[ الرَّد على المجموعة الأولى من الشُّبهات ] ⇐ الرّد على شُبهة زواج السيدة عائشة وعُمْرها 9 سنين ،، تفسير آية ( وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ۚ ) :
( * ملحوظة : عندما تضغط على الكلمات ذات اللون الأزرق في هذه المقالة فسوف تفتح صفحة أخرى تحتوي على مصدر المعلومة ) .
هناك للأسف بعض المسلمين الذين يُفسّرون الدين بطريقة خاطئة ويُشَوِّهُون الإسلام من أجل مصلحتهم الشخصية ، ويقوموا بتزويج البنت قبل اكتمال نُمُوّ جسمها وعقلها ، وهُم بذلك يُقدّمون العَلَف لأهل الشر الذين يَلهثون وراء أى فرصة لينتقدوا الإسلام .
– القرأن يقول ( وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ۚ ) يعني العِدّة تشمل المرأة التي كانت تحيض ثم توقفت عن الحيض ، وتشمل أيضاً المرأة التي لم يحدث لها حيض ولا مرة واحدة ،، والمُشوِّهون يزعمون أن النساء المذكورات فى تلك الأية أجسامهن صغيرة طالما لم يحدث لهن حيض ،، ويستغلون ذلك الزعم ليقولوا أن الإسلام يسمح بمعاشرة الأنثى صغيرة الجسم .
مع أن الطب أثبت وجود حالات تُسمَّى [ انقطاع الحيض الأَوّلِي ( قبل حدوث الحيضة الأولى ) ] حيث يكون عُمْر الأنثى أكثر من 16 سنة وتَمّ اكتمال الصفات الثانوية لجسم الأنثى ، لكن بدون حدوث حيض ولا مرة واحدة .
وهؤلاء هُنّ النساء المقصودات فى الآية ، ونلاحظ أن أجسامهن مكتملة النُّمو ويتحمّلْن المعاشرة .
وهذا يعنى أن الإسلام يجعل العِبرة فى المعاشرة بالجسم والوعي ، وليس بالحيض أو العُمر .
لأن الطب أثبت وجود أنثى عُمْرها كبير لكن جسمها صغير ولا تتحمل المعاشرة .
وأثبت أيضاً وجود أنثى عمرها صغير لكن جسمها كبير وعندها وعي وتتحمل المعاشرة .
والطب أثبت أيضاً وجود أنثى عمرها كبير وجسمها كبير ومع ذلك لا تحيض .
ولو جعلنا نحن العبرة بالحيض والعمر ، فسوف يحدث ضرر للأنثى التى يكون عمرها كبير وجسمها صغير ولا تتحمل المعاشرة .
لكن الإسلام يعمل حساب جميع الظروف والحالات ، لذلك جعل العبرة بالجسم والوعي ، حتى يضمن عدم حدوث ضرر للأنثى فى مختلف الحالات .
يعنى الإسلام يمنع معاشرة الأنثى التي لا تتحمل المعاشرة ، حتى لو عمرها كبير وتحيض .
والإسلام يسمح بمعاشرة الأنثى التي تتحمل المعاشرة ، حتى لو عمرها صغير ولا تحيض .
وفى عهد النبي – صلّى الله عليه وسلّم – كان هناك فرق بين الزواج وبين الدخلة ، يعنى كان الرجل يتزوج الطفلة وهى صغيرة ولكن تبقى الطفلة فى بيت أبيها ، ولا تنتقل إلى بيت زوجها إلا بعد أن تَكْبر ، ولا يدخل الزوج بها إلا بعد نضوجها بحيث تطيق ذلك ، حتى لا يحدث لها ضرر جسدي أو نفسي .
ولم يحدد الإسلام سِن مُعيّن للنضوج ، لأنه لا يوجد أصلاً سن معين للنضوج ، والعِلم الحديث أثبت أن سن البلوغ يتوقف على عوامل كثيرة مثل نوع وكمية الغذاء وطبيعة الطقس والحرارة ، حتى الحالة النفسية قد تؤثر على الهرمونات .
ولذلك تَغَير سن البلوغ فى القرن 21 مقارنة بالقرن 19 .
ويوجد اختلاف في سِنّ الزواج بين الدُّوَل ، مما يدل على أن سِنّ البلوغ هو شيء نِسبي يختلف بحسب ظروف كل دولة .
ويوجد اختلاف في سِنّ الزواج بين المدن الموجودة في نفس الدولة ، لدرجة أن هناك [ 18 وِلاية أمريكية ] لا تُحدّد سِنّ مُعَيّن للزواج أصلاً ، ومن ضمنها ولاية كاليفورنيا .
وقد تم تسجيل حالة طبية عام 1939 لفتاة اسمها [ لينا مدينا ] أنجبت وهى فى سن الخامسة ، وأيضاً هناك فتاة بريطانية اسمها [ تيريسا ميدلتون ] أنجبت وهى فى سن 12 سنة ، و [ فتاة أخرى ] أنجبت فى سن 11 سنة مما يعني أنها حملت في حوالى سن 10 سنين ووصلت للبلوغ فى حوالى سن 9 سنين ، وهى تعيش فى طقس بارد جداً ، فما بالك بفتاة عاشت فى بيئة صحراوية شديدة الحرارة .
وأنت مثلاً قد ترى فتاتين ، الأولى عمرها 10 سنين ، والثانية عمرها 15 سنة ، ومع ذلك تشعر أن الفتاة الأولى أكبر من الثانية من حيث الشكل والجسم وحتى الوعي والإدراك .
وقوانين البشر التى تضع سن معين للزواج ، لا تراعى الحالات التى يتأخر فيها البلوغ عن هذا السن المحدد ، مما يسبب أضرار جسدية ونفسية للفتاة حتى لو كان عُمْرها كبير ، طالما لم تنضج بعد .
لكن الإسلام يمنع معاشرة الزوجة إذا كانت غير ناضجة ولا تطيق ذلك ، حتى لو عمرها كبير ،، وذلك تجنُّباً للضرر ، لأن القاعدة الإسلامية تقول ( لا ضرر ولا ضرار ) ، ومن شروط النُّضج أن تكون الفتاة واعية ومُدرِكة لِما يحدث ، وإذا كانت الفتاة تقوم باللعب ، فهذا لا يعني أن وعيها ناقص ، فهناك أشخاص كبار ما زالوا يلعبون بنفس ألعاب الأطفال ، وهم متزوجون وعندهم أبناء .
* وهذا حوار بيني وبين أب يُقدّم بِنته للزواج من رجل غَنِيّ وعُمْرها فقط عشر سنوات :
* أنا : لماذا تقدم بنتك للزواج وعمرها فقط عشر سنوات ؟ !
* الأب : أنا أقتدِي بسُنَّة النبي الذى تزوج السيدة عائشة وعمرها تسع سنوات .
* أنا : ولكن بنتك لم يكتمل نُموّها حتى الأن !
* الأب : الإسلام يسمح بذلك ، والسيدة عائشة تزوجت وعُمْرها أصغر من بنتي .
* أنا : فى عهد النبي كان هناك فرق بين الزواج وبين الدُّخلة ، يعنى النبي تزوج السيدة عائشة وهى صغيرة واتفق على عقد الزواج ، لكن السيدة عائشة بقيَت فى بيت أبيها ، ولم تنتقل إلى بيت زوجها إلا بعد البلوغ ، ولم يدخل النبي بها إلا بعد اكتمال نُموّها .
لأن الإسلام يمنع معاشرة الزوجة إلا بعد اكتمال نُمُوّ جسمها وعقلها ، حتى لا يحدث لها ضرر جسدي أو نفسي ، وهناك قاعدة إسلامية تقول ( لا ضرر ، ولا ضِرار ) .
* الأب : طالما كانت السيدة عائشة مكتملة النُّمو فى سِنّ تسع سنوات ، فهذا يعني أن بنتي ايضاً مكتملة النُّمو ، لأنها أكبر من السيدة عائشة بِعام كامل .
* أنا : هذا ليس أكيد ، لأن سِنّ اكتمال النُّمو يختلف من فتاة لأخرى ، طِبقاً لعوامل عديدة ، مثل الطقس الذى تعيش فيه الفتاة ، ونوع وكمية الغذاء ، والعوامل الوراثية ، وحتى الحالة النفسية تؤثر على الهرمونات .
وبنتك جسمها غير مكتمل النُّمو ، وليس عندها وعي كافى بأمور الزواج .
* الأب : السيدة عائشة أيضاً لم يكن عندها وعي كافي بأمور الزواج ، بدليل أنها كانت تَلعب بلِعب الأطفال عندما تزوجَت .
* أنا : هذا ليس دليل ، لأن هناك أشخاص كبار يلعبون نفس ألعاب الأطفال للتسلية والترفيه وهم متزوجون وعندهم أبناء .
والسيدة عائشة كان عندها وعي وإدراك كامل بأمور الزواج عندما انتقلت إلى بيت النبي .
* الأب : أنا أَفعل سُنَّة النبي ، وسوف يعطيني الله حسنات على ذلك الفعل .
* أنا : أنت تركت كل سُنن النبي ، واخترت فقط سُنَّة واحدة وفعَلتَها بطريقة خاطئة ومخالِفة لطريقة النبي ، مما يدل على أن هدفك الحقيقي هو تحقيق مكسب شخصي بالحصول على مهر بنتك من زوجها الغني ، وليس هدفك اتّباع سُنَّة النبي كما تزعُم .
يعنى أنت تستخدم الدين بطريقة خاطئة وتُتاجر بالدين وتُشوّه الإسلام .
* الأب : هناك مشايخ وعلماء فى الدين يتزوجون البنات الصغار .
* أنا : هؤلاء هم علماء السُّوء الذين يفهمون الإسلام بالمقلوب ، لأنهم يأخذون حديث واحد من كلام النبي ويُفسروه بطريقة خاطئة ، بدون أن يأخذوا فى اعتبارهم بقية كلام وأفعال النبي .
* الأب : لكن هؤلاء المشايخ يتّبعون منهج السلف الصالح .
* أنا : هؤلاء المشايخ يزعمون أنهم على منهج السلف الصالح ، لكن الحقيقة هى أنهم بعيدون عن منهج السلف الصالح وقريبون من منهج الخوارج .
لذلك أنا أنصحك باتّباع الفتاوى الرسمية التى تصدر من الأزهر الشريف ودار الإفتاء ، لأنهم يُصدِرون الفتوى بناءاً على رأي لجنة علمية تشمل عدد كبير من علماء الفقه حتى يتأكدوا أن الفتوى صحيحة ، ولا يعتمدوا على رأي شخص واحد .
– انظر ⇐ [ مفهوم خاطيء بخصوص أخْذ رأْي المرأة في زواجها ]
* ( ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي إلى المقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر )