[ سِلسلة الأدلّة العقلية والعِلمية التي تُثبت وجود الله سبحانه وتعالى ] ⇐ إثبات أن الله عنده ( علم ) و ( إدراك ) و ( إرادة ) :
– الله له قوة غير محدودة ،، انظر ⇐ [ إثبات أن خالق الكون له قوة غير محدودة ] ،،
ولو أن تأثير هذه القوة يحدث بصورة لا إرادية ، كنا سنرى مثلاً أعداد كثيرة من الأقمار حول الأرض ، لكننا نرى فقط قمراً واحداً حول الأرض ، مع أن الله قوي وقادر أن يجعلنا نري أقماراً كثيرة .
فما الذي منع رؤيتنا لأقمار كثيرة حول الأرض ؟
هل لأن القوة محدودة ؟
– الجواب : مستحيل ،، لأن قوة الله غير محدودة .
– إذن ليس هناك مانع إلا إرادة الله .
– ولو أراد الله أن يجعلنا نرى أقماراً كثيرة .. لَمَا مَنَعَهُ أَحد .
وهذا يدل على أن تأثير ( القوة ) يحدث بصورة ( إرادية ) .
مما يدل على أن الله عنده ( إرادة ) مع ( القوة ) .
والذي يريد فعل شيء مُعيّن ، فهو أكيد عنده إدراك بهذا الشيء الذي يريد أن يفعله .
يعنى لا توجد ( إرادة ) بدون ( عِلم ووعيْ وإدراك ) .
مما يدل على أن الله لديه ( عِلم ) و ( وعي ) و ( إدراك ) و ( إرادة ) .
– وقد يقول قائل أن القوة نتج عنها أقمار كثيرة ولكننا نرى فقط قمر واحد ،، ولو افترضنا أن هذا القول صحيح ، فسوف نسأل نفس السؤال السابق : لماذا جعَلَنا الله نرى فقط قمراً واحداً من تلك الأقمار الكثيرة ؟
هل لأنه غير قادر أن يجعلنا نرى بقية الأقمار ؟
الجواب : مستحيل ،، فإن الله فعلاً قادر على أن يجعلنا نرى بقية الأقمار ، ولكنه يريد أن يجعلنا نرى قمراً واحداً فقط ،، وهذا يدل على وجود الإرادة عند الله .
– وقد يقول قائل أخر أننا نرى نجوم كثيرة بالفعل ،، وهنا نسأله هذا السؤال : لماذا لا يجعلنا الله نرى نجوماً أكثر ؟
هل لأن الله غير قادر على ذلك ؟
الجواب : مستحيل ،، فإن الله فعلاً قادر على أن يجعلنا نرى نجوماً أكثر ، ولكنه يريد أن نرى العدد الحالي من النجوم فقط ،، وهذا يدل على وجود الإرادة عند الله .
* الحوار التالي بين مُلحد ومسلم :
* المُلحد : خالق الكون ليس عنده إرادة .
* المسلم : خالق الكون عنده قوة غير محدودة ، ولو أن تأثير هذه القوة يحدث بصورة لا إرادية كما تزعم ، فلماذا لا نرى أقماراً أخرى حول الأرض ؟
* المُلحد : خالق الكون عنده قوة محدودة ، لا تستطيع أن تخلق أكثر من قمر واحد حول الأرض .
* المسلم : هل هذه القوة نقصت بعد أن خلقت القمر ؟
* الملحد : نعم .
* المسلم : هذه يعني أنها قوة متغيرة ، ولقد أثبتنا في مقالة سابقة أن كل متغير فهو حادث ، وأن الله ليس حادث ، بل هو قديم ، يعني موجود بلا بداية ، انظر ⇐ [ إثبات أن الكوْن له بداية محدَّدة ، ولم يكن له وجود قبل تلك البداية ] .
* الملحد : حسناً ، سوف أغيّر كلامي وأقول أنها لم تتناقص بعد أن خلقت القمر .
* المسلم : طالما أنها باقية على نفس حالها السابق ، فلماذا لم تخلق أقماراً أخرى بعد ذلك ؟ يعني ما الذي منع خلْق أقمار أخرى طالما أنت تزعم أن تأثير هذه القوة يحدث بدون إرادة ؟
* الملحد : احتمال أن هذه القوة خلقت قمر أخَر حول أرض أخرى غير الأرض التي نعيش عليها .
* المسلم : ولماذا لم تخلق تلك الأقمار حول الأرض التي نعيش عليها ؟
* الملحد : هذه القوة لا تستطيع أن تخلق أكثر من قمر واحد حول الأرض ، لكنها تستطيع أن تخلق عدد كبير من الأراضي بحيث يكون هناك قمر واحد حول كل أرض من تلك الأراضي .
* المسلم : هل تقصد أن هذه القوة بها جزء محدود يستطيع أن يخلق فقط قمر واحد حول الأرض ، وبها جزء أخَر غير محدود يستطيع أن يكرر هذا الفعل أكثر من مرة ؟
* الملحد : نعم .
* المسلم : كلمة ( جزء غير محدود ) هي كلمة متناقضة ، لأن ( الجزء ) من حيث التعريف هو ( شيء محدود ) ، يعني لا يمكن أن هناك ( جزء غير محدود ) .
* الملحد : حسناً ، سوف أغيّر كلامي ، وأقول أن خالق الكون لديه قوّتان ، قوة محدودة وقوة أخرى غير محدودة .
* المسلم : هذا أيضاً يعني أنك قسّمْت خالق الكون إلى جزءين ، جزء محدود ، وجزء غير محدود ،، وكما أخبرتك ، فلا يمكن أن هناك ( جزء غير محدود ) ،، انظر ⇐ [ إثبات أنه لا يمكن تقسيم الذّات الإلهية إلى أعضاء ولا أجزاء ولا مُكوّنات ولا أقانيم ولا أي شيء ،، ولا يمكن أن يكون هناك أكثر من ذات غير محدودة ( واحدة ) ،، وتفسير كلمة ( يد الله ) في آية ( يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) ]
( * ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي للمقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )