[ الرَّد على المجموعة الأولى من الشُّبهات ] ⇐ الرّد على من يزعم وجود تَعارُض بين العِلم وبين حديث سجود الشمس تحت العرش ، وآية ( وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ) ، وآية ( وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ ) وآية ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ) :
* سؤال : القرأن يقول ( وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ) بينما العِلم أثبت أن الأرض كروية وليست مُسَطّحة ،، فكيف ذلك ؟
* الجواب :
– علم الهندسة يثبت أن الكُرة لها سطح ، وقانون مساحة سطح الكرة = 4 ط نق2 .
– سطح الأرض يشمل اليابسة والبحار ، لأن الناس يسيرون أيضاً على سطح البحر بالسُّفن .
– القرأن يقول ( وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ) يعنى مَهما تمشي على سطح الأرض فسوف تجده ممدود وليس له حافة أو نهاية ، يعني لن تستطيع القول بأنك وصلت إلى نهاية الأرض ،، وهذا ينطبق فقط على سطح الكرة المنحني ، وليس سطح اللوح المستقيم ،،، وكلمة ( سُطِحَتْ ) تعني أن الله بسط سطح الكرة الأرضية ولم يجعله كله عبارة عن ارتفاعات وانخفاضات ، وذلك لِكي نستطيع المشى عليها .
– والقرأن يقول ( وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ ) ، والإمام الطّبَري يفسّر تلك الآية ويقول أن الناس سألوا النبي صلّى الله عليه وسلّم هذا السؤال ( إذا كان عرض الجنة مثل السموات والأرض ، فأين مكان جهنم ؟ ) فقال لهم النبي ( سبحان الله ! فأين الليل إذا جاء النهار ؟ ) .. انتهَى كلام الطبري ،، وهنا يجب أن نلاحظ عِّدة أشياء :
1- الناس سألوا هذا السؤال لأنهم يروْن بأعينهم أن السماء والأرض تحتل كل الأماكن التي يرونها بأعينهم ، فظنوا أنه لا توجد أماكن أخرى .
2- القرأن يقول ( وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ ) ، يعني القرأن يعترف بأن الجنة والنار موجودتان في نفس الوقت ، وهذا هو سبب استغراب الناس الذين لم يستوعبوا وجود الجنة والنار في نفس الوقت ، بينما هم يروْن السماوات والأرض في كل الأماكن .
3- النبي أجاب عن سؤال الناس بسؤال مُشابِه ، وله إجابة يعرفها الناس تتشابه مع إجابة سؤالهم الذي سألوله للنبي ،، لأنه يعلم أن هؤلاء الناس يصدّقون وجود الليل في نفس الوقت الذي يشاهدون فيه النهار يحتل جميع الأماكن ،، فأراد النبي أن يستخدم هذا المنطق ليثبت للناس أن أعينهم لا تستطيع أن ترى في نفس الوقت جميع الأماكن التي خلقها الله .
4- يعني النبي أراد أن يقول أن هناك أماكن لا يراها الناس ، ولذلك فإن جهنم موجودة في مكان لا يراه الناس حالياً ، كما أن الليل يكون موجود في مكان لا يراه الناس أثناء النهار .
5- النبي شبّه وجود الجنة والنار بوجود النهار والليل ،، يعني النبي معترف بأن الليل والنهار موجودان في نفس الوقت ، لكن في أماكن مختلفة ،، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا كان سطح الأرض مُنحنِياً على شكل ( كُرة ) ،، يعني النبي يثبت بطريقة غير مباشرة أن الأرض كروية .
– وذات مرة كان النبي صائماً ، وعندما غربت الشمس واختفت عن الأنظار أراد النبي أن يفطر ، لكن أحد الصحابة طلب من النبي تأجيل الإفطار ، لأن ذلك الصحابي لاحَظ وجود بعض الضوء الخافت يحيط بهم ، برغم أن الشمس اختفت تماماً ،، فأشار النبي بأصبعه ناحية المَشرق وقال لذلك الصحابي أن الظلام طالما بدأ يظهر ناحية المشرق ، وطالما اختفت الشمس تماماً ، وطالما أن الضوء المحيط بهم هو ضوء خافت غير ساطع مثل ضوء النهار المعتاد ،، فساعتها يحق للصائم أن يفطر ،، حيث جاء في صحيح البخاري أن النبي قال ( إذا رأيتم الليل أقبَل مِن ها هُنا فقد أَفطَر الصائم ، وأشار بإصبعه قِبَل المَشرق ) ، وقال في رواية أخرى ( إذا أَقبَلَ الليل مِن ها هُنا ، وأَدبَر النهار مِن ها هُنا ، وغربَت الشمس فقد أَفطَر الصائم ) ،، يعني النبي يعترف بأن هناك جزء من الأرض يكون ظلاماً بلا ضوء ، وفي نفس الوقت يكون هناك جزء آخَر من الأرض به ضوء خافت ،، ثم بعد فترة يزحف الظلام إلى هذا الجزء من الأرض ،، يعني الظلام يمتد من جزء إلى جزء في الأرض ،، وكذلك الضوء ينسحب من جزء إلى جزء في الأرض ،، وكل هذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا كان سطح الأرض مُنحنِياً على شكل ( كُرة ) ،، يعني النبي يثبت مرة أخرى بطريقة غير مباشرة أن الأرض كروية .
– والقرأن يخاطب الناس على قدر عقولهم وعِلمهم ، واستيعاب الناس للعِلم يختلف من شخص لأخر ومن زمن إلى زمن أخر ، والقرأن كتاب واحد ولكنه صالح لجميع الناس وفى كل الأزمنة ، ولذلك لابد للآية القرأنية الواحدة أن تَحمل معانى صحيحة كثيرة ، بحيث كل معنى يظهر فى الوقت المناسب ، والقرأن يقول ( وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ) يعني الليل والنهار يحدثان في نفس اللحظة على الأرض ، يعني الليل يحدث في جزء على الأرض وفي نفس اللحظة فإن النهار يحدث على الجزء الأخر من الأرض ،، والقرأن يقول ( يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ) ويقول أيضاً ( يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ) يعني النهار يدخل فى الليل وفي نفس الوقت فإن الليل يدخل فى النهار ، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا كانت الأرض على شكل كُرة ، يعنى القرأن ذَكر أن الأرض كروية ولكن بطريقة غير مباشرة .
– ومنذ حوالى ألف عام قام أحد العلماء المسلمين واسمه ( محمد البيروني ) بقياس نصف قطر الأرض باستخدام علم الهندسة وقياس زاوية سقوط شعاع الشمس على الجبل .
ونلاحظ أن قوانين الهندسة ثابتة على مر العصور ويعترف بها الناس في كل مكان .
– مثال : هناك قانون هندسي يقول ( مساحة المستطيل تُساوِي حاصل ضرب الطول فى العرض ) وهذا القانون الهندسي لن يتغير أبداً مهما تقدمت التكنولوجيا .
وإذا أنت رسمت مستطيل ، ولم تجد أن مساحته تساوي طوله فى عرضه ،، فاعلم أن الخطأ موجود فى رسمك للمستطيل ، لأنك لم ترسم المستطيل بِدقّة ،، وليس الخطأ فى القانون الهندسي .
– وهناك إجماع من عُلماء المسلمين المُعتبَرين بأن الأرض كروية ،، مع ملاحظة أن هناك بعض العلماء المعتبرين الآخَرين يخالفون هذا الرأي ويقولون أن الأرض ليست كروية ، ولكن عدد هؤلاء العلماء المخالفين قليل جداً جداً بالنسبة إلى بقية العلماء ، ولذلك فإن هذا لا ينفي الإجماع ، لأن الإجماع لا يشترط اتفاق جميع العلماء على نفس الرأي ، فإن ذلك من المستحيل ،، ولكن طالما هناك عدد قليل جداً جداً من المخالفين لرأي مُعيّن ، فساعتها يمكننا أن نقول بأن هناك إجماع على ذلك الرأي المُعيّن .
وإذا أخطأ أحد العلماء المعتبرين في مسألة كروية الأرض ، فإن هذا الخطأ لا يقلل من قيمة ذلك الفقيه ، لأن هذا الخطأ لا يتعلق بالعقيدة ، وإنما يتعلق بالشريعة ،، ولا يوجد شخص واحد يستطيع أن يعرف بمفرده جميع المسائل الشرعية إلا النبي ، أما بقية الفقهاء فإن كل شخص منهم يستطيع أن يعرف فقط جُزء من الشريعة ، ولكن عندما نضع أمامنا آراء جميع الفقهاء المعتبرين ، فساعتها يصبح عندنا مصدر كامل للشريعة ، ولذلك يأمرنا النبي بأن نتّبع الجماعة ولا نتبع الرأي المنفرد ،، لأن الجماعة تستطيع تصحيح الأخطاء الفردية للفقهاء ، يعني إذا أخطأ أحد الفقهاء في مسألة مُعيّنة ، فإن بقية الفقهاء سيكتشفون ذلك الخطأ ، ويقوموا بتصحيحه .
وهذه أمثلة لبعض العلماء الذين قالوا أن الأرض كروية وهُم :
أبو حامد الغزالي صاحب كتاب ( إحياء علوم الدين ) وكتاب ( تهافُت الفلاسفة ) ،،
الإمام فخر الدين الرازي ،،
ابن الجوزي ،،
ابن حزم ، الذي يقول ( إن أحداً من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم ـ رضي الله عنهم ـ لم يُنكروا تكوير الأرض، ولا يُحفظ لأحد منهم في دَفعِه كلمة . بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها قال الله عز وجل : ” يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل “. وهذا أوضح بيان في تكوير بعضها على بعض ، مأخوذ من كور العمامة وهو إدارتها ، وهذا نَص على تكوير الأرض “. )
لكن بعد ابن حزم بحوالي 200 عام جاء الإمام القرطبي وقال أن الأرض ليست كروية ، وذلك عندما فسّر آية ( وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ ) حيث يقول القرطبي ( أي بسط الأرض طولا وعرضا … في هذه الآية رَدّ على من زعم أن الأرض كالكرة ، و رَدّ على من زعم أن الأرض تهوي … والذي عليه المسلمون وأهل الكتاب القول بوقوف الأرض وسكونها ومدها، وأن حركتها إنما تكون في العادة بزلزلة تصيبها . ) ،، وهنا نلاحظ أن القرطبي يبني رأيه في هذه المسألة على الإسرائيليات ، وهُم أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، وكلام أهل الكتاب بعضه صحيح وبعضه خطأ ، ولذلك يقول النبي ( لا تُصَدِّقُوا أهْلَ الكِتَابِ ولا تُكَذِّبُوهُمْ ) ،، وهذا يعني أن علماء التفسير أحياناً يعتمدوا على كلام أهل الكتاب في المعلومات البعيدة عن العقيدة ، بحيث لو كانت تلك المعلومات خاطئة ، فإن ذلك لن يؤثر على عقيدة التوحيد الإسلامية ،، والقرطبي نفسه وبقية علماء التفسير يعترفون بهذا المبدأ ، بدليل أن ( ابن كثير ) وهو أحد علماء التفسير يقول في مسألة أخرى ( مَا يَذْكُرُهُ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، وَتَلَقَّاهُ عَنْهُمْ طَائِفَةٌ مِنْ عُلَمَائِنَا مِنْ أَنَّ هَذِهِ الْأَرْضَ مِنْ تُرَابٍ ، وَالَّتِي تَحْتَهَا مِنْ حَدِيدٍ ، وَالْأُخْرَى مِنْ حِجَارَةٍ مِنْ كِبْرِيتٍ ، وَالْأُخْرَى مِنْ كَذَا . فَكُلُّ هَذَا إِذَا لَمْ يُخْبَرْ بِهِ وَيَصِحَّ سَنَدُهُ إِلَى مَعْصُومٍ فَهُوَ مَرْدُودٌ عَلَى قَائِلِهِ .
وَهَكَذَا الْأَثَرُ الْمَرْوِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: ” فِي كُلِّ أَرْضٍ مِنَ الْخَلْقِ مِثْلُ مَا فِي هَذِهِ الْأَرْضِ حَتَّى آدَمَ كَآدَمِكُمْ ، وَإِبْرَاهِيمَ كَإِبْرَاهِيمِكُمْ ” فَهَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ جَرِيرٍ مُخْتَصَرًا، وَاسْتَقْصَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ، وَهُوَ مَحْمُولٌ إِنْ صَحَّ نَقْلُهُ عَنْهُ عَلَى أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخَذَهُ عَنِ الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ) .
وأنا بحثت ووجدت موقع على الإنترنت به تفاصيل أكثر ، وهذا هو رابط الموقع ⇐ [ إثبات أن العلماء المسلمين أَجمَعوا على أن الأرض كروية ] .
* سؤال : العِلم أَثبت أن الغروب يحدث نتيجة دوران الأرض حول نفسها ، وليس نتيجة دوران الشمس حول الأرض ، لأن الشمس أصلاً لا تدور حول الأرض ،، بينما النبي صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول أن الشمس تذهب تحت العرش ،، فكيف ذلك ؟
* الجواب : الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري يقول ( كُنْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المَسْجِدِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ ، فَقالَ : يا أبَا ذَرٍّ أتَدْرِي أيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ ؟ قُلتُ : اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ ، قالَ : فإنَّهَا تَذْهَبُ حتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ العَرْشِ ، … ) .
وهذا الحديث يمكن فهمه بالقياس إلى شئ أخر … فهناك آية في سورة الكهف تقول ( حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ) ، يعني ذو القرنين وجد الشمس تغرب فى عين حمئة ، وهذا لا يعني أن الشمس تسقط داخل عين حمئة ، بل معناه أن ذو القرنين وصل إلى مكان فى الأرض وهناك رأى الشمس تغرب ناحية عين حمئة ،، والشخص الذى يعيش فى الصحراء سوف يرى الشمس تغرب ناحية الجبل ، والشخص الذى يعيش عند الساحل سوف يرى الشمس تغرب فى البحر يعنى ناحية البحر ، يعني هناك أكثر من غروب للشمس وليس غروب واحد مع أنها شمس واحدة ، وهذا مذكور فى القرأن … في سورة المُزّمِّل ( رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ) ،، وفي سورة الرحمن ( رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ) ….. وفي سورة المَعارِج ( فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ ) …. يعني القرأن يذكر الشمس دائماً بصيغة المُفرَد ، بينما ذكر الغروب بصيغة المفرد والمُثَنّى والجَمع ، وهذا يعني أن القرأن عندما يتحدث عن حركة الشمس ، لا يقصد بذلك انتقال الشمس نفسها من مكان إلى مكان أخر ، بل يقصد الحركة التى يراها الشخص بِعينَيه .
وكل شخص يرى حركة مختلفة للشمس على حسب وجوده فى الصحراء أو فى ساحل البحر ،، وبما أنه يوجد أكثر من شخص يرى الشمس ، فبالتالى يوجد أكثر من غروب للشمس ،،، وعندما تَغرُب الشمس بالنسبة لشخص ما ، فإنها فى نفس الوقت تُشْرق بالنسبة لشخص أخر …. يعني شروق الشمس وغروبها هو شيء نِسبي على حسب أماكن وجود الأشخاص … فمثلاً عندما أرى غروب الشمس فهذا بالنسبة لى يمثل وقت صلاة المغرب ، ولكن لا يمثل لك وقت صلاة المغرب إذا كنت تعيش فى قارة أخرى ولا ترى غروب الشمس فى نفس اللحظة التى رأيتها أنا .
فإذا اعتبرنا أن غروب الشمس يمثل ذهابها للعرش ،،، وشروق الشمس يمثل رجوعها من العرش … فإن هناك شخص ما سوف يرى الشمس ذاهبة إلى العرش ، وفى نفس اللحظة فإن هناك شخص أخر سوف يرى الشمس راجعة من العرش … معنى ذلك أن ذهاب الشمس ورجوعها من العرش يحدثان فى نفس اللحظة ، ولكن الشمس مستحيل أن تتحرك فى اتجاهين مختلفين فى نفس اللحظة … معنى ذلك أن المقصود هو حركة الأشخاص على ظهر الأرض وليس حركة الشمس نفسها ،، ولكن الشخص يمكن أن يرى الشمس تغرب وهو جالس فى مكانه لا يتحرك ، معنى هذا أن الأرض نفسها هى التى تتحرك …. يعنى هذا الحديث يُعتبر فى حد ذاته إعجاز علمى لأنه يثبت أن الأرض هى التى تتحرك حول الشمس .
والقرأن يقول في سورة النمل (وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۚ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ {87} وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ {88} ) يعني الجبال تتحرك في يوم القيامة ، وهذا لا يتعارض مع حركتها في الدنيا تَبَعاً لحركة الأرض نفسها .
وبالنسبة لكيفية سجود الشمس تحت العرش ، فهى مختلفة عن سجود الإنسان ، يعني سجود الشمس لا يتطلب الإنحناء والحركة مثل سجود الإنسان .
* سؤال : القرأن يقول ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ {38} وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ {39} لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ {40} ) فكيف يَنُصّ القرأن على أن الشمس تجري وتَسْبح في الفضاء ، بينما العِلم أثبت أن الأرض هي التي تتحرك حول الشمس ؟
* الجواب : الأرض تتحرك حول الشمس ، وفي نفس الوقت فإن الشمس نفسها تَسبح وتجري في الفضاء حول مركز مجرّة ( درب التّبانة ) بسرعة تبلغ حوالي 250 كيلو متر في الثانية .
وبالطبع فإن كواكب وأقمار المجموعة الشمسية يتبعون الشمس في حركتها حول المجرّة .
– والعِلم يقول أن الكواكب هي أجزاء باردة تَبَقّت بعد تكوين النجوم ،، والملحدون يزعمون أن القرأن ينُصّ على تكوين كوكب الأرض قبل تكوين النجوم ، ويزعمون أن القرأن يخالف العلم ،، وطبعاً الملحدون كاذبون ، فإن القرأن لا يقول بأن الأرض تكونت قبل النجوم ،، القرأن يقول في سورة فُصِّلَت ( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ {9} وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ {10} ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ {11} فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ {12} ) ،، وجملة ( ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ) تعني أن الله استوى إلى السماء الموجودة بالفعل في هذه المرحلة ، وهذا يعني أن السماء تكونت في مرحلة سابقة ،، يعني الله خلق السماء وكانت عبارة عن دخان وغير مُقسَّمة ، ثم بعد ذلك خلق الأرض ، ثم بعد ذلك قسَّم السماء الموجودة بالفعل إلى سبع سماوات ،، يعني السماء تكونت قبل تكوين الأرض ، ولكن تقسيم السماء حدث بعد تكوين الأرض ،، والمصابيح هي النجوم ، والقرأن يقول ( وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ ) يعني القرأن لم يقل أن هذه هي مرحلة تكوين النجوم ، بل قال أن هذه هي مرحلة التزيين باستخدام النجوم الموجودة بالفعل ،، وبنفس المنطق السابق ، فإن النجوم تكونت قبل الأرض ، لكن بدون أن تُزيّن السماء الدنيا ، لأن تقسيم السماء إلى سبع سماوات لم يكن قد حدث ،، وبعد تكوين النجوم حدث تكوين الأرض ، ثم حدث تقسيم السماء ، ثم حدث تزيين للسماء الدنيا بالنجوم التي كانت موجودة بالفعل قبل ذلك .
* سؤال : كيف يقول القرأن ( وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ ) بينما الزلازل تحدث بالرغم من وجود الجبال ؟
* الجواب : دَوْر الجبال في تثبيت سطح الأرض هو نفسه دور المسامير في تثبيت سطح السفينة ، بحيث إذا مشيت على سطح السفينة لا تميل الألواح تحت أقدامك ، وهذا لا يمنع ميل السفينة كلها بواسطة الأمواج .
* سؤال : القرأن يقول ( وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ ) يعني القرأن استخدم كلمة ( ألقَي ) بينما العِلم أثبت أن الجبال لم تُلقَي إلى الأرض من الأعلى ، وإنما تَكَوّنَت من الأرض نفسها ،، فكيف ذلك ؟
* الجواب : الآية الكاملة تقول ( وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) يعني كلمة ( ألقَى ) تشمل الجبال والأنهار والطرُق ،، والقرأن لا يقول بأن الأنهار تُلقَى إلى الأرض من الأعلى ، بل يقول أن الأنهار تتكون من الأرض نفسها وذلك في آية ( وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ) ،، معنى ذلك أن القرأن عندما استخدم كلمة ( أَلقَى ) في تلك الآية فهو يقصد ( أَنشَأ ) و ( جَعَل ) ،، ويكون معنى الآية كالآتي ( وجعل في الأرض رواسي وأنهار وطُرُق ) .
* ( ملحوظة : قد يتم كتابة كلام إضافي إلى المقالة قريباً لزيادة الشرح أكثر ) .