لِوصف العلاقة بين هذين الوجوديْن .
ولِكَي يَحدث تَشابُه في الزمان بين وجوديْن اثنين ، فهذا يَستلزِم بالضرورة أن كل ( وجود ) منهما يكون له ( زمان ) يُشابه ( زمان ) الوجود الآخَر ،، لكن إذا كان أَحد هذين الوجوديْن ليس له ( زمان ) ، فمَع أي شئ سيَتشابَه ( زمان ) الوجود الآخَر ؟ ! .
ونحن نعرف أن وجود الله ليس له ( زمان ) لأنه لا يحتاج ( زمان ) ، لذلك لا يصح أن نقول ( الإنسان موجود مع الله ) .
و ( الله ) لم يَستهلك جزء مِن قُوّته عندما خلَق الإنسان ، لأن قوة الله لا تتجزأ ، فهي قوة غير محدودة ، ولذلك هي باقية على حالها ولم تَنقص ولم تَتغير نتيجة خلْق الإنسان ، لذلك لا يصح أن نقول ( الإنسان موجود مِن الله ) .
لكننا نَعرِف أن الإنسان مخلوق بقوة الله وبإرادة الله ، لذلك لِكَي نَصِف العلاقة بين وجود الله ووجود الإنسان فيجب أن نقول ( الإنسان موجود بالله ) .
– ونحن نقول ( الله معنَا ) ولا نَقصد المعنى الحرفي بأن الله موجود بذاته معنَا في مكانِنا ، بل نقصد الكِناية بأن الله يعلم بحالنا ويحفظنا ويرعانا ،، انظر مقالة [ معنى عبارة ( الله في السماء ) وتفسير كلمة ( يد الله ) في أية ( يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) ] .
* المُثلِّث : حسناً ، فأنا لن أقول ( الله مِن ذاته يَلد المسيح ) ، بل سأقول ( الله بِذاته يَلد المسيح ) ، فهل هذا خطأ ؟
* المُسلم : الله لا يَلد مِن ذاته ، وأيضاً لا يَلد بذاته ،، لأن الله لا يَلد أصلاً ، لكن الله يَخلُق .
و ( الله) لا يَلد صفاته ، ولا يَلد مخلوقاته ، بل إن الله يَتّصف بالصفات ، و يَخلُق المخلوقات .
* المُثلِّث : أنت قلت ( الوجود الدائم لا يَتغَيّر ) مع أن أهل الجنة يَعيشون بشكل دائم وحالُهم يَتَغيّر من خلال حَرَكاتهم داخل الجنة .
* المُسلم : الوجود الدائم هو ( موجود منذ الأزل و يَمتد إلى الأبَد ) ،، لكن الوجود الخالِد هو ( موجود منذ بداية مُحدَّدة و يَمتد إلى الأبَد ) ، و أَهْل الجنة لهم وجود خالد وليس دائم .
* المُثلِّث : رمْز ( ما لا نهاية ) هو ∞
والإله = ∞ ،،، وعندما نَقسم ∞ على 3 يكون الناتج أيضاً ∞ ،، يعني من يَعبد 3 أقانيم ، فهو يَعبد ∞ ، يعني يَعبد الإله الواحد .
* المُسلم : الرياضيات فعلاً تقول أن ∞ ÷ 3 = ∞ ،، لكن لا تقول أن ∞ = 3 .
* المُثلِّث : عقيدتنا صحيحة بدليل وجود معجزات مثل ظهور العذراء وشفاء المَرضَى .
* المُسلم : لو قام شخص بِفعل أشياء خارقة للعادة ثم قال لي أنه إله في صورة إنسان ، فأنا لن أَعترِف بأُلوهيته ، لِأن العقل يُخْبرني أن الله غير محدود وبالتالي يستحيل أن يتجسد على هيئة شخص محدود .
وأما قُدرة هذا الشخص على فِعل الخوارق فهي ليست دليل بحد ذاتها على ألوهيته ،، لأن الشياطين والسحَرة يُمكنهم فِعل الخوارق .
* المُثلِّث : القرأن يقول ( فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ) ،، يعني رسولكم يَشُكّ في القرأن ولذلك نَصَحَهُ القرأن بأن يَسأل أهل التوراة والإنجيل لأنها كُتُب صحيحة .
* المُسلم : هذه الآية لا تَقصد أن النبي يَشُكّ في القرأن ، بل هي كِناية عن أن أهل الكتاب فِعلاً يَجِدون أوصاف النبي محمد في كُتُبهم كما أخبَره القرأن ،، وذلك كما تقول الأُم لابنها ( إن كُنت ابنِي حقاً فيجب أن تُنفّذ تعليماتي ) وهُنا الأُم لا تَشُك في نَسَب ابنها ، بل هي قالت تلك العبارة لأنها متأكدة بأن الولد هو ابنها فِعلاً ، وأيضاً الله قال تلك الآية وهو يَعلم أن النبي لا يَشُكّ في القرأن ،، انظر مقالة [ الرّد على الأشخاص الذين يُفسّرون كل القرأن والأحاديث بالمعنى الحرفِي ويرفضون الكِناية ] ،، ونحن لا نقول بأن كل آيات التوراة والإنجيل خاطئة ، بل نَعرِف أن فيهما بعض الأشياء الصحيحة ولكن فيهما أيضاً كثير من الآيات المُحرَّفة .
* المُثلِّث : قرأنكم يحتوي على كلمات غير لائقة مثل كلمة ( نِكاح ) .
* المُسلم : هذه الكلمة لائقة عند العرب ويستخدموها كثيراً بمعنى ( زواج ) ، و كُلّ مَعاجم اللغة العربية القديمة تقول أن هذه الكلمة لها أكثر من معنى و مِن ضِمن تلك المعاني ( الزواج ) ،، بدليل أن رجال الدين المسيحي أيضاً يستخدمون تلك الكلمة بمعنى ( زواج ) كما في هذا الكتاب :
* المُثلِّث : الدين المسيحي لَيس به أَيّ شُبهات بدليل أنك حتى الآن لم تَذكر ولا شُبهة واحدة في ديننا .
* المُسلم : أنا فعلاً لم أَذكُر شُبهات في دينكم ، وذلك لِسببين :
1- السبب الأول هو أنني لا أحتاج لِذِكْر تلك الشُّبهات لِأُثبت بُطلان عقيدتكم ، لأن عقيدتكم مَبنِيّة أصلاً على أساس باطل وهو أساس ( التثليث والتوليد ) ،، وما بُنِيَ على باطل فهو باطل .
2- السبب الثاني هو أن كُتُبكم المقدسة مَملوءة بالألفاظ السّيئة التي أَخجل مِن ذِكْرها ، ولا أَدرِي كيف تَقرأون تلك الألفاظ أثناء صلاتكم في الكنائس ،، وذلك مثل ( سِفر نشيد الأنشاد ) .
* المُثلِّث : كتابنا المقدس ينقسم إلى قِسمين : 1- العهد القديم ويحتوي على التوراة ، ونحن نؤمن به كما نؤمن بالإنجيل تماماً .
2- العهد الجديد ويحتوي على الإنجيل .
و ( سِفر نشيد الأنشاد ) موجود في العهد القديم ولذلك فإن اليهود يؤمنون به ، ونحن أيضاً نؤمن به ونَقرأه أثناء الصلاة في الكنيسة كتمثيل مَجازِي للعلاقة بين الرب وإسرائيل أو المسيحيين أو بين الرب والمسيح والروح الإنسانية ، كالعلاقة بين الرجل وزوجته .
لذلك أَنصحك أن لا تَسخَر مِن كلام الرّب ، لأن المسيح يُعاقِب من يُجدّف عليه ، بدليل أنه أَخرَسَ أحمد دِيدات لِفترة طويلة وجعَله يتألم كثيراً أمام الناس قبل الموت .
* المُسلم : أنتم تُحرّفون التوراة والإنجيل ثم تَزعُمون أن هذا التحريف هو كلام الرّب ،، أَمّا بالنسبة للشيخ أحمد ديدات فإنه أُصيب بِشَلل شِبه كامل في جسَده ، ولكن ذلك لم يُخْرسه كما تَظن ، بل جعَله الله يتكلم بتحريك عينيه بدلاً مِن تحريك لسانه ، يعني يختار حُروف الكلام بعَينيه في لوحة أَمامه ، وفي نفس الوقت زادت حِدّة الوَعي والذاكرة عنده أكثر مِن الأول ، لدرجة أنه استمَر في الدعوة وهو على تلك الحالة ، وكان يُمازِح زُوّاره ، ولكن عندما يُريد الضحك كانت عضلات وَجهه تَنقبض بطريقة خاطئة تُوحِي بأنه يتألم ، بينما في الحقيقة هو يَضحك .
وبذلك عرفْنا أن الصدق في الطلَب يَغْلب المرض .
أَمّا بالنسبة للمرض نَفْسه ، فهو يكُون عِقاب للكافر ، وبَلاء للمؤمن ، وأَحد الصحابة سأل النبي ( يا رسولَ اللهِ أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً ؟ قال : الأنبياءُ ثمَّ الأمثلُ فالأمثلُ ، يُبتلَى الرَّجلُ على حسْبِ دِينِه ، فإن كان دِينُه صُلبًا اشتدَّ بلاؤُه ، وإن كان في دِينِه رِقَّةٌ ابتلاه اللهُ على حسْبِ دِينِه فما يبرَحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يَمشيَ على الأرضِ وما عليه خطيئةٌ ) .
وبالنسبة لِمن يُجدِّف على المسيح ، فإنه ذلك الشخص الذي يَخترع كلام مِن عنده ويَنسبه للمسيح ( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ) .
* المُثلِّث : رسولكم مُتطرِّف في تفكيره ولا يَقبل الرأي الآخَر ، أَمّا نحن فنَقْبل كل الناس حتى لو خالَفونا في الرأي .
* المُسلم : النبي كان يُجادل الناس بالحُسنَى ، وعندما جاء إليه وفْد نَجران المسيحيين ليُناقشوه في الدين .. استقبَلهم النبي بالتّرحيب وسمَح لهم بأن يَؤدوا صلواتهم في مَسجده .
والإسلام يأمرنا أن نُعامِل الشخص بنَفْس مُعاملته لنا ، بغَض النظر عن دينه .
يعني لو أن الشخص يُحاربني فسوف أُحاربه حتى لو كان هذا الشخص مسلم .
ولو أن الشخص يُعاملني بالحُسنَى فسَوف أُعامله بالحُسنَى حتى لو كان غير مسلم .
* المُثلِّث : دينكم يَصلُح في المجتمع الجاهل ، لكن الناس المُتعلمين والمُثقفين يَرفضون دينكم لأنهم يَكتشفون أخطاء عِلمية في القرأن وفي فتاوى الفقهاء .
* المُسلم : الإسلام دين صالح لكل زمان ومكان ، لأنه يَحتوِي على فتاوى مُعتادة للظروف المُعتادة ، وفتاوى استثنائية للظروف الإستثنائية ،، يعني الإسلام يعمل حساب جميع الظروف التي قد يَمُر بها الإنسان ، فمثلاً هناك فتوى مُعتادة تُحَرّم شُرب الخمر ويتم الأخْذ بها في الظروف المعتادة ، وأيضاً هناك فتوى استثنائية تَسمح بشُرب الخمر في الظرف الإستثنائِي كما في حالة العطش الشديد وغِياب الماء ، وذلك حِفاظاً على حياة الإنسان .
وهذه الفتاوى المختلِفة هي مِن اجتهاد الفقهاء لكن لَيست من اختراعهم ، بل هي مَبنية علي أساس ديني .
والإسلام يَسمح بالإجتهاد ، لكن لا يَسمح بالإختراع في الفتاوى .
أما بالنسبة للأخطاء العِلمية فهي لَيست موجودة في القرأن ، بل موجودة في تفكير الناس الذين يَنتقدون القرأن ، وأنا بالفعل قمت بالرد على كثير مِن هذه الشُّبهات ،، انظر [ سلسلة الرَّد على شُبهات حول الإسلام ] .
* المُثلِّث : رسولكم حارَب الناس لِيَحصل على الجوارى والعبيد ويُعاشر الفتيات الصغيرات .
* المُسلم : أنا بالفِعل قُمت بالرّد على تلك الشبهات الكاذبة ، وذلك في [ سلسلة الرَّد على شُبهات حول الإسلام ] .
* المُثلِّث : الإسلام دين مُتناقِض ، لأنه يَرفض أن يكُون الله والد ، وفي نفس الوقت يُوافق أن يكُون الله حَفيد ولهُ جَدّ ، بدليل أن قرأنكم يقول ( وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا ) .
* المُسلم : الكلمة الواحدة في اللغة العربية أحياناً يكون لها أكثر من معنى ، وأحياناً يكون لها معنى وعكْسه في نفس الوقت ، مثل كلمة ( مَوْلَى ) فهى تَعني ( سيّد ) وأيضاً تَعني ( عبد ) ، والمعنى المقصود يُفهم مِن سِياق الكلام .
وأحياناً يَنتشر بين الناس معنى خاطيء للكلمة على نِطاق واسع ، مثل كلمة ( تَأْليف ) فمعناها الحقيقي هو التجميع لكن الناس يقولوها بمعنى الإختراع وهذا خطأ شائع .
يعني ( مؤلف القصص ) معناها الحقيقي هو الشخص الذي يُجَمّع القصص التي سمعها من الناس ويَضعها في كتاب واحد ، لكن معناها الخاطيء هو الشخص الذي يَخترع القصص .
وكلمة ( جَدّ ) أيضاً لها أكثر من معنى ، مثل الجَد الذي له حفيد ، وكذلك الجَد بمعنى العظَمة ، و آية (جَدُّ رَبِّنَا ) معناها عظَمة ربنا ، وهذا مِثل قول أَنَس ( كان الرجُل إذا حفظ البقرة وآل عمران جَدّ في عيوننا ) أي عظُم مِقدراه ، وأيضاً النبي قال أن المساكين يدخلون الجنة قبل أصحاب الجَدّ الذين لدَيهم أموال كثيرة ويَنتظرون الحساب على تلك الأموال .
– على العموم هذا يُثبت أن جميع مَن ينتقدون الإسلام لابد أن يَلجأوا لِتزييف مَعاني القرأن والأحاديث بعيداً عن سِياقها الحقيقي ، وهذه هي وَسِيلتهم الوحيدة لِتلفيق تُهَم كاذبة للإسلام .
* المُثلِّث : أنتم تقولون أن الله والملائكة يَعبُدون النبي ويُصَلُّون أَمامه ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) .
* المُسلم : واضح أنك ( حافِظ مش فاهِم ) .
الآية تقول أن الله يُصلّي ( على النبي ) وليس يُصلي ( للنبي ) .
وأنا أخبَرتك منذ قليل أن الكلمة الواحدة قد يكون لها أكثر من معنى .
وكلمة ( صلاة ) في هذه الآية لا تَقصد الركوع والسجود ، لكن تَقصد الدعاء أو الرحمة .
( الله يُصلي على النبي ) يعني الله يَرحم النبي .
( الملائكة يُصَلُّون على النبي ) يعني الملائكة يَدعون للنبي .
على العموم أنت عجزْت عن إثبات صِحّة عقيدة التثليث ، ولِكَي تُدارِي عجْزك .. تَقوم بِتلفيق تُهم باطلة للإسلام ،، وكلما قُمتُ أنا بكشْف بُطلان التُّهمة ، تقوم أنت بتلفيق تُهمة جديدة ، وتَظن أن تلك الطريقة ستَخدعنا ، لكنها في الحقيقة لا تَخدع إلا الضّالين الذين يَظنون أن مجموع 1+1+1 = 1 .