[ سِلسلة الأدلّة العقلية والعِلمية التي تُثبت وجود الله سبحانه وتعالى ] ⇐ ( الطاقة لا تفنى ، ولا تُستحدَث من العدم ) إثبات أن هذه الحقيقة العلمية تدل علي وجود خالق للطاقة :
— حوار بين شخص مُسلم وشخص مُلحِد :
* مُلحِد : العلم أثبت أن الطاقة لا تفنى ولا تُستحدَث من العدم ،، وهذا يعنى أن الطاقة قديمة وليست حادثة ،، يعنى الطاقة موجودة منذ الأزل بلا بداية ، ولذلك لا تحتاج إلى خالق .
* مسلم : هل هذه الطاقة ثابتة على حالها ، أم أنها متغيرة ؟
* ملحد : بل هى متغيرة ، يعنى الطاقة تتحول من شكل إلى شكل أخر مع الوقت ،،
مثلاً : الطاقة الكيميائية تتحول إلى طاقة كهربية ، والطاقة الكهربية تتحول إلى طاقة حرارية ، وهكذا إلخ ..
* مسلم : منذ متى بدأ يحدث تغيير فى شكل الطاقة ؟
* ملحد : منذ الأزل ، يعنى بدون نقطة بداية .
* مسلم : متى حدث وجود أول شكل من اشكال الطاقة ؟
* ملحد : منذ الأزل .
* مسلم : كم يكون عُمر الشئ الموجود منذ الأزل ؟
* ملحد : الشئ الموجود منذ الأزل عُمره غير محدود ، يعنى ليس له عمر مُحدد ، فهو دائم الوجود .
* مسلم : لكنك معترف بأن الشكل الأول للطاقة انتهى لِكي يبدأ الشكل الثانى للطاقة ، وهذا يعني أن الشكل الأول عمره محدود وليس موجود منذ الأزل .
* ملحد : حسناً ، سأغير كلامى ، وسأقول أنه لا يوجد شكل أول للطاقة ، بل كل شكل يسبقه شكل أخر .
* مسلم : هل تعنى أن عدد أشكال الطاقة السابقة هو عدد غير محدود ؟
* ملحد : نعم ، هو عدد غير محدود .
* مسلم : أنت معترف أن كل شكل سابق أكيد له فترة زمنية محددة وانتهت لكي يبدأ الشكل التالي له ،، وطالما أنت تقول بأن عدد أشكال الطاقة السابقة غير محدود ، فكلامك يعنى أن عدد فتراتها الزمنية غير محدود ،، يعنى المفروض عندما نجمع الفترات السابقة يكون الناتج فترة زمنية غير محدودة ، هل هذا صحيح ؟
* ملحد : نعم ، هذا صحيح .
* مسلم : كيف ذلك وأنت معترف بأن الفترة الزمنية لجميع الأشكال السابقة انتهت كلها ، لكي يبدأ زمن الشكل الحالي للطاقة ؟ !
* ملحد : حسناً ، سأغير كلامي وسأقول أن الطاقة نفسها موجودة منذ الأزل ، لكن أشكالها ليست موجودة منذ الأزل ،، يعنى عُمر الطاقة أطول من عمر أشكالها .
* مسلم : هل تعنى أن الطاقة كانت موجودة بدون أن يكون لها شكل ، ثم بعد ذلك أصبح لها شكل ؟ .. هل هذا معقول ؟ !
* ملحد : حسناً ، سأعترف بأن الطاقة لها بداية وليست موجودة منذ الأزل ،، لكن طالما أنت معترف بأن هناك شكل أول للطاقة ، فهذا يعنى أن الله لم يخلق أى شيء قبل الشكل الأول للطاقة ، ولم يخلق أكوان أخرى قبل الكون الذى نعيش فيه ،، هل هذا صحيح ؟
* مسلم : الكون الذى نعيش فيه هو عبارة عن مكان يحتوى على أشكال معينة للطاقة ، وكل شكل يحدث بعد انتهاء الشكل السابق له ، يعني أشكال متتالية تشترك فى نفس السلسلة الزمنية ، لأنهم مشترِكون فى نفس المكان ، وهذا المكان هو الكون الذى نعيش فيه .
ونلاحظ أن الله قادر على أن يخلق كَوْن أخر غير الكون الذى نعيش فيه ،، وهذا الكون الأخر يحتوي على شكل أول للطاقة الموجودة فيه .
وهذا يعني أن الطاقة الموجودة فى الكون الأخر لا تشترك فى المكان مع الطاقة الموجودة فى الكون الذى نعيش فيه ،، ولذلك لا يوجد تسلسل زمنى بين الشكل الأول لطاقة الكون الأخر والشكل الأول لطاقة الكون الذى نعيش فيه .
لذلك لا يصح أن نقول أن الشكل الأول لطاقة الكون الأخر حدث قبل أو بعد أو مع الشكل الأول لطاقة الكون الذى نعيش فيه .
يعنى طالما كل طاقة لها كون خاص بها ، فهما لا تشترِكان فى المكان ، ولذلك لا تشترِكان فى السلسلة الزمنية ،، ولا يصح أن تقارن بينهما باستخدام كلمات الزمن مثل كلمة ( قبل ) ولا كلمة ( بعد ) ولا كلمة ( مع ) .
لكن يصح أن تقارن بين أشكال الطاقة الموجودة فى نفس الكون .
* ملحد : إذا خلق الله كونين اثنين ، فهل يخلقهما مع بعض فى نفس الزمن ، أم يخلق أحدهما بعد الأخر ؟
* مسلم : الله موجود بلا مكان ،، والكون عبارة عن مكان ، يعنى الله يخلق مكان حتى بدون أن يكون هناك مكان قبل ذلك ،، والزمن عبارة عن تغيير يحدث داخل مكان ، يعني الزمن يحتاج مكان ، لذلك لا يصح أن تستعمل كلمات مثل ( قبل ) و ( بعد ) و ( مع ) إلا فى الأماكن .
وعندما أقول أن الله خلق الشكل الأول للطاقة قبل الشكل الثاني ، فأنا أقصد أن ذلك التسلسل الزمني حدث بالنسبة لي أنا ، لكن لم يحدث بالنسبة لله ، فالله لا يسرِي عليه زمان ، لأن الله لا يتغير ، فهو موجود بلا زمان وبلا مكان .
وربنا خلق أشياء كثيرة متتالية ، وهذه الأشياء لم تحدث نتيجة إرادات متتالية من الله ، بل حدثت كلها نتيجة إرادة واحدة قديمة أزلية ،، يعنى الله عنده إرادة واحدة قديمة بأن تحدث أشياء كثيرة متتالية ،، ولذلك جميع الأشياء التى خلقها الله فهو يعلمها كلها على بعضها مرة واحدة ، لأنه أرادها كلها مرة واحدة ، والقرأن يقول ( مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ) .
وأنت تزعم أنه لا يوجد إله ، وتزعم أن اللاشيء خلق الطاقة ، يعني تزعم أن العدم هو الذي خلق الطاقة ،، بينما العِلم أثبت أن الطاقة لا تُستحدَث من العدم ، يعنى لا يمكن حدوث الطاقة بدون قوة تؤدي إلى حدوثها ، وهذا يدل على أن الطاقة لا تحدث من تلقاء نفسها ، بل تحتاج إلى من يُحدِثها ويخلقها .
يعني الطاقة لا تُستحدَث من العدم ، لكن تُستحدَث من الله الذي يخلق الطاقة من العدم .
يعني العدم لا يخلق الطاقة ، بل إن الله هو الذي يخلق الطاقة من العدم .
والعلم أيضاً أثبت أن الطاقة لا تفنى ، يعني لا يمكن أن تنتهي من تلقاء نفسها ، بل تحتاج إلي من يفنيها لكي تفنى ،، وطبعاً الله هو الوحيد الذي يستطيع أن يفني الطاقة ويحوّلها إلى عدم .
وهناك فرق بين الشئ الفاني والخالد والدائم .
ولمزيد من التوضيح انظر المقالات السابقة فى [ سِلسلة الأدلّة العقلية والعِلمية التي تُثبت وجود الله سبحانه وتعالى ]
* ( ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي إلى المقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )